نبدأ شهر رمضان الكريم كل عام بالكثير من الإستعدادات و التجهيزات التقليدية ، لكن الشهر الكريم هذا العام يمثل حالة غير تقليدية ؛ إذ ستكون أغلب أيام الصيام فى أشد أوقات السنة من ناحية ارتفاع درجة الحرارة، من هنا تظهر مشكلة متوقع حدوثها تتمثل فى العطش الشديد الذى سيشعر به غالبية الصائمين ، خاصة الذين يقومون بالخروج لممارسة أعمالهم فى وقت النهار و فترة الظهيرة ، و ما قد يترتب عليه من حدوث الجفاف في رمضان .
و إيماناً منا بسمو أخلاق الصائمين الذين يرفضون اعتبار شهر رمضان شهر للكسل و تعطيل الأعمال و المصالح و يجاهدون أنفسهم من أجل الصيام مع أداء واجباتهم نحو الأخرين بكفاءة و إخلاص ، هؤلاء الصائمون يستحقوا كل التحية و التقدير ؛ لذا سنقوم فى هذا المقال بتقديم بعض النصائح التي سوف تساعدهم على حماية أنفسهم من التعرض للجفاف خلال صيامهم.
ما هو الجفاف ؟
المقصود بـالجـفاف هو تعرض الجسم لانخفاض شديد فى كمية السوائل فيه – والتي تمثل فى الوضع الطبيعي نسبة 70% من مكونات الجسم- ؛ بسبب زيادة نسبة فقدان السوائل عن طريق العرق و خلافه ، و نقص نسبة دخول السوائل للجسم لتعويض المفقود .
و تكون هذة الحالة محتملة فى أثناء الصيام فى شهر رمضان هذا العام بسبب ارتفاع درجة الحرارة، الذي يسبب فقدان كميات كبيرة من سوائل الجسم ، بالإضافة إلى الامتناع عن الشرب خلال فترة الصيام .
ما هي أعراض الجفاف في رمضان؟
الدرجات الطفيفة من الجفاف ترتبط بعدد من الأعراض تشمل:
أما المراحل المتقدمة من الجفاف فقد يزيد عليها أعراض مثل:
- عدم التعرق .
- عدم تكون بول .
- انخفاض ضغط الدم .
- تسارع النبض و التنفس .
- الغيبوبة .
كيفية التعامل مع الجفاف في رمضان
الجفاف يتميز أنه حالة ذات طبيعية تدريجية ، و فى المراحل الأولي يمكن علاج الجفاف ببساطة بتناول سوائل فى حالة الشعور بخطر .
ما الإجراءات الوقائية من الجفاف في رمضان؟
لأن الوقاية خير دائما من العلاج ، و حتى تستطيع التمتع بصيام صحي ، ننصحك باتباع هذه الإرشادات للوقاية من حدوث جفاف .
لا تستسلم للشمس
طوال فترة النهار يجب الابتعاد قدر الإمكان عن التعرض المباشر للشمس ، كما يجب الحرص على التواجد فى أماكن معتدلة الحرارة أو أماكن ظليلة . و إذا كان لا مفر من التعرض للشمس ، يمكن الاعتماد على ارتداء قبعة بيضاء فوق الرأس ، و العمل بطريقة معتدلة تضمن عدم حدوث إرهاق مفاجئ بسبب التعرض للشمس .
لا تنسى السوائل بعد الافطار
الحصول على كميات كبيرة من السوائل طوال فترة ما بعد الإفطار يساهم بشكل كبير فى حماية الجسم من الجفاف خلال فترة الصيام فى اليوم التالي .
كما أن تجنب بعض المشروبات، مثل القهوة و الكولا و الشاي و المشروبات المحتوية على كافيين أو كميات كبيرة من السكريات يساعد على الحماية من الجفاف الذى تسببه هذة المشروبات .
لا تستهين بالأطباق الرمضانية
بعض الأطباق الرمضانية تعتبر بشكل ما من عوامل تدعيم قدرة الانسان على محاربة آثار الجفاف ؛ إذ يعتبر قمرالدين على سبيل المثال من الأطباق التي تلعب دور فى منع حدوث مشاكل المعدة المرتبطة بتراكم الأحماض الهضمية بسبب نقص السوائل فى الجسم .
لا تعتمد على الماء فقط
من المؤكد أن الماء له دور أساسي فى حفظ توازن السوائل فى الجسم ، لكن لا يجب أن ننسى دور العصائر الطبيعية، و الفواكة الأخرى التى تحتوي على كميات كبيرة من السوائل بالإضافة إلى العديد من الفيتامينات و الأملاح و العديد من العناصر الهامة فى توازن سوائل الجسم .
و يشمل هذا الليمون و الفراولة و البرتقال على سبيل المثال .
الاهتمام بصحتك خلال الصيام
رغم أن عدم الاستسلام للكسل خلال شهر الصيام من السلوكيات المحمودة بل و المطلوبة بشدة ، لكن لابد لكل إنسان أن يضع خطة عمل واقعية تناسب قدراته الصحية ولا يحمل جسده أكثر من طاقته ؛ لأنه فى هذا الحالة لن يؤدي بالمستوى الذى يتمناه، و سيؤثر ذلك على حالته النفسية بسبب الإرهاق الشديد .
كذلك لا يجب أن ينسى كل صائم خاصة أصحاب الحالات المرضية أن لديهم رخصة للإفطار فى حالة الشعور بأزمة صحية تحتاج لتناول دواء معين خلال فترة الصيام، أو حتى تحتاج لتناول سوائل فى حالة الجفاف الشديد .
هذة الإحتياطات ستساعدك بقدر لا بأس به فى احتواء مشكلة الجفاف والعطش خلال رمضان .
لكن يبقى السؤال الحائر . . .
هل تستطيع أثناء صيامك مراعاة هذة الإجراءات مع الحفاظ على كفاءتك الإنتاجية فى عملك خلال الصيام ؟
أم ينتهي بك الأمر للخضوع لسلطان الكسل و تأجيل الأعمال لما بعد الصيام ؟؟