التهاب الحلق Sore throat ويعرف أيضا باحتقان الحلق، هو أحد أشهر الأمراض وأكثرها انتشاراً، ويتميز بقدرته على إحداث ألم في منطقة الحلق وقد يجعل الشخص يعاني من صعوبات في البلع، تابعونا لتتعرفوا على أهم أعراضه وأنواعه، بالإضافة إلى أسبابه وطرق علاجه.
انواع التهاب الحلق
قد يتم تقسيم احتفان الحلق إلى عدة أنواع بعضها يعتمد على مكان الالتهاب، بينما بعضها الآخر يعتمد على نوع الالتهاب ويمكن أن يتم التصنيف وفقاً لمكان حدوثه كالتالي:
- الالتهاب البلعومي، وهو الالتهاب الذي يظهر في منطقة البلعوم ويتسبب في حدوث ألم في الحلق بجانب حالة من التورم.
- التهاب اللوزتين، وهو الالتهاب الذي يحدث نتيجة إصابة منطقة اللوزتين، وهذا الالتهاب يؤثر على المنطقة الموجودة في مؤخرة منطقة الفم ويؤدي إلى احمرارها، بالإضافة إلى تورمها.
- الالتهاب الحنجري، وهو الالتهاب الذي يؤثر على منطقة الحنجرة ولا يختلف تأثيره عن النوعين السابقين، حيث يؤدي إلى حالة من التورم والاحمرار.
أما إذا كنا نرغب في تصنيف الالتهاب وفقاً للمسبب، فيمكن تقسيمه إلى نوعين رئيسيين هما:
- الالتهاب البكتيري في الحلق، وهو الالتهاب الذي يحدث نتيجة إصابة الشخص بعدوى ناتجة عن البكتيريا، والعدوى البكتيرية في الغالب ما تكون ناتجة عن الإصابة بالبكتيريا العقدية، ولكن يمكن أن يحدث الالتهاب البكتيري نتيجة لأنواع الأخرى من البكتيريا.
- الالتهاب الفيروسي في الحلق، وهو الالتهاب الذي يحدث نتيجة الإصابة بأي نوع من أنواع الفيروسات التي تؤدي إلى التهاب الحلق، وهو الأكثر انتشاراً.
أعراض التهاب الحلق
في العادة تختلف الأعراض نتيجة لاختلاف سبب الإصابة سواء كانت بكتيرية أو فيروسية، إلا أن هناك مجموعة من الأعراض التي قد تظهر في جميع الحالات، ومن أشهر هذه الأعراض التالي:
- الشعور بحالة من الحكة في منطقة الحلق.
- وجود صعوبات في عملية البلع.
- ألم في منطقة الحلق هذا الألم قد يزداد صعوبة مع البلع.
- تورم واحمرار اللوزتين.
- احتمالية تورم العقد الليمفاوية.
- تغير في الصوت.
- ارتفاع درجات الحرارة.
- العطس وقد يكون مصحوباً بالكحة.
وقد تظهر أعراض التهاب الحلق عند الأطفال كذلك بصورة أكبر منها عند البالغين، حيث أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة به.
أعراض التهاب الحلق الشديد
غالباً ما يقصد بالالتهاب الشديد الالتهاب الذي ينتج عن الإصابة بالعدوى البكتيرية، حيث يسبب هذا النوع حالة من الألم الشديد الذي قد يتضاعف ويظهر بصورة أكبر عند البلع، وهذا النوع قد يتميز بظهور بقع لونها أبيض على اللوزتين أو في مؤخرة الحلق.
شكل التهاب الحلق
يمكن أن يتسبب التهاب الحلق في حدوث بقع تكون بلون مختلف عن لون الفم الطبيعي، حيث تكون هذه البقع حمراء وقد تظهر على سطح الحلق أو يمكن أن تظهر بقع بيضاء أو خطوط بيضاء على منطقة اللوزتين، هذا بالإضافة إلى إمكانية ظهور طفح جلدي على مناطق أخرى من الجسم.
