الإصابة بالرهاب الاجتماعي يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على جميع نواحي الحياة للشخص، الاجتماعية والعملية وحتى الدراسية، وقد لا يعترف بعض الأشخاص بوجود هذه المشكلة وعدم علاجها مما يؤدي لزيادة حدة المضاعفات، ونظراً لمدى شيوع هذه المشكلة وانتشارها، سوف نلقي بعض الضوء على أبرز طرق علاج الرهاب الاجتماعي التي يتم اللجوء إليها، الطبية وغير الطبية، وبعض النصائح التي يمكن أن تساعد في التعامل والتكيف مع آثار هذه المشكلة، فاحرصوا على المتابعة.
طرق علاج الرهاب الاجتماعي
بعد مناقشة التاريخ الطبي والصحي وعمل فحص جسدي وإقصاء المشاكل الأخرى التي يمكن أن ينتج عنها نفس الأعراض، يتم اللجوء إلى عدة خيارات علاجية، فتتضمن أبرز طرق علاج الرهاب الاجتماعي الشائعة ما يلي:
1- العلاج السلوكي المعرفي للرهاب الاجتماعي
العلاج السلوكي المعرفي CBT هو نوع من أنواع العلاج النفسي الشائع استخدامها لعلاج اضطراب القلق الاجتماعي، حيث يتم تعليم طرق مختلفة للتفكير والتصرف وتغيير ردات الفعل تجاه المواقف، لتقليل التوتر والخوف. كما يمكن أن يساعد هذا العلاج في تعليم وممارسة المهارات الاجتماعية التي تُعتبر هامة للغاية في علاج الرهاب الاجتماعي.
وتوجد بعض طرق العلاج النفسي الأخرى التي يمكن استخدامها لعلاج الرهاب الاجتماعي ما يلي:
- العلاج الإرشادي Counseling therapy: يتضمن بشكل عام التحدث مع مختص أو آخرين يعانون من نفس المشكلة.
- العلاج بالقبول والالتزام ACT: يتضمن تعلم استخدام تقنيات التقبل والاسترخاء ووضع استراتيجيات سلوكية تجعل الشخص أكثر حضوراً.
- العلاج الجماعي Group therapy: يساعد في تعلم مهارات وتقنيات تساعد في التفاعل مع الأشخاص في المواقف الاجتماعية.
- العلاج بالتعرض Exposure therapy: بمساعدة محترفة، يتم تعريض المريض تدريجياً لمواقف اجتماعية مثيرة للتوتر والتعامل معها بدلاً من تجنبها.
2- علاج الرهاب الاجتماعي بالأدوية
تتضمن أنواع الأدوية التي يمكن أن تكون فعالة في علاج الرهاب الاجتماعي ما يلي:
- مضادات الاكتئاب Antidepressants: خاصة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية SSRIs ومثبطات امتصاص السيروتونين والنوربينفرين SNRIs.
- حاصرات بيتا Beta blockers: قد تساعد في التحكم في الأعراض الجسدية للرهاب الاجتماعي مثل سرعة نبضات القلب والتعرق والرعشة.
- البنزوديازيبين Benzodiazepine: هو نوع من الأدوية المهدئة المضادة للقلق التي تعمل على الفور على تقليل مشاعر التوتر.
وعلى الرغم من وجود عدة خيارات دوائية يمكن اللجوء إليها، إلا أن مثبطات SSRIs قد تُعتبر أفضل حبوب لعلاج الرهاب الاجتماعي وأول الخيارات الدوائية التي تم تجربتها لعلاج الرهاب الاجتماعي المستمر مثل باروكسيتين Paroxetine وسيرترالين Sertraline. كما يمكن استخدام مثبطات SNRIs مثل فينلافاكسين Venlafaxine كخيار آخر.
3- علاج الرهاب الاجتماعي بدون أدوية
توجد بعض الطرق المنزلية أو غير الطبية التي يمكن أن تعزز طرق علاج الرهاب الاجتماعي التي أوصى بها الطبيب، والتي قد تساعد في تخفيف التوتر والقلق ومنها:
- ممارسة تمارين التنفس.
- ممارسة تمارين التأمل مثل اليوجا والتاي تشي.
- تجنب الكافيين والكحوليات والمحفزات الأخرى.
- الحرص على إنشاء روتين منتظم للنوم.
- التعرف على العلامات والأعراض ومعرفة متى يجب طلب المساعدة.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
- اتباع نظام غذائي متوزان وصحي لدعم الصحة العامة وتعزيز الشعور بشكل جيد.
هل يمكن علاج الرهاب الاجتماعي بالأعشاب؟
تم إجراء عدة تجارب على استخدام الأعشاب كطريقة لعلاج التوتر والقلق، ولكن ما زال الأمر بحاجة لمزيد من الدراسات لفهم بشكل أوسع، وفهم الأضرار والفوائد لمثل تلك العلاجات البديلة، وعلى الرغم من هذا توجد بعض الأعشاب المحتملة التي يمكن تجربتها لتقليل حدة التوتر والقلق والمشاكل المرتبطة بهما ومنها:
- نبات الكافا Kava.
