أصبح الأطباء يتجهون للولادة القيصرية عوضًا عن الطبيعية حتى وإن لم يكن هناك حاجة لذلك، بل ومن الشائع أن بعد الولادة القيصرية للمرة الأولى لا يمكن أن تلد المرأة طبيعيًا في المرات التالية وهو من الأمور الشائعة الخاطئة، بل يمكن للمرأة تلد طبيعيًا ولا تحتاج حينها إلى تكرار الولادة القيصرية، ولكن إن كانت في حاجة لذلك اعرفي ما هي أسباب التي تؤدي لتكرار الولادة القيصرية وأهم مضاعفاتها وما هي مميزاتها في هذا المقال.
تكرار الولادة القيصرية
بعد الولادة القيصرية للمرة الأولى قد يخبرك البعض أنه لا يمكنك الولادة الطبيعية مرة أخرى عند الولادات القادمة، وعليك بتكرار الولادة القيصرية، ولكن في بعض الأحيان قد لا تحتاجين لذلك، حيث يمكنكِ أن تلدي طبيعيًا ولا تلجأي لإجراء أي جراحة أخرى، بينما في بعض الحالات قد يتطلب الأمر تكرار الولادة القيصرية لأنها ستكون أكثر أمانًا لكِ ولطفلك نظرًا للفحوصات وبعض الأسباب الأخرى التي سنتناولها بالتفصيل في النقاط التالية.
أسباب تكرار الولادة القيصرية
قد يخبرك الطبيب بضرورة الحاجة إلى إجراء الولادة القيصرية الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو حتى الخامسة نظيًا لحالتك الصحية وحالة جنينك أيضًا، ووفقا للعوامل التالية:
- إن لم يقُم الجنين بتغيير وضعه في الشهور الأخيرة من الحمل للاستعداد للولادة الطبيعية، ففي الشهور الأخيرة يقوم الطفل بتغيير وضعيته ويصبح مقلوب بحيث يكون رأسه تكون للأسفل لتخرج من الرحم أولاً، وهو الوضع الطبيعي للولادة.
- إن كنتِ تعانين من مضاعفات الحمل مثل النزيف أو انخفاض المشيمة.
- إن كنتِ أجريتِ ولادة قيصرية بشق طولي في فتحة الرحم فلا يمكنك سوى تكرار الولادة القيصرية مرة أخرى، وهذا في حالات الولادة المبكرة، وقد يولد طفل مبتسراً أو كان الطفل ينام بالعرض في الرحم.
- إن أجريتِ أكثر من عملية ولادة قيصرية.
- إن عانيتِ من تمزق في الرحم خلال المخاض أو أعراض الولادة.
- ضيق حجم الحوض عند المرأة.
- زيادة وزن الجنين مع ضيق الحوض.
- كبر رأس الجنين.
- في بعض حالات الحمل بتوأم .
- وجود تشوهات في الرحم.
مميزات تكرار الولادة القيصرية
قد يعتقد البعض أن كثرة العمليات القيصرية تسبب أضرار أو مضاعفات فقط إلا أن هناك مميزات لتكرار الولادة القيصرية، وتشمل الآتي:
- قد تصابين عند حدوث أعراض المخاض في الولادة الطبيعية بتمزق الرحم.
- تقلل الولادة القيصرية من إصابة الجنين بتلف الدماغ أو ولادة طفل ميت بسبب نقص في الأكسجين الذي يتنفسه الطفل.
- تقلل من إصابة الطفل بمشاكل تنفسية عند عملية الولادة الطبيعية.
- للولادة القيصرية موعد محدد يحدده لك الطبيب؛ مما يساعدك على تحضير حقيبة الولادة لكِ وللطفل والتجهيز للولادة، كما يجعل زوجك على أتم استعداد لأخذ أجازة من العمل، للجلوس معك.
- لا تصيبك أضرار الولادة الطبيعية مثل آلام الولادة، تمزق المهبل، وسلسل البول، وسقوط الرحم في المهبل.
الربط بعد الولادة القيصرية
من الوسائل التي تتبعها المرأة بعد الولادة القيصرية لمنع حدوث الحمل هي ربط قناة فالوب، حيث نسبة قليلة من النساء تفكر في القيام بعمليات ربط قناتي فالوب مع الولادة القيصرية في نفس العملية لمنع الحمل، لكنها قد تستغرق وقت أطول وقد تزيد من آلامك، لأن الطبيب يقوم بعمل شق أكبر في البطن بعد إجراء الولادة القيصرية.
