يُعتبر مرض الصدفية من أشهر المشاكل الجلدية التي تتطلب عناية خاصة لتجنب زيادة حدة الأعراض، وعادة ما يتسائل المصابون عن أبرز وأفضل طرق العلاج التي يمكن اتباعها، لذا أعددنا لكم المقال التالي لتتعرفوا على طرق علاج الصدفية المختلفة وقائمة بالأدوية المسموحة والممنوعة لمرضى الصدفية، بالإضافة لمجموعة من النصائح للوقاية ومعلومات وتساؤلات أخرى عديدة، لذا احرصوا على قراءة السطور القادمة.
طرق علاج الصدفية
يتم تحديد طريقة علاج مرض الصدفية وفقاً لمدى حدة المرض ومنطقة الجلد المصابة، وعادة ما يبدأ الطبيب بعلاج بسيط، ثم ينتقل لخيارات أقوى إذا تطلبت الحالة هذا. وعلى الرغم من توافر مجموعة متنوعة من علاجات الصدفية، إلا أن تحديد أكثر الطرق الفعالة يمكن أن يكون صعباً، وأحياناً يتم دمج أكثر من طريقة معاً.
وتتضمن أبرز الطرق المستخدمة لعلاج الصدفية ما يلي:
1- العلاجات الموضعية
تُعتبر هذه العلاجات أول خيارات العلاج للصدفية الخفيفة أو المعتدلة، وعادة ما يتطلب الأمر 6 أسابيع قبل ملاحظة تأثير هذه العلاجات، وتتضمن ما يلي:
- المرطبات: علاجات مرطبة يتم وضعها مباشرة على الجلد لتقليل خسارة الماء وتوفير طبقة واقية للجلد. وفائدة المرطبات الأساسية هي تقليل الحكة وتكون القشور.
- الكريمات أو المراهم الستيرويدية: تُستخدم هذه الكريمات والمراهم لعلاج الصدفية الخفيفة أو المتوسطة في معظم أجزاء الجسم، حيث تعمل على تقليل الالتهاب، مما يقلل من إنتاج الخلايا الجلدية ويقلل الحكة. وتوجد أنواع قوية لا يتم وصفها إلا من قِبل الطبيب وتُستخدم على مناطق معينة.
- نظائر فيتامين د: نظائر فيتامين د (مثل كالسيبوتريول أو تاكالسيتول أو كالسيتريول) يتم استخدامها بشكل شائع لعلاج الصدفية التي تؤثر على الأطراف أو الجذع أو فروة الرأس، سواء بمفردها أو مع الكريمات الستيرويد، حيث تعمل على تقليل إنتاج الخلايا الجلدية، ولها تأثير مضاد للالتهاب.
- مثبطات الكالسينورين: هي مراهم أو كريمات تساعد في تقليل نشاط الجهاز المناعي وتقليل الالتهاب، وتُستخدم أحياناً لعلاج الصدفية التي تؤثر على فروة الرأس أو الأعضاء التناسلية أو تظهر في ثنيات الجلد. وأمثلة هذه المثبطات تاكروليموس أو كريم pimecrolimus.
- قطران الفحم: يُعتبر أقدم العلاجات المستخدمة لعلاج الصدفية، وهو عبارة عن زيت ثقيل وسميك وطريقة عمله غير معروفة كلياً، ولكنه يساعد في تقليل القشور والالتهابات وحكة الجلد. ويمكن أن يُستخدم لعلاج صدفية الأطراف أو الجذع أو فروة الرأس.
- كريم ديثرانول Dithranol: أظهر هذا الدواء فاعليته في قمع إنتاج الخلايا الجلدية وله آثار جانبية قليلة، ويتم اسنخدامه للمفعول قصير المدى وتحت إشراف الطبيب لعلاج الصدفية التي تؤثر على الأطراف أو الجذع.
2- العلاج بالضوء
تستخدم هذه الطريقة ضوء طبيعي أو صناعي لعلاج الصدفية، ويتم تطبيق الضوء الصناعي داخل المشفى أو في مراكز متخصصة. وتتضمن العلاج بالضوء ما يلي:
- العلاج بالضوء فوق البنفسجي: يتم استخدام موجات من الضوء غير المرئي للعين المجردة، يعمل على تقليل إنتاج خلايا الجلد، ويُعتبر علاج فعال لبعض أنواع الصدفية التي لا تستجيب للعلاجات الموضعية. تستغرق كل جلسة عدة دقائق، وتتطلب الذهاب للمشفى عدة مرات في الأسبوع.
- السورالين والأشعة فوق البنفسجية PUVA: يتم تناول قرص يحتوي على السورالين أو يتم تطبيقه مباشرة على الجلد، لجعل الجلد حساس للضوء، ثم يتم تعريض الجلد لموجات من الأشعة فوق البنفسجية، تخترق الجلد بشكل عميق، لعلاج أنواع الصدفية التي لم تستجيب للعلاجات الموضعية.
