الرهاب الاجتماعي Social Anxiety Disorder ما بين العلامات والأسباب

هل تعاني من الرهاب الاجتماعي أم أنك فقط شخص خجول؟ لنتعرف سوياً على التفاصيل البارزة عن مرض الرهاب الاجتماعي وعلاماته التي قد تُشير إلى احتمال الإصابة به، وكيف يقوم الأطباء بتشخيصه وما الذي قد يحدث عند تجاهل هذه المشكلة وعدم علاجها؟ ومعلومات أخرى عديدة تم جمعها بعناية، فاجرصوا على قراءة التالي.

ADVERTISEMENT

ما هو الرهاب الاجتماعي؟

الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي (بالإنجليزية Social Anxiety Disorder / Social Phobia) هو حالة نفسية تجعل المصاب بها يختبر خوف شديد ومستمر من أن يتم الحكم عليه بطريقة سلبية أو يتم مراقبته من قِبل الآخرين أو رفضه أو تعرضه لأي موقف مُذل. والرهاب الاجتماعي هو أحد اضطرابات القلق الشائعة، وعند الإصابة به يعاني المريض من القلق والخوف من بعض المواقف الاجتماعية المعينة أو كلها مثل:

  • التعرف على أشخاص جدد.
  • أداء أي شيء أمام الجمهور.
  • التحدث أو إجراء مكالمات تليفونية.
  • استخدام المراحيض العامة.
  • طلب المساعدة في المطاعم أو المحلات أو أي أماكن عامة.
  • المواعدة.
  • الإجابة عن سؤال أمام أي شخص.
  • تناول الطعام أمام أي شخص.
  • إجراء مقابلة عمل.

ويمكن أن يحدث هذا الرهاب لأي شخص، وأغلب المصابين به يتعرضون لأعراض هذا الاضطراب قبل بلوغ عمر العشرين، وفي بعض الدول يُعتبر الرهاب الاجتماعي ثالث أبرز المشاكل النفسية الشائعة بعد الإدمان والاكتئاب.

ADVERTISEMENT

درجات الرهاب الاجتماعي

قد يعاني الشخص من الرهاب الاجتماعي في نوع واحد فقط من المواقف مثل عند تناول الطعام أم الآخرين، بينما قد يتعرض البعض لهذا الرهاب في جميع أنواع المواقف الاجتماعية، وبشكل عام قد تتضمن مستويات ودرحات الرهاب أو التوتر الاجتماعي ما يلي:

  • الرهاب الاجتماعي الخفيف: قد يختبر الشخص الأعراض الجسدية والنفسية للرهاب الاجتماعي ولكنه يشارك في المواقف الاجتماعية ولا يتجنبها أو بمعنى آخر يتحملها، كما أن المصاب بهذا النوع قد يعاني من الأعراض في مواقف اجتماعية معينة فقط.
  • الرهاب الاجتماعي المتوسط: قد يتعرض الشخص المصاب بهذه الدرجة من أعراض وعلامات هذه المشكلة، ولكن قد يشارك في بعض المواقف الاجتماعية، ولكن قد يتجنب مواقف اجتماعية أخرى.
  • الرهاب الاجتماعي الشديد: قد يتعرض الشخص المصاب بالرهاب الشديد من أعراض وعلامات حادة مثل نوبات الهلع في المواقف الاجتماعية، ولهذا السبب يحرص الأشخاص المصابون بهذا النوع على تجنب جميع أنواع المواقف الاجتماعية كلياً، وعادة ما يعاني الشخص المصاب من أعراض حادة في العديد من المواقف الاجتماعية أو كلها.

الفرق بين الرهاب الاجتماعي والخجل

قد يتعرض أي شخص إلى الخجل من وقت لآخر، ولكن الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي يتداخل مع القدرة على القيام بالأنشطة اليومية أو يجعل الشخص يمتنع عن القيام بها كلياً مثل الذهاب للمتجر أو التحدث مع الآخرين، ويمكن أن يؤثر هذا الاضطراب بشكل سلبي على التعليم والعلاقات الشخصية والحياة العملية. وتتضمن العوامل التي يمكن أن تساعد في التفرقة ما بين القلق الاجتماعي والخجل ما يلي:

ADVERTISEMENT
  • كم يؤثر ويتداخل هذا النوع من القلق مع الحياة اليومية.
  • مقدار الخوف والتوتر اللذان يحدثان عند مواجهة مواقف اجتماعية.
  • مقدار تجنب مواقف اجتماعية معينة.

أعراض الرهاب الاجتماعي

عندما يضطر مصابي الرهاب الاجتماعي للتحدث أمام الآخرين أو المشاركة في مواقف اجتماعية أخرى، قد يختبرون أعراض وسلوكيات وأفكار معينة، فيمكن أن تتضمن الأعراض النفسية والجسدية لهذا الرهاب ما يلي:

  • احمرار الوجه من الخجل.
  • التعرق.
  • الرعشة.
  • الشعور بسرعة في نبضات القلب.
  • التوتر الشديد الذي قد يصل لحد الشعور بالغثيان.
  • تجنب التواصل بالعين عند التعامل مع الآخرين.
  • تصلب وضعية الجسم عند التواجد حول أشخاص آخرين.
  • صعوبة في التنفس.
  • اضطرابات في المعدة.
  • الشعور بالدوخة أحياناً.