مدة التهاب الحلق
أغلب حالات التهاب الحلق تختفي في مدة تتراوح ما بين 5 إلى 10 أيام، وذلك مع استخدام الطرق المنزلية البسيطة للعلاج واستمرار التهاب الحلق لأكثر من ذلك يعني أن المريض بحاجة لزيارة الطبيب وأنه بحاجة للخضوع لفحص من أجل تشخيص حالته والحصول على العلاج المناسب.
كم تستمر حرارة التهاب الحلق؟
غالباً تختفي درجة الحرارة المصاحبة لالتهاب الحلق الفيروسي سريعاً مع تحسن الأعراض، إلا أنه في حالة الإصابة بالالتهاب البكتيري، فلن تتحسن درجة الحرارة إلا بعد تناول المضادات الحيوية وغالباً يكون الأمر بعد يومين من تناولها إلا أنها قد تستمر لفترات أطول مع بعض المرضى، ومن المهم استكمال دورة العلاج بالمضاد الحيوي.
اسباب التهاب الحلق
يمكن أن يكون سبب التهاب الحلق في الغالب هو الإصابة بالعدوى الفيروسية خاصة الإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا، إلا أنه يمكن الإصابة به نتيجة لفيروسات أخرى مثل مرض التقبيل (كثرة الوحيدات)، والتهاب اللوزتين، ومرض كورونا، ومرض الحصبة، ومرض الجدري، هذا بجانب أسباب أخرى لا ترتبط بالفيروسات منها:
- العدوى البكتيرية خاصة البكتيريا العقدية.
- الإصابة بالحساسية المختلفة سواء حساسية اللقاح أو الحيوانات وغيرها.
- التعرض للهواء الجاف.
- التعرض للمواد الكيميائية أو الروائح المهيجة للحلق.
- إجهاد العضلات الموجودة في الحلق.
- الإصابة بمرض ارتجاع المريء.
- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري.
- الإصابة بالسرطانات والأورام.
- التعرض للإصابات أو الحوادث.
بالإضافة إلى هذا قد يكون هناك عوامل أخرى تجعل الشخص عرضة للإصابة بالالتهاب بصورة أكبر من غيره، ومن أشهر هذه العوامل:
- السن، فالأطفال هم الأكثر عرضة للمرض.
- التعرض لدخان السجائر.
- الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية بصورة متكررة.
- ضعف جهاز المناعة.
- الفصل المناخي، حيث يكون الالتهاب أكثر انتشاراً في الشتاء عنه في فصل الصيف.
تشخيص احتقان الحلق
عادة ما يقوم الطبيب بتشخيص الحالة بعد فحص المريض ومعرفة الأعراض التي يعاني منها، والتي قد تكون إشارة للإصابة باحتقان الحلق، حيث يقوم الطبيب بفحص منطقة الحلق والعقد الليمفاوية وكيف يتنفس المريض، كما قد ينصح الطبيب بالقيام بالفحص التالي:
- مسحة الحلق، وهو فحص يتم في الغالب بهدف الكشف عن وجود إصابة بكتيرية، حيث يتم أخذ مسحة من المنطقة الموجودة في مؤخرة الحلق بهدف فحص الإفرازات.
- عمل مزرعة للحلق ويتم إرسالها للمعمل.
- فحص المستضد السريع، وهو فحص يكون الهدف منه الكشف عن البكتيريا.
علاج الحلق الملتهب
في الغالب لا يتطلب الالتهاب الخضوع لعلاج طبي، حيث يمكن علاج التهاب الحلق بالأعشاب في المنزل، وبطرق منزلية أو أدوية مسكنة لا تحتاج إلى وصفة طبية، ولكن في حالات أخرى قد يكون هناك حاجة لزيارة الطبيب خاصة مع الحالات الشديدة، والتي لا تختفي بمثل هذه الطرق خاصة الحالات البكتيرية منها.