- العلاج بالضوء المركب: يتم جمع العلاج بالضوء مع علاجات أخرى لزيادة فاعلية العلاج، فيمكن استخدام العلاج بالضوء فوق البنفسجي مع قطران الفحم أو استخدام الأشعة فوق البنفسجية مع دواء ديثرانول.
3- دواء الصدفية
في حالة كانت الصدفية شديدة ولا تستجيب للعلاجات السابق ذكرها، يتم وصف بعض العلاجات الجهازية (أدوية) التي تعمل على جميع أجزاء الجسم. وتتضمن الأدوية التي يمكن وصفها ما يلي:
- ميثوتريكسيت Methotrexate: يساعد في التحكم في أعراض الصدفية عن طريق تقليل إنتاج الخلايا الجلدية وقمع الالتهابات.
- سيكلوسبورين Cyclosporine: هو دواء يُستخدم لقمع الجهاز المناعي، ويُستخدم في الأساس لمنع رفض الجسم للأعضاء المزروعة، ولكن أثبت فاعليته في علاج جميع أنواع الصدفية.
- اسيتريتين Acitretin: هو ريتينويد فموي يساعد في تقليل إنتاج الخلايا الجلدية، ويُستخدم لعلاج الصدفية الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.
- ابريميلاست Apremilast: دواء جديد يساعد في تقليل الالتهاب، ويتم تناوله بشكل يومي وينصح به فقط في حالات الصدفية الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.
- إتانرسبت Etanercept: هو دواء يتم حقنه مرتين في الأسبوع، وفي حالة عدم ملاحظة تحسن في أعراض الصدفية بعد 12 أسبوع، يتم التوقف عن استخدام هذا الدواء.
- أداليموماب Adalimumab: وهو من إبر الصدفية التي يتم حقنها مرة كل أسبوعين، وفي حالة عدم ظهور أي تحسن بعد مرور 16 أسبوع، يتم التوقف عن استخدام هذا الدواء.
- إنفليكسيماب Infliximab: دواء يتم استخدامه كمحلول وريدي، ويتم استخدامه 3 مرات في أول 6 أسابيع، ثم مرة واحدة كل 8 أسابيع، وفي حالة عدم ملاحظة أي تحسن بعد مرور 10 أسابيع يتم التوقف عن استخدام الدواء.
- أوستكينوماب Ustekinumab: دواء يتم حقنه في بداية العلاج من الصدفية، ثم يتم حقنه مجدداً بعد 4 أسابيع، وبعد هذا تكون الحقنة كل 12 أسبوع. وفي حالة عدم وجود تحسن خلال 16 أسبوع، يتم التوقف عن العلاج.
تنويه هام: لا يجب استخدام أياً من الأدوية السابق ذكرها في حالة الحمل أو في حالة التخطيط للحمل أو في حالة الرضاعة الطبيعية، لأن العديد من هذه الأدوية تؤثر بشكل سلبي على نمو الجنين أو الطفل، لذا يجب التحدث مع الطبيب أولاُ قبل استخدام أي أدوية لعلاج مرض الصدفية، ومعرفة هل هو مناسب لصحة الأم والجنين أم لا.
الأدوية الممنوعة على مرضى الصدفية
توجد بعض الأدوية التي يتم تناولها أحياناً لعلاج حالات صحية أخرى يمكن أن تزيد من حدة أعراض الصدفية، وتتضمن هذه الأدوية ما يلي:
- أدوية علاج ضغط الدم.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs، وهي مسكنات للألم تُستخدم عادة لتخفيف آلام المفاصل والتورم.
- الأدوية النفسية المستخدمة لعلاج بعض الحالات مثل الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب.
- أدوية أمراض القلب، وخاصة المستخدمة لاضطرابات نبضات القلب.
- الأدوية المضادة للملاريا، ويتم استخدامه عادة عن السفر لأماكن تتواجد بها مرض الملاريا.
- بعض أنواع المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج العدوى مثل تتراسيكلين.
- أدوية الإنترفيرون، وتُستخدم عادة لمساعدة الجسم في محاربة الفيروسات مثل التهاب الكبد سي.
- دواء تيربينافين، ويُستخدم لعلاج الالتهابات الناتجة عن الفطريات.
أفضل كريم لعلاج الصدفية
يتساءل العديد من مرضى الصدفية عن أفضل كريم ومرهم لعلاج الصدفية، وتُعتبر كريمات ومراهم الستيرويد أو ما يُعرف علمياً بالستيرويدات القشرية الموضعية هي أفضل وأكثر الطرق الشائعة المستخدمة لعلاج انتشار الصدفية في الجسم. وتعمل هذه الكريمات أو المراهم تقليل الالتهابات والحكة الناتجة عن المرض.
