الوحمة: أنواعها وأسبابها وطرق علاجها

يُولد الأطفال في كثير من الأحيان بوحمة أو أكثر، ويُرجعها البعض إلى ما تمر به الأم من وحم خلال الحمل، إلا أن للأمر أبعاد أكبر، فما هي أسباب ظهور الوحمة؟ وهل يمكن علاجها، تابعونا لتعرفوا هذا بجانب أهم أنواعها التي قد تظهر.

ما هي الوحمة؟

عي عبارة عن علامات تظهر على الجلد بألوان مختلفة عنه، وقد يولد الجنين بها أو قد تظهر بعد الولادة بفترة قصيرة، وقد تظهر على شكل بقعة أو رقعة على الجلد أو كتلة في بعض الأحيان.

وتختلف في لونها وشكلها، فهناك أنواع تظهر باللون الأحمر، بينما تظهر أخرى باللون الوردي، وأخرى تظهر باللون البني أو الأزرق أو الأرجواني، وهي غير مؤذية في الغالب ولا تسبب ألمًا للطفل، ويمكن أن تختفي بمرور الوقت دون أن يخضع الطفل للعلاج، إلا أنه في بعض الحالات النادرة قد تسبب بعض المضاعفات والمشاكل الصحية للطفل.

أنواع الوحمات

يمكن أن يختلف النوع الذي يظهر على جلد الطفل، وفيما يلي نذكر لكم أهم الأنواع عند حديثي الولادة:

الوحمات الدموية

وهي بقع تظهر باللون الأحمر على سطح الجلد، قد يكون بعضها مسطحًا ورديًا مثل بقع بورت واين، وقد يكون البعض الآخر بارزًا مثل وحمة الفراولة.

الوحمة البنية

تسمى أيضًا باسم بقع القهوة بالحليب، وهي بقع على الجلد يمكن أن تظهر باللون البني الفاتح أو الداكن وعادة ما تكون مسطحة، ويمكن أن تظهر في أي مكان على الجسم وهي شائعة نوعًا ما، وكذلك يختلف حجمها وشكلها.

ولكن في حالة ظهر عدد كبير منها يتجاوز الـ6 بقع فقد يكون الأمر إشارة على إصابة الطفل بحالة تعرف باسم الورم الليفي العصبي.

الوحمة البيضاء

تظهر الوحمات البيضاء عند الرضع عندما تكون البقعة بلون أفتح من المنطقة المحيطة بها، وقد تكون مرتفعة أو مسطحة، كما يمكن أن يختلف شكلها، فقد تظهر دائرية أو قد تظهر بيضاوية الشكل، بل في بعض الأحيان تظهر على شكل ورقي.

وقد تظهر على منطقة البطن والظهر أو قد تظهر على منطقة الصدر أو المؤخرة، ولكن يمكن أن تظهر في أي مكان آخر وتختفي في أغلب الأحيان.

الوحمات الصبغية الخلقية (الشامات)

وهي عبارة عن شامة بنية أو سوداء تظهر على الجلد وقد تكون مرتفعة قليلًا عن الجلد ومشعرة خاصةً في المرحلة التي يمر بها الطفل بالبلوغ، وهي من الأنواع التي لا تحتاج إلى علاج إلا في حالة إذا تحولت إلى سرطان أو كانت تزيد من فرص الإصابة بسرطان الجلد.

وحمة فلاميوس

وتعرف باسم بورت واين تظهر باللون البنفسجي أو بلون داكن وعادة ما تؤثر على جهة واحدة من الجسم، ولكن هذا لا يعني أنها لن تؤثر على الجانب الآخر، وفي حالة لم يتم علاجها تصبح داكنة أكثر ومنتفخة.

الوحمة الزرقاء الرمادية

تعرف أيضًا باسم البقعة المنغولية، وتظهر على شكل كدمة، وفي الغالب تظهر على الذراعين أو الظهر بالتحديد الجزء السفلي منه أو المؤخرة أو الرجلين ولا تحتاج إلى علاج في الغالب، حيث تختفي بمجرد أن يتم الطفل عامه الرابع.