الوقاية من التهاب الحلق
إن الطريقة الأفضل هو أن تعتني بنظافتك الشخصية بحيث تستطيع تجنب أكبر قدر من الميكروبات، ولكي تفعل هذا عليك القيام بالتالي:
- احرص على أن تغسل يديك بصورة دورية.
- يجب أن تحرص على ألا تلمس وجهك.
- تجنب استخدام أدوات غير خاصة بك عند تناول الطعام والشراب.
- احرص على استخدام المحارم الورقية عند العطس أو الكحة.
- استخدم المطهرات والمعقمات.
- احرص على وضع مسافة بينك وبين الآخرين خاصة المرضى منهم.
- تجنب لمس الممتلكات العامة.
- حاول الابتعاد عن التدخين والمهيجات.
الفرق بين التهاب الحلق والتهاب الغدة الدرقية
يكمن الاختلاف الأهم في مكان الالتهاب، حيث أن الالتهاب الأول يحدث في منطقة الحلق، بينما التهاب الغدة الدرقية يحدث نتيجة التهاب الغدة الدرقية الموجودة في الرقبة، وبالرغم من أن كلاً منهما يسبب حالة من التورم والألم إلا أن التهاب الغدة يؤدي إلى التورم في قاعدة الرقبة ومقدمة الحلق.
كما أنه يكون مصحوب بعلامات أخرى مميزة مختلفة تماماً عن تلك التي يحدثها التهاب الحلق، حيث يؤدي التهاب الغدة إلى الإصابة بحالة من الاكتئاب وزيادة الوزن، بالإضافة إلى الشعور بالإرهاق وآلام العضلات والإصابة بالإمساك في حالة نقص الهرمونات، بينما قد يؤدي لفقدان الوزن والأرق والتوتر واضطراب ضربات القلب في حالة زيادة الهرمونات الخاصة بالغدة.
الفرق بين حساسية الحلق والتهاب الحلق
يعتبر ألم الحلق والتهاب الحلق هو عرض أساسي للإصابة بالحساسية إلا أن التهاب الحلق قد يكون ناتج عن أسباب مختلفة كما ذكرنا منها الفيروسات، ولكن يمكن أن يسبب التهاب الحلق العادي، والذي لا يرتبط بالحساسية أعراض مثل ألم العضلات وتورم الغدد وارتفاع درجة الحرارة.
بينما يكون الالتهاب الناتج عن الحساسية مميزاً، حيث يؤدي إلى شعور المريض بسيلان من الأنف، بالإضافة إلى حكة في الحلق بجانب الأعراض المعتادة، والتي تحدث في كلا الحالتين، كما أن الالتهاب الناتج عن الحساسية قد يستمر لفترة قد تصل حتى 6 أسابيع حتى يتخلص الشخص من مسببات الحساسية.
الفرق بين التهاب الحلق والتهاب اللوزتين
يختلف الالتهاب الناتج عن التهاب اللوزتين عن احتقان الحلق الناتج عن الإصابة بالفيروسات كالبرد، حيث أن التهاب اللوزتين يشترك مع الالتهاب العادي في تورم المنطقة إلا أنه يتميز بوجود رائحة كريهة في الفم مع ارتفاع في درجة الحرارة وصعوبة في البلع وتورم غدد الرقبة.
هل يلتهب الحلق بعد استئصال اللوز؟
نعم يعتبر الالتهاب والتورم في الحلق هو العرض الأساسي عند الخضوع لعملية استئصال للوزتين، حيث يشعر المرضى بصعوبات في التحدث وعدم القدرة على تناول الطعام بسبب هذا الألم في منطقة الحلق، وقد يصاب الشخص بعد ذلك في حياته بالالتهاب في الحلق نتيجة لأسباب أخرى من السابق ذكرها.