- زهرة العاطفة Passion flower.
- الناردين Valerian.
- البابونج Chamomile.
- الخزامي (اللافندر) Lavender.
- بلسم الليمون Lemon balm.
- عشبة الأشواغاندا Ashwagandha.
- الكانابيديول Cannabidiol.
ويجب التنويه إلى أن العديد من العلاجات العشبية غير مراقبة من قِبل إدارة الغذاء والدواء، ويُنصح بعدم استخدام أي علاجات عشبية مذكورة أو غير مذكورة بدون الرجوع للطبيب أولاً. كما أن بعض أنواع هذه الأعشاب قد تزيد من النعاس لذا لا يجب القيادة أو عمل أي مهام خطيرة.
نصائح للتكيف مع الرهاب الاجتماعي
قد تساعد النصائح التالية في التغلب على التوتر والقلق في بعض المواقف الاجتماعية:
- زيادة التعرص للمواقف الاجتماعية بالتدريج، فبمساعدة الطبيب إذا تطلب الأمر يمكن زيادة التعرض لمواقف اجتماعية يخاف منها الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي بدلاً من تجنبها، حيث يمكن أن يساعد هذا في تعزيز ثقة الشخص وتقليل مستوى التوتر.
- تخصيص بعض الوقت للاسترخاء، فالمشاركة في أنشطة تُحسن من المزاج يمكن أن يساعد في إفراز المواد الكيميائية التي تزيد من الشعور الجيد في الدماغ، مما قد يقلل من التوتر والمشاعر المصاحبة له، فيمكن سماع الموسيقى أو القراءة أو لعب ألعاب الفيديو قبل الذهاب للموقف الاجتماعي لتعزيز الشعور بالاسترخاء.
- تجنب استخدام الكحوليات لتقليل التوتر، فعلى الرغم من أن هذه الطريقة قد تساعد بالفعل في تقليل التوتر على المدى القصير، إلا أنها يمكن أن تزيد من حدة التوتر على المدى الطويل وتؤدي لمشاكل أخرى مثل الإدمان.
- زيادة المعلومات والمعرفة عن مرض الرهاب الاجتماعي، فيمكن قراءة المزيد عن العلامات المحذرة وعن طرق العلاج والأبحاث العلمية لمعرفة الطرق المحتلفة التي يمكن تجربتها.
- إيجاد شخص موثوق للتحدث معه بصدق، ويمكن أن يكون أحد الأصدقاء أو طبيب نفسي أو أحد أفراد العائلة والتعبير عن المخاوف والأفكار التي تتعرض لها في المواقف الاجتماعية.
- الاستعداد لمواجهة المواقف الاجتماعية، ويمكن أن تساعدك هذه الاستراتيجيات:
- الاستعداد والتجهيز للمحادثة عن طريق معرفة الأحداث الجارية وغيرها للبدء بقصص يمكنك التحدث عنها بسهولة.
- التركيز على السمات الشخصية التي تحبها بدلاً من التركيز عن الأمور السيئة والمخاوف.
- تحديد أهداف اجتماعية مقبولة، حتى لا تشعر بالخيبة من عدم تحقيقها.
- عند حدوث موقف محرج بالفعل، يمكن الحرص على تذكير نفسك بأن هذه المشاعر مؤقتة وسوف تمر وبأنك قادر على التعامب معها.
- معرفة متى يجب الحصول على المساعدة، ففي حالة أصبحث هذه المشكلة تؤثر على حياتك أو على المقربين منك في المنزل أو العمل أو المدرسة، يجب معرفة أنه حان الوقت لطلب المساعدة من شخص محترف.
مدة علاج الرهاب الاجتماعي
تختلف مدة علاج الرهاب الاجتماعي وطريقة العلاج من شخص لآخر، وعادة ما يتطلب العلاج النفسي والأدوية بعض الوقت لحين رؤية تأثيرات واضحة، فبعض الأشخاص قد يقومون بتجربة عدة أدوية قبل إيجاد النوع المناسب للحالة، وعادة ما يحدد الطبيب الجرعات ومدة العلاج التي تتطلبها الحالة وفقاً لكل شخص، ولكن عادة قد يتطلب العلاج بالأدوية عدة أسابيع أو عدة أشهر لملاحظة تحسن الأعراض.
وفي حالة العلاج النفسي، وخاصة العلاج السلوكي المعرفي، قد يحتاج بعض الأشخاص من 12 إلى 16 جلسة مع الطبيب، بهدف بناء ثقة متبادلة وتعلم المهارات اللازمة وبدء ملاحظة تحسن في الأعراض والحالة.
هل يمكن علاج الرهاب الاجتماعي نهائيا؟
لا يوجد أي بيانات تنص على إجابة واضحة عن هذا السؤال، ولكن في حالة قام المريض بتقبل خيارات العلاج وتجربة الخيارات والطرق المختلفة وعمل تغيرات الحياة اللازمة، إلى جانب العلاجات التي يصفها الطبيب يمكن أن تخف حدة الرهاب الاجتماعي بمرور الوقت، ومقدار التغلب على هذه المشكلة يعتمد على شخصية المريض ومقدار الجهد المبذول.