الوحمة الزهمية

وتختلف في شكلها من طفل لآخر، وعادة ما تنمو على فروة الرأس، ولا تحتوي على أي شعر تقريبًا وتكون مرتفعة قليلًا، وقد تتغير مع تقدم الطفل بالعمر أو تظل كما هي وقد يتغير لونها إلى اللون الأصفر أو البرتقالي، ومن الممكن أن تظهر في منطقة الوجه والرقبة.

أسباب الوحمة

يمكن أن يكون السبب مختلفًا باختلاف النوع، ولكن السبب المحدد لحدوثها غير معروف، فهناك أنواع تحدث نتيجة لمشاكل في الأوعية مثل الأنواع الوعائية كالوحمة الدموية. بينما يحدث البعض الآخر نتيجة لحدوث مشكلة في الخلايا الصبغية كما هو الحال في البقع البنية، بينما يحدث البعض الآخر نتيجة لنمو أجزاء من الجلد بصورة مبالغ فيها مثل الوحمة الزهمية.

وعليك أن تعلم أن هذه التصبغات شائعة جدًا بين الأطفال ويمكن أن يصاب بها 10% منهم، ويصاب ما يقارب طفل من كل 100 طفل بالشامات والبقع البنية.

وهناك عوامل تحفز ظهور الوحمات عند الأطفال خاصةً الوحمات الدموية مثل انخفاض وزن الطفل لحظة الولادة، أو أن يكون الطفل توأم مع طفل آخر أو أكثر، أو أن يكون الطفل غير مكتمل النمو، أو أن يكون الطفل أنثى، أو يكون الطفل أبيض البشرة.

هل الوحمة لها علاقة بالأكل والوحم؟

في الحقيقة لا تظهر الوحمات نتيجة الوحم أو إهمال رغبة الحامل في تناول أكل معين، كما لا تظهر نتيجة لمس منطقة معينة عند الشعور بالوحم، فالأمر خرافة، فهي تحدث للأسباب التي ذكرناها سابقًا وإن كان السبب المحدد والمؤكد لها ما يزال مجهولًا.

علاج الوحمة

لا تحتاج أغلب الأنواع إلى علاج، بينما يكون من المهم علاج البعض الآخر، ومن أهم طرق العلاج التي يتم استخدامها التالي:

• دواء بروبرانولول ليساعد في تقليص حجم الوحمات خاصةً الدموية منها.
• دواء تيمولول، وهو دواء يستخدم للتعامل مع الوحمات الدموية ولكن بجرعات منخفضة.
• الكورتيكوستيرويد، وهي أدوية قد يتم حقنها في الجلد أو استخدامها على شكل حبوب.
• الجراحة، وهي من طرق العلاج التي يتم استخدامها مع الشامات أو مع الوحمات التي قد تتحول إلى سرطانات.
• الانترفيرونون، وهو نوع من الأدوية لا يتم استخدامها إلا على شكل حقن ومع الأطفال الذين قد تشكل الوحمة خطرًا على حياتهم، حيث يتم استخدامه على شكل حقن يومية.

إزالة الوحمة بالليزر

وهي من الطرق التي يتم استخدامها عن طريق توجيه الحرارة والضوء إلى البقعة لتصبح أصغر في الحجم أو يصبح لونها أفتح، ومن الأفضل ألا يتم القيام بالأمر إلا بعد أن يتم الطفل 6 أشهر، حيث يمكنك الحصول على أفضل النتائج عندما يقوم الطفل بهذا الإجراء في الفترة ما بين 6 أشهر لعام، ويعتبر الليزر من أفضل طرق العلاج التي تستخدم لعلاج بقع بورت واين.

والآن وفي ختام مقالنا وبعد أن تعرفتم على أنواع الوحمة المختلفة وأسباب ظهورها، ننصحكم بمراقبة شكلها لدى أطفالهم والتوجه بهم للطبيب في حالة تطورها.