وتتراوح هذه المراهم والكريمات في قوة فاعليتها من تأثير خفيف أو معتدل لتأثير قوي، ويحدد الطبيب النوع الأمثل وفقاً لمدى حدة حالة الصدفية، والمناطق المصابة في الجسم. ولا يُنصح باستخدام أياً منها بدون الرجوع للطبيب أولاً.
علاج الصدفية بالفازلين
من الهام والضروري أثناء الإصابة بالصدفية الحفاظ على رطوبة الجلد، لمنع زيادة حدة الأعراض نتيجة جفاف الجلد. وعادة ما يُنصح باستخدام الكريمات والمرطبات، ولكن يجب اختيار أنواع تحتوي على مكونات غير ضارة للجلد. ويُعتبر أفضل الأنواع التي يُنصح باستخدامها هي المرطبات السميكة والزيتية.
ويُعتبر الفازلين من ضمن أفضل المرطبات التي يُنصح بها لترطيب الجلد لتخفيف أعراض الصدفية، حيث يُنصح بوضع كمية مناسبة وعمل طبقة من المرطب على الجلد. كما توجد أنواع مرطبات أخرى يمكن استخدامها، يمكن سؤال الطبيب عن أفضلها.
هل يمكن علاج الصدفية نهائيا؟
لا يوجد علاج نهائي لمرض الصدفية، وتعمل العلاجات المتوفرة على تقليل الأعراض، حتى في أسوأ الحالات وأكثرها حدة. وأثبتت بعض الدراسات الحديثة أن التحكم في أعراض الصدفية عن طريق اتباع العلاجات الموصى بها والمتوفرة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالمشاكل الصحية الأخرى المرتبطة بالصدفية مثل، أمراض القلب والسكتة ومتلازمة الأيض والأمراض الأخرى.
طرق الوقاية من الصدفية
لا يوجد طريقة للوقاية من الإصابة بالصدفية، فبعض أسباب الإصابة بها غير معروفة حتى الآن، ولكن توجد بعض النصائح والطرق التي يمكن تطبيقها للوقاية أو منع تهيج أعراض الصدفية، أبرزها ما يلي:
- استخدام المرطبات ياستمرار، حيث تزداد حدة الأعراض عند تعرض الجلد للجفاف. ويُفضل استخدام المرطبات السميكة والدهنية.
- يجب عدم إزالة القشور التي تظهر على الجلد، كما يجب الحرص عند قص الأظافر، فالتعرض لأي جرح يمكن أن يزيد من الأعراض.
- في حالة الإصابة بحالة صدفية فروة الرأس، يجب فرك الرأس باستمرار بالعلاجات الموضعية الموصوفة، كما يجب الاستحمام بمنتجات مهدئة لفروة الرأس مثل محاليل القطران.
- يجب تجنب الجو البارد أو الجاف، حيث يمكن أن تزيد برودة الجو من حدة الأعراض.
- يجب استخدام جهاز ترطيب داخل المنزل في حالة جفاف الهواء في الداخل، لتجنب جفاف الجلد.
- تجنب الأدوية التي يمكن أن تهيج أعراض الصدفية، الموصوفة أو غير الموصوفة.
- يجب محاولة تجنب التعرض للخدوش أو القطع أو الكدمات والنتوءات أو الالتهابات أثناء الإصابة بمرض الصدفية، حيث يمكن أن تتسبب هذه المشاكل في زيادة حدة الصدفية.
- يجب تجنب استخدام العلاج بالإبر أو وضع وشم، ومحاولة تجنب التعرض للدغات الحشرات.
- التعرض لكمية مناسبة من أشعة الشمس، ويُنصح عادة بمدة لا تزيد عن 20 دقيقة، ويجب وضع واقي للشمس لتجنب التعرض لأي ضربات شمس. وفي حالة تناول الأدوية يجب استشارة الطبيب أولاً قبل التعرض المباشر للشمس، فبعض هذه الأدوية تجعل الجلد حساس للغاية تجاه الأشعة فوق البنفسجية.
- يمكن تجربة تقنيات الاسترخاء التي تعمل على تقليل التوتر والضغط، حيث وِجد أنه في بعض الحالات قد تزداد الأعراض عند التعرض لضغط شديد.
- تجنب تناول أي كحوليات، حيث يمكن أن تكون الكحوليات خطيرة عند استخدام بعض أدوية علاج الصدفية.
- يوصي الخبراء بضرورة اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفاكهة والخضراوات، والتمرن والحفاظ على وزن مناسب وصحي، فبعض الدراسات أشارت إلى أن الوزن الزائد يمكن أن يؤثر على أعراض الصدفية.