التهاب الصلبة هو الاضطراب الذي تصبح فيه الصلبة ملتهبة وحمراء بشكل شديد ويمكن أن يكون مؤلماً جداً. والصلبة هي الطبقة الخارجية الواقية للعين والتي تعتبر أيضاً الجزء الأبيض من العين، وهي تتصل بالعضلات التي تساعد العين على الحركة. وتمثل الصلبة حوالي 83% من سطح العين.
ويُعتقد أن التهاب الصلبة ناتجاً عن رد فعل مبالغ فيه للجهاز المناعي للجسم. ويعتمد نوع التهاب الصلبة على موقع الالتهاب. ويشعر معظم الأشخاص بالألم الشديد مع الحالة، ولكن هناك بعض الاستثناءات.
ويُعتبر العلاج المبكر بواسطة الدواء ضرورياً جداً لمنع تطور هذا الالتهاب، حيث يمكن أن تؤدي الحالات الخطيرة الغير معالجة إلى فقدان الرؤية الجزئي أو الكلي.
أنواع التهاب الصلبة
يستخدم الأطباء ما يُعرف بإسم تصنيف واتسون وهايريه للتمييز بين الأنواع المختلفة لالتهاب الصلبة. ويعتمد التصنيف على إذا ما كان المرض يؤثر على الصلبة الأمامية أو الخلفية. ومن المحتمل أن يكون للأشكال الأمامية مرضاً كامناً كجزء من سبب حدوثها. وتتضمن الأنواع الفرعية من هذا المرض ما يلي:
- التهاب الصلبة الأمامي، وهو الشكل الأكثر شيوعاً من هذا المرض.
- التـهاب الصلبة الأمامي العقيدي، وهو ثاني أكثر الأشكال شيوعاً.
- التهاب الصلبة الأمامي الناخر مع التهاب، وهو الشكل الأكثر خطورة من الالتهاب الأمامي.
- التهاب الصلبة الأمامي الناخر بدون التهاب، وهو الشكل الأكثر ندرة من الالتهاب الأمامي.
- التهاب الصلبة الخلفي، وهو الشكل الأكثر صعوبة لتشخيصه واكتشافه لأن أعراضه متغيرة، بما في ذلك أن العديد منها يشبه أعراض الاضطرابات الأخرى.
أعراض التهاب الصلبة
يحتوي كل نوع من هذا المرض على أعراض متشابهة، ويمكن أن تتفاقم إذا لم يتم علاج الحالة. ويُعتبر ألم العين الشديد الذي يستجيب بشكل ضعيف لمسكنات الألم هو العَرَض الرئيسي لالتهاب الصلبة. ومن المحتمل أن تُسبب حركات العين تفاقم الألم. وقد ينتشر الألم في جميع أنحاء الوجه خاصة على جانب العين المصابة. وقد تتضمن الأعراض الأخرى ما يلي:
- الإفراط في الدموع أو التدميع.
- ضعف الرؤية.
- الرؤية الضبابية.
- الحساسية للضوء أو رهاب الضوء.
- احمرار الصلبة أو الجزء الأبيض للعين.
ولا تُعتبر أعراض التهاب الصلبة الخلفي واضحة لأنها لا تُسبب الألم الشديد مثل الأنواع الأخرى. وتتضمن الأعراض ما يلي:
- الصداع المستحكم.
- الألم الناتج عن حركة العين.
- تهيج العين.
- ازدواج الرؤية.
ويعاني بعض الأشخاص من الألم الذي يتراوح من البسيط إلى المتلاشي بسبب هذا المرض، وقد يكون ذلك بسبب أنهم يعانون مما يلي:
- الحالة الأبسط.
- تلين الصلبة الثاقب، والذي يُعتبر أحد المضاعفات النادرة لالتهاب المفاصل الروماتويدي المتقدم.
- تاريخ من استخدام الأدوية المثبطة للمناعة (والتي تمنع النشاط في الجهاز المناعي) قبل بدء الأعراض.
أسباب التهاب الصلبة
هناك نظريات تُشير إلى أن الخلايا التائية للجهاز المناعي تُسبب الإصابة بالتهاب الصلبة. ويُعتبر الجهاز المناعي شبكة من الأعضاء والأنسجة والخلايا المتداولة التي تعمل معاً لمنع البكتيريا والفيروسات من التسبب في المرض. وتعمل الخلايا التائية على تدمير مسببات المرض الواردة، وهي الكائنات الحية التي يمكن أن تُسبب المرض. ويُعتقد في هذا المرض أنها تبدأ بمهاجمة خلايا الصلبة الخاصة بالعين. ولا يزال الأطباء غير متأكدين من سبب حدوث ذلك.
عوامل خطر التـهاب الصلبة
قد يحدث هذا المرض في أي سن. وتكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الصلبة أكثر من الرجال. ولا توجد منطقة محددة في العالم تكون فيها هذه الحالة أكثر شيوعاً. ويمكنك أن تعاني من زيادة خطر الإصابة بالتهاب الصلبة إذا كنت تعاني مما يلي:
- داء فاغنر، وهو اضطراب غير شائع ينطوي على التهاب الأوعية الدموية.
- التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو اضطراب مناعي ذاتي يُسبب التهاب المفاصل.
- داء الأمعاء الالتهابي، والذي يُسبب أعراض الجهاز الهضمي بسبب التهاب الأمعاء.
- متلازمة شوغرن، وهي اضطراب مناعي يُسبب جفاف العينين والفم.
- داء الذئبة، وهو اضطراب مناعي يُسبب التهاب الجلد.
- التهابات العين (قد ترتبط أو لا ترتبط بمرض مناعي ذاتي).
- تلف أنسجة العين بسبب حادث.
تشخيص التهاب الصلبة
سوف يقوم طبيبك بمراجعة التاريخ الطبي التفصيلي ويقوم بإجراء الفحص والاختبارات المعملية لتشخيص هذا المرض. وقد يطرح طبيبك الأسئلة عن تاريخك من الحالات الجهازية، مثل إذا ما كنت قد عانيت من التهاب المفاصل الروماتويدي، داء فاغنر أو داء الأمعاء الالتهابي. وقد يسألك أيضاً عن إذا ما كان لديك تاريخ من الصدمة أو العملية الجراحية للعين. وتتضمن الحالات الأخرى التي لديها أعراض مشابهة لالتهاب الصلبة ما يلي:
- التهاب ظاهر الصلبة، وهو التهاب للأوعية السطحية في الطبقة الخارجية للعين (ظاهر الصلبة).
- التهاب الجفن، وهو التهاب في غطاء العين الخارجي.
- التهاب الملتحمة الفيروسي، وهو التهاب للعين ناتج عن الفيروسات.
- التهاب الملتحمة البكتيري، وهو التهاب للعين ناتج عن البكتيريا.
ويمكن أن تساعد الفحوصات التالية طبيبك على إجراء التشخيص:
- تخطيط الصدى (التصوير بالموجات فوق الصوتية)، للتحقق من التغيرات التي تحدث في الصلبة أو حولها.
- العد الدموي الشامل للتحقق من علامات العدوى ونشاط الجهاز المناعي.
- خزعة الصلبة والتي تنطوي على إزالة نسيج من الصلبة لفحصه تحت المجهر.
علاج التهاب الصلبة
يركز علاج هذا المرض على محاربة الالتهاب قبل أن يتسبب في التلف الدائم. ويرتبط الألم الناتج عن التهاب الصلبة أيضاً بالالتهاب، لذلك فإن تقليل التورم يساعد على تخفيف الأعراض.
ويتبع العلاج طريقة تدريجية. وإذا فشلت الخطوة الأولى في الدواء، فإنه يتم استخدام الخطوة الثانية. وتتضمن الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب الصلبة ما يلي:
- الأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب، وهي الأدوية المستخدمة في كثير من الأحيان في علاج التهاب الصلبة الأمامي العقيدي. ويساعد تقليل الالتهاب أيضاً على تخفيف ألم هذا المرض.
- أقراص الكورتيكوستيرويد (مثل بريدنيزون) قد يتم استخدامها إذا لم تساعد الأدوية اللا ستيرويدية المضادة للالتهاب على تقليل الالتهاب.
- هرمونات الستيرويد القشرية الفموية، وهي الخيار المفضل لالتهاب الصلبة الخلفي.
- تُعتبر الأدوية المثبطة للمناعة مع هرمونات الستيرويد القشرية الفموية هي المفضلة للشكل الأكثر خطورة وهو التهاب الصلبة الناخر.
- المضادات الحيوية التي قد يتم استخدامها لمنع أو علاج عدوى الصلبة.
- الأدوية المضادة للفطريات هي المستخدمة عادة في علاج العدوى الناتجة عن متلازمة شوغرن.
وقد تكون العملية الجراحية ضرورية للحالات الشديدة لالتهاب الصلبة. وتتضمن العملية إصلاح أنسجة الصلبة لتحسين وظيفة العضلات ومنع فقدان الرؤية. وقد يتوقف علاج الصلبة أيضاً على علاج الأسباب الكامنة، فإذا كنت تعاني من اضطراب مناعي ذاتي، فإنه سوف يساعد علاجه بشكل فعال على منع تكرار حالات التهاب الصلبة.
توقعات سير المرض
يمكن أن يُسبب هذا المرض تلف العين الشديد بما في ذلك فقدان الرؤية الجزئي إلى الكلي. وعند حدوث فقدان الرؤية فإنه عادة ما ينتج عن التهاب الصلبة الناخر. وهناك خطر من عودة هذا المرض مرة أخرى بالرغم من علاجه.
ويُعتبر التهاب الصلبة حالة خطيرة للعين تتطلب العلاج الفوري بمجرد ملاحظة الأعراض. وحتى عندما تتحسن أعراضك فإنه من المهم المتابعة مع طبيب العيون بصورة منتظمة للتأكد من أنه لن يعود مرة أخرى. ويُعتبر علاج الحالات المناعية الكامنة التي قد تُسبب الإصابة بالتهاب الصلبة مهماً أيضاً في منع المشاكل المستقبلية في الصلبة.