وقد تتضمن الأفكار والسلوكيات التي قد تكون من علامات الإصابة بهذا الرهاب ما يلي:

  • الشعور بالخجل الشديد أمام الآخرين.
  • الشعور بالإحراج أو الغرابة أمام الآخرين.
  • عدم معرفة ما يجب قوله عند التحدث مع الآخرين.
  • الخوف الشديد والقلق من التعرض للرفض أو الحكم السلبي من قِبل الآخرين.
  • مواجهة حوف وصعوبة في التواجد حول الغرباء.
  • تجنب الأماكن التي يتواجد بها أشخاص آخرين.

أسباب الرهاب الاجتماعي

لم يتم التعرف حتى الآن على سبب محدد وواضح لحدوث اضطراب القلق الاجتماعي، ولكن يُعتقد الخبراء أنه قد يحدث نتيجة مجموعة من العوامل الجسدية والوراثية والبيولوجية. كما أن حدوث مشاكل مع أنظمة النواقل العصبيىة يمكن أن تؤدي إلى حدوث خلل وعدم توزان في بعض الهرمونات مثل الدوبامين والسيروتونين والغلوتامات المسئولة عن تنظيم الحالة المزاجية.

ADVERTISEMENT

كما يمكن أن تتضمن العوامل التي قد تؤدي لحدوث هذا الاضطراب النفسي ما يلي:

  • وجود تاريخ من الإساءة النفسية والجسدية أو أي أنواع أخرى.
  • وجود تاريخ من التفاعل السلبي مع الأشخاص الآخرين من نفس العمر والمكانة.
  • وجود تاريخ من محاولات التغلب على سيطرة الأباء الشديدة.

كما أن بعض التجارب السيئة يمكن أن تؤدي للإصابة ببعض أنواع اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD) حيث يكون الرهاب الاجتماعي أحد الأعراض التي تظهر. ويجب الإشارة إلى أن هذا الرهاب يمكن أن ينتقل بين أفراد العائلة الواحدة، ولكن من غير المعروف هل يحدث نتيجة عوامل وراثية أو بيئية.

كيفية تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي

يتم تشخيص هذا النوع من الرهاب أو الاضطراب وفقاً لمعايير اضطراب القلق الاجتماعي المدرجة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (النسخة الخامسة) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وتتضمن تلك المعايير ما يلي:

ADVERTISEMENT
  • الإصابة بخوف حاد ومستمر أو توتر وقلق تجاه المواقف الاجتماعية نتيجة الاعتقاد باحتمال التعرض للتقد السلبي أو الإحراج من قِبل الآخرين.
  • تجنب المواقف الاجتماعية التي يمكن أن تُسبب التوتر تحملهم ولكن بوجود خوف وقلق شديدين.
  • التعرض لقلق شديد نتيجة تضخيم حجم الموقف، وإعطاؤه أهمية أكبر مما يستحق.
  • الإصابة بتوتر أو قلق من المواقف الاجتماعية يتداخل مع الحياة اليومية ويعيقها.

كما يقوم الطبيب بسؤال أسئلة عن الأعراض والتاريخ الصحي والأدوية التي يتم تناولها، ويقوم بعمل فحص جسدي للتأكد من الأعراض ومقارنتها بالمعايير الخاصة بهذا الاضطراب. وعادة يجب أن يعاني الشخص من أعراض القلق الاجتماعي لمدة 6 أشهر على الأقل حتى يتم تشخيصه بهذا الرهاب أو الاضطراب.

اختبار الرهاب الاجتماعي

لا يوجد اختبار طبي معين أو محدد يُستخدم لتأكيد تشخيص الإصابة بالرهاب الاجتماعي، ولكن يقوم الطبيب بمعايير الدليل التشخيصي والإحصائي السابق ذكر بعضها لتقييم المريض وتشخيصه بهذا الاضطراب، وعادة ما يتضمن التشخيص السؤال عن الأعراض والتاريخ العائلي الطبي وأي حالات صحية أخرى قد تكون موجودة.

كما يقوم المختص باستبعاد وجود حالات أخرى مثل:

ADVERTISEMENT
  • المشاكل المرتبطة بالإدمان.
  • اضطرابات الشخصية.
  • مشاكل صحية مثل البدانة أو مشاكل تجميلية مثل حروق الوجه.

كيف اتخلص من الرهاب الاجتماعي؟

توجد عدة علاجات متوفرة يتم اللجوء إليها للتعامل مع مشكلة الرهاب الاجتماعي، وتتضمن أبرز الخيارات:

وقد يحتاج بعض الأشخاص مزيج من العلاجات المتاحة، وليس نوع واحد فقط، كما أن المساعدة الذاتية يمكن أن تساعد في تقليل التوتر الاجتماعي وأحياناً قد يجرب الشخص النصائح التالية قبل أن يلجأ للعلاجات الطبية:

  • محاولة فهم ومعرفة المزيد عن التوتر أو القلق الذي يعاني منه عن طريق تدوين الأفكار التي تمر بعقله وطريقة تعامله في بعض المواقف.
  • تجربة بعض تقنيات الاسترخاء مثل تمارين التنفس.
  • تجزئة أو تقسيم المواقف التي تُسبب التوتر إلى أجزاء صغيرة والعمل على الشعور بالراحة مع كل جزء صغير.
  • التركيز على ما يقوله الآخرين، عوضاً عن افتراض الأسوء منهم.
  • قراءة المزيد من المعلومات عن التوتر والخوف ونوبات الهلع وكيفية التعامل معهم.

مخاطر الرهاب الاجتماعي

وفقاً لبيانات جمعية القلق والاكتئاب الأمريكية (ADAA) لا يبحث ثلث الأشخاص المصابين باضطراب القلق الاجتماعي عن المساعدة والعلاج إلا بعد إصابتهم بالأعراض لعشر سنوات على الأقل، حيث أن العديد من الأشخاص ينكرون أن هذه المشكلة هي مشكلة نفسية، ويعتقدون أنه لا يوجد علاج لها، ولكن في حالة عدم علاج هذا الرهاب أو الاضطراب قد يتسبب في حدوث عدة مضاعفات ومخاطر أخرى منها:

ADVERTISEMENT
  • عدم القدرة على التقدم في العمل أو الدراسة.
  • التأثير على العلاقات الاجتماعية بأنواعها.
  • التأثير على ثقة الشخص بنفسه وعلى جوانب حياته المختلفة.

كما أن نسبة كبيرة من المصابين بهذا الاضطراب قد يكونون عرضة للإصابة بمشاكل أخرى إلى جانب هذه المشكلة مثل:

  • الاكتئاب.
  • شرب الكحوليات.
  • التفكير في الانتحار.
  • محاولة الانتحار.

الرهاب الاجتماعي والاكتئاب

يُعرف الاكتئاب عادة على أنه حزن مستمر ومتواصل، بينما الرهاب الاجتماعي هو خوف شديد من التفاعلات الاجتماعية، وعادة ما يتم التعامل مع كل حالة على حدا، ولكن يمكن أن يحدثا في نفس الوقت، حيث تُشير بعض الدراسات إلى أنه تم تشخيص نسبة كبيرة من الأشخاص باضطراب القلق أولاً ثم الاكتئاب بعد هذا، وفي العديد من الحالات يتسبب القلق الاجتماعي في حدوث الاكتئاب.

فبدون العلاج قد تؤدي أعراض الخوف الاجتماعي إلى:

  • الإحباط.
  • ظهور مشاعر اليأس.
  • العزلة.
  • الاكتئاب.

الرهاب الاجتماعي عند الأطفال

الرهاب الاجتماعي عند الأطفال هو نوع من اضطرابات التوتر التي تجعل الطفل يشعر بالقلق الشديد تجاه الشعور بالرفض أو التعرض للنقد من الأخشاص الآخرين، فالأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب لا يعانون من الخجل فقط، إنما يشعرون بالخوف من التعرض للإحراج لدرجة تجعلهم يتجنبون القيام بالأشياء التي يرغبون بها أو يحتاجونها، فقد يرفضون الذهاب لحفلات أعياد الميلاد أو التحدث في الصف مع الزملاء والأصحاب والأنشطة الأخرى المشابهة.

وعلامات هذا الاضطراب لدى الأطفال عادة ما تبدأ في الظهور في الأعمار ما بين 8 سنوات و15 سنة، وبعض الأطفال قد يعانون من صعوبة في المواقف التي تتطلب القيام بأداء أو التواجد في وسط الأحداث، بينما البعض الآخر قد يعاني من خوف من المواقف الاجتماعية بشكل عام. وقد تظهر الأعراض التالية على الطفل:

  • الارتعاش.
  • التعرق.
  • صعوبة في التنفس.
  • طرح أسئلة كثيرة تدل على الخوف وعدم الشعور بالأمان.
  • نوبات عضب وبكاء، خاصة لدى الأطفال الصغار.
  • الغضب قبل حدوث الموقف المثير للاضطراب بفترة طويلة.
  • الغثيان.
  • اضطراب المعدة.
  • احمرار الوجه.

وأحياناً قد يكون من الصعب ملاحظة هذا المرض عند الأطفال، حيث أن أغلب المصابين به يكونون أطفال هادئين ولا يثيرون المشاكل في المدرسة، ولا يتحدثون عن المخاوف التي يعانون منها، لذا ننصح في حالة ملاحظة أي أعراض غير اعتيادية على الطفل، بضرورة استشارة طبيب مختص لعمل اللازم.

ADVERTISEMENT

هل كان هذا المحتوى مفيدا؟

جار التحميل...
كتب بواسطة مروة الطوخي - المراجعة والتدقيق: طاقم ديلي ميديكال انفو
تاريخ النشر: تاريخ التحديث:
قد يعجبك أيضا
هذا الموقع يستخدم الكوكيز لتقديم أفضل تجربة تصفح اعرف المزيد