مخاطر الولادة القيصرية المتكررة
عند تكرار الولادة القيصرية تصبح الجراحة أكثر تعقيدًا عن المرات السابقة، كما أن النساء اللاتي خضعن لولادات قيصرية متعددة أكثر عرضة للمخاطر والاضرار والمضاعفات التالية:
مضاعفات تكرار الولادة القيصرية على الطفل:
- مشاكل في التنفس: قد يصاب الطفل بسرعة تنفس غير طبيعية تسمى تسارع النفس العابر عند الوليد، وقد تحدث مشكلات التنفس بشكل عام لأن الولادة تحدث دون بدء المخاض في الولادة القيصرية وبالتالي لا توجد تصفية كافية للسوائل من رئتي الطفل، وعادة ما تتحسن مشاكل التنفس خلال أول يومين من الولادة.
- طفل مبتسر: قد يولد الطفل وهو غير كامل النمو، في هذه الحالات، يطلق عليه طفل مبتسر.
- الإصابات: نادرًا ما تحدث إصابات لحديثي الولادة من الأدوات المستخدمة أثناء الجراحة.
- تأثير التخدير: استخدام التخدير الموضعي يقلل من فرص حدوث آثار جانبية للتخدير على الجنين، على الرغم من ذلك قد يصل بعض من التخدير الموضعي إلى الطفل ولكن يكون تأثيره المهدئ على الطفل أقل بكثير من تأثير التخدير العام.
اضرار تكرار الولادة القيصرية على الأم:
- إصابة المثانة.
- إصابة الأمعاء.
- رد فعل تحسسي للتخدير أو الأدوية.
- نزيف مفرط: يسبب تكرار الولادة القيصرية آلام شديدة في فترة النفاس، وفي كل مرة تشعرين بألم أكبر في البطن، وبتدفق كمية أكبر من الدم من الرحم إلى المهبل.
- الإصابة بالتهابات: مثل التهاب بطانة الرحم (التهاب بطانة الرحم).
- تجلط الأوردة العميقة: (تكوين جلطات دموية، خاصة في الأوردة العميقة في الساقين أو منطقة الحوض أو الرئة) ويزيد خطورتها إن لم تتم علاجها سريعاً، فقد تسبب السكتة القلبية، ومشاكل تنفسية حادة.
- مشاكل في المشيمة: حيث كلما زاد عدد الولادات القيصرية التي أجريتها، زاد خطر إصابتك بمشاكل في المشيمة – مثل انغراس المشيمة بعمق شديد في جدار الرحم (المشيمة الملتصقة) أو تغطية المشيمة جزئيًا أو كليًا لفتحة عنق الرحم (المشيمة المنزاحة)، وتزيد كلتا الحالتين من خطر الولادة المبكرة والنزيف المفرط والحاجة إلى نقل الدم والإزالة الجراحية للرحم (استئصال الرحم).
- التصاقات جدار البطن: ظهور ندوب تسمى بالاتصاقات تحدث بين أنسجة جدار البطن الداخلي، مما يجعل الأعضاء تلتصق ببعضها، قد تؤثر الالتصاقات على الخصوبة لأنها عند بعض النساء تزيد من الضغط على قناتي فالوب أو تغلقها تماماً، وتصعب على الطبيب عمل شق في الرحم أثناء الجراحة القيصرية، ويزيد هذا من الوقت الذي تستغرقه العملية.
- زيادة وقت الولادة: بسبب صعوبة شق الرحم بسبب الالتصاقات والندوب، مما يجعل الولادة القيصرية الثانية تستغرق وقت أطول من الأولى.
- تمزق جرح الولادة القيصرية: مع تكرار الولادة القيصرية يقوم الطبيب بفتح الغرز لأكثر من مرة، مما يجعل المرأة الحامل عرضة للإصابة بتمزق الجرح.
قد يكون اتخاذ قرار بشأن كيفية ولادة طفلك التالي بعد إجراء عملية ولادة قيصرية قرارًا معقدًا، ولكن تحدثي مع طبيب أو ممرضة الولادة الخاصة بكِ لمناقشة الوسائل المتاحة والمناسبة لحالتك الصحية للولادة، فقد لا تحتاجين لتكرار الولادة القيصرية مرة أخرى ويمكنك الولادة طبيعيًا، ولكن تبعًا للفحوصات والأشعة التي سوف تكشف عن الطريقة المناسبة لكِ.
استشارة الطبيب
قبل اتخاذ قرار الولادة القيصرية أو الولادة الطبيعية، خذي وقت وحددي مع الطبيب قرار نسبة إلى وزنك وطولك، والآثار الجانبية التي تجعلك تقررين اتخاذ قرار الولادة الطبيعية أم الولادة القيصرية.
في الختام؛ إن قرار الولادة الطبيعية وتكرار الولادة القيصرية، لست من يحدده وحدك لهذا استعيني بطبيب النساء والتوليد، وإن كنت لا ترغبين في تكرار تجربة الولادة القيصرية مرة أخرى، انتظري مدة تزيد عن عامين للحمل مرة أخرى، وفي جميع الأحوال استشيري الطبيب فقد تكون الولادة الطبيعية خطرًا عليكِ وأفضل قرار بالنسبة لك هو الولادة القيصرية.