من المعروف أن هرمون التستوستيرون هو هرمون الذكورة وأنه يلعب دوراً في إشباع الرغبة الجنسية لدى الرجال، فما هي طبيعة العلاقة بين هرمون التستوستيرون والانتصاب؟ وهل نقصه يؤدي لضعف الانتصاب؟ وهل يمكن استخدام هذا الهرمون لعلاج مشاكل الانتصاب؟ تعرفوا معنا من خلال الفقرات التالية على إجابات هذه الأسئلة بالتفصيل ومعلومات أخرى هامة مفيدة لكم ولصحتكم.
العلاقة بين هرمون التستوستيرون والانتصاب
وفقاً للبيانات والأبحاث والتجارب السريرية الصادرة عن المكتبة الطبية الوطنية الأمريكية، أظهرت نتائج البحث أن هرمون التستوستيرون قد يسهل الانتصاب، حيث يعمل كمسرع للشرايين الموجودة في القضيب.
كما ذكرت المكتبة على موقعها أنه بعد إجراء عملية الإخصاء لعدد من المشاركين، تعرض أغلب الرجال، وليس كلهم، لفقدان جزئي أو كامل للانتصاب، أما فيما يخص قصور الغدد التناسلية فهي ليست نتيجة شائعة في الضعف الجنسي، والتي تحدث في حوالي 5% من الحالات.
كما استخدمت العديد من التجارب هرمون التستوستيرون لعلاج الضعف الجنسي المرتبط بمشكلة قصور الغدد التناسلية عند الرجال، كما أن وظيفة الانتصاب قد تتحسن مع العلاج بالتستوستيرون لدى المرضى الذين يعانون من درجات حادة من قصور الغدد التناسلية.
المعلومات التي تم جمعها توضح أن انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون عن معدلها الطبيعي له علاقة بعملية الانتصاب، وأن المستويات العالية من مصل هرمون التستوستيرون قد لا يكون له أي تأثير على وظيفة الانتصاب، كما أنه من الضروري الكشف عن قصور الغدد التناسلية الشديدة والمتوسطة حتى يستفيد من يعانون منه من العلاج.
هل نقص التستوستيرون يسبب ضعف الانتصاب؟
على الرغم من العلاقة بين هرمون التستوستيرون والانتصاب وأن الانتصاب لدى الرجل يعتمد على هذا الهرمون، إلا أن العلاقة بينهما تظل معقدة، فبعض الرجال يعانون من انخفاض معدل التستوستيرون ومع ذلك لا يعانون من مشاكل في الانتصاب، والعكس.
لكن تُشير البيانات المتوفرة إلى أن انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون مرتبط بعدد من الحالات المزمنة التي تلعب دوراً في عملية الانتصاب، مثل مرض السكري من النوع الثاني، والسمنة وأمراض القلب. وعند انخفاض مستويات التستوستيرون عن المعدل الطبيعي قد تتأثر الحياة الجنسية والدافع الجنسي، والذي قد يترتب عليه أحياناً الإصابة بضعف الانتصاب.
ومن المهم معرفة أن انخفاض هرمون التستوستيرون ليس فقط السبب الوحيد وراء الضعف الجنسي، فالسبب الأكثر شيوعاً هو انخفاض تدفق الدم إلى القضيب بسبب بعض الحالات الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، وتصلب الشرايين.
هل يمكن علاج مشاكل الانتصاب بهرمون التستوستيرون؟
بعد معرفة العلاقة بين هرمون التستوستيرون والانتصاب، يجب الإشارة إلى أن هرمون التستوستيرون يُعرف بهرمون الذكورة، لذا يعتقد الكثير من الرجال أنه في حالة مواجهة مشاكل جنسية، وخاصة مشاكل في الانتصاب، بمكن أن يعالج هذا الهرمون تلك المشاكل، ولكن لا توجد أدلة كافية تُشير إلى أن العلاج بهرمون التستوستيرون يمكن أن يساعد في تحسين الانتصاب لدى الرجال. فكما ذكرنا سابقاً يحدث ضعف الانتصاب نتجة ضعف تدفق الدم إلى القضيب.
كما تُشير بعض الدراسات الأخرى إلى أن العلاج بالتستوستيرون يمكن أن يتسبب في احتباس الجسم لكمية كبيرة من السوائل، ويمكن أن يتسبب في حدوث آثار جانبية أخرى مثل:
- تضخم البروستاتا.
- تضخم الثديين.
- حب الشباب.
- انخفاض نسبة الخصوبة.
- زيادة خلايا الدم الحمراء.
- زيادة أعراض انقطاع النفس النومي.
وفي حالة الإصابة بضعف الانتصاب لفترة من الوقت، يقوم الطبيب بطلب بعض التحاليل لمعرفة مستوى التستوستيرون في الجسم، وفي حالة انخفاض مستوى الهرمون يتم البحث عن سبب هذا الانخفاض وحل المشكلة، ولا يتم اللجوء للعلاج بالتستوستيرون إلا في حالة عدم الوصول لأي سبب آخر وراء هذا الانخفاض، لذا عادة ما يكون خيار العلاج بهذا الهرمون خيار متأخر ويتم مناقشته ودراسته جيداً قبل اللجوء إليه.