بعد أن أنهيت روتيني الصباحي، نظرت في المرآة، فوجدت لساني أسود اللون وشكله غريب ويبدو وكأن عليه شعر، فما هو السبب المحتمل لظهور اللسان الاسود ؟ وهل حالتي معدية أو خطيرة؟ .. تعرف على إجابة هذه الأسئلة في المقال التالي.
ما الذي يُسبب ظهور اللسان الاسود ؟
في حين أنه أمر مخيف أن نرى لسان لونه أسود، إلا أنه هذا التغير في لون اللسان ليس علامة تدل على شئ خطير عادة. وقد تلاحظ أيضاً أن اللسان يبدو مشعراً بعض الشئ، ولكن يمكنك الاطمئنان، فهذا ليس شعر، هذه علامات حالة مؤقتة تُعرف باسم اللسان الأسود المشعر.
.
لماذا يحدث اللسان الاسود ؟
اللسان مُغطى بالمئات من النتوءات الصغيرة المعروفة باسم حليمات التذوق، وعادة لا يمكنك ملاحظتهم، لكن عندما تبدأ الخلايا الميتة في التجمع على الأطراف، تظهر هذه الحليمات بشكل أطول وأوضح.
وعندما تُصبح حليمات التذوق أطول، يمكن أن تتلطخ بالبكتيريا بسهولة وبالمواد الأخرى، مما يُعطي اللسان اللون الأسود والشكل المشعر. وسبب توقف اللسان عن طرح أو إسقاط الخلايا الجلدية الميتة غير متفق عليه، لكن يعتقد الخبراء أنه قد يكون متعلق بما يلي:
سوء نظافة الفم
تميل الخلايا الميتة إلى التراكم على اللسان، في حالة عدم فرش الأسنان وتنظيف اللسان بشكل معتاد، أو استخدام مضمضة الفم.
قلة إنتاج اللعاب
يساعدك اللعاب في ابتلاع الخلايا الميتة، وعند عدم إنتاج كمية غير كافية من اللعاب، تتراكم هذه الخلايا على اللسان، مسببة تغير لونه.
الحمية الغذائية السائلة
تناول الأطعمة الصلبة يساعد في كشط وإزالة الخلايا الميتة من فوق اللسان، فإذا كنت تتبع حمية غذائية سائلة، لن يحدث هذا وسوف تتجمع الخلايا.
الآثار الجانبية للأدوية
تحمل بعض الأدوية بعض الآثار الجانبية مثل جفاف الفم، مما يجعل من السهل تراكم الخلايا الميتة فوق حلمات اللسان.
لماذا اللون الأسود بالتحديد؟
عندما يحدث تراكم للخلايا الجلدية الميتة على اللسان، يمكن أن تعلق البكتيريا والمواد الأحرى داخلهم، وهذا يمكن أن يجعل اللسان يبدو بلون بني داكن أو أسود. وتتضمن العوامل التي يمكن أن تساعد في ذلك ما يلي:
- المضادات الحيوية: يمكن أن تقضي على البكتيريا الجيدة والسيئة في الجسم، مما يؤثر على توازن البكتيريا في الفم، وينتج عنه زيادة نمو بعض البكتيريا والخميرة.
- التبغ: يُعتبر من أكبر عوامل خطر الإصابة بـ اللسان الاسود، حيث يجعل من السهل تصبغ حلمات اللسان باللون الأسود.
- شرب القهوة أو الشاي: يمكن أن تساهم هذه المشروبات في تصبع حليمات التذوق باللون الأسود أيضاً، خاصة في حالة شرب الكثير منهم.
- بعض غسولات الفم: بعض الغسولات التي تحتوي على عوامل الأكسدة مثل البروكسيد، يمكن أن تؤثر على توازن البكتيريا في الفم.
- بزموت سوبساليسيلات: هو مكون شائع في بعض أدوية المعدة التي يمكن الحصول عليها بدون وصفة طبية، فعندما تتفاعل مع بقايا الكبريت في الفم، يمكن أن يتسبب في تحول لون اللسان إلى الأسود.
علاج اللسان الاسود
عادة لا تتطلب حالة اللسان الاسود العديد من العلاجات، ففي أغلب الحالات يمكن لفرش اللسان بمعجون أسنان بشكل معتاد، أن يساعد في إزالة الخلايا الميتة والبقع خلال عدة أيام.
وإذا كنت تعتقد أن هذه الحالة موجودة بسبب دواء تتناوله أو نتيجة الحمية التي تتبعها، قم بحجز موعد مع الطبيب ليصف لك الدواء المناسب لعلاج الحالة. ويمكن أن يُستخدم دواء الريتينويد للمساعدة في زيادة تحرك وانقلاب الخلايا على اللسان. وفي حالة حليمات التذوق الصعبة، يمكن أن يقوم الطبيب بإزالتهم باستخدام ليزر ثاني أكسيد الكربون أو التحلل الكهربائي.
ولكن تستطيع الاهتمام بحالة اللسان الاسود بمفردك عن طريق اتباع بعض النصائح، نذكر منها ما يلي:
- قم بغسل لسانك بواسطة فرشاة أسنