تُعتبر فترة المراهقة من الفترات الصعبة، حيث يعجز البعض عن التعامل مع الأبناء في هذه المرحلة، وتعتبر نوبات الغضب عند المراهقين واحدة من أهم الأمور التي تميز هذه المرحلة؟ فما هي أسبابها؟ وما هي طرق التعامل مع الأمر؟ وماذا تفعل لو كان الأمر مرتبط بواحد من الاضطرابات النفسية؟ تابعنا عزيزي القاريء، لتعرف أكثر.
أسباب نوبات الغضب عند المراهقين
من المهم أن تدرك عزيزي القاريء أن التغيرات الهرمونية التي تحدث في مرحلة البلوغ، لها دور كبير في التغيرات الجسدية والعاطفية للمراهق، بل وقد تكون سبباً في نوبات الغضب عند المراهقين.
وقد يكون للطريقة التي تتواصل بها مع ابنك في مرحلة المراهقة وردود أفعالك دورًا رئيسيًا في الأمر. ومن العوامل الشائعة لحدوث نوبات الغضب عند المراهقين:
- الشعور بأن لا أحد قادر على تفهم ما يمرون به.
- الشعور بعدم احترام الآخرين لهم.
- الآمال والتوقعات الكثيرة.
- عدم قدرة الآباء والأمهات على التعامل معهم.
سيكون من المهم للمراهق تحديد العوامل التي تتسبب في حدوث نوبات الغضب، فبمجرد أن يتمكن المراهق من هذا، فسيمكنه تعلم كيفية التعامل مع هذه المواقف بشكل أكثر فعالية. وسيكون عليك كأحد الآباء أن تتعلم كيف تقوم بإدراة الحوار مع طفلك المراهق، وأن تتعلم كيف تتفاعل معه، وما يجب عليك فعله في حالة تحوله إلى العنف.
كيف تتعامل مع نوبات الغضب عند المراهقين ؟
من المفيد أن تتذكر أن سلوكك وتفاعلك مع الأمر، يمكن أن يحسن أو يزيد من نوبات الغضب لدى طفلك، لذلك من المهم أن تكون قدوة جيدة له. ففي حالة كنت تتصرف بعنف وقوة، ولكنك تخبره بعدم القيام بذلك، فلن يستمع إليك. وعليك أن تتذكر أن غضبه ينبع في الغالب من الخوف، والخوف من فقدان السيطرة.
ويمكن لبعض الطرق أن تساعد في تخفيف الأمر، وتتمثل هذه الطرق في:
- الحافظ على هدوئك، فعليك أن تكون قويًا وحازماً دون أن تقوم بتهديد ابنك المراهق.
- تأكد من أن لغة جسدك تعكس رغبتك في الاستماع له.
- تجنب التحديق في العين وامنحه مساحة شخصية للتعبير.
- إذا شعرت أن النقاش بينك وبينه خرج عن نطاق السيطرة، فأخبره أنك ستتركه لبعض الوقت وتعود مرة أخرى خلال نصف ساعة حتى يهدأ.
- يمكن أن تساعد تمارين التنفس على التخلص من شدة الحوار، بل قد تساعد ابنك أيضاً في التحكم في غضبه.
تذكر أن المراهق قد لا يعرف كيفية التعامل مع غضبه، وهذا قد يجعله يشعر بالإحباط والخوف. ومع ذلك، كما هو الحال مع الأطفال الصغار، إذا استسلمت له لأن صراخه وغضبه يزعجك، فأنت في الواقع تشجعه على تكرار هذا السلوك غير المقبول كوسيلة للحصول على ما يريد.
كيف تتعامل مع السلوك العدواني للمراهق؟
في بعض الأحيان، يمكن أن تتحول نوبات الغضب عند المراهقين إلى حالة من العنف، فإذا هاجمك طفلك المراهق أنت أو أي شخص آخر، فعليك القيام بالتالي:
- اتركه حتى يهدأ، وابتعد عنه.
- اعطه مساحة بمجرد أن يهدأ، فقد ترغب في التحدث معهم حول ما حدث.
- دعه يعرف أن هناك حدود لتصرفاته، وأن العنف غير مقبول.
- اعترف أن ابنك المراهق لديه مشكلة وكن على استعداد للحصول على المساعدة، حدد موعداً مع الطبيب النفسي في أقرب وقت ممكن.
- تحدث إلى طبيبك أو مدرسة الطفل حول طرق المساعدة المتاحة.
وعليك أن تعلم أنه في حالة أنك قد أخبرت ابنك المراهق أن العنف غير مقبول وتركته حتى يهدأ، ولكن لم تساعدك مغادرة الغرفة أو المنزل، فاتصل بالشرطة. فبعد كل شيء، إذا كنت تشعر بالتهديد أو الخوف، فلك الحق في حماية نفسك.
هل تشك في إصابة ابنك بواحد من الأمراض النفسية؟
إذا كنت تشعر بالقلق من أن نوبات الغضب عند المراهقين هي نتيجة لأن طفلك يعاني من واحد من الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب، فعليك القيام بالتالي:
- تحدث إلى طبيبك، والذي قد يقترح إحدى طرق العلاج المفيدة، مثل العلاج السلوكي.
- إحالة طفلك إلى واحدة من المؤسسات المسئولة عن العناية بالصحة العقلية والنفسية للمراهقين.
- الاستفادة من مجموعات الدعم الخاصة بمثل هذه الحالات.
والآن عزيزي القاريء بعد انتهائك من هذا المقال، ستكون قد تعرفت على نوبات الغضب عند المراهقين وأسبابها، هذا بالإضافة إلى طرق التعامل مع المراهق العنيف. وإذا شعرت أنك بحاجة لاستشارة أو مزيد من الاستفسارات، يمكنك استشارة أحد أطبائنا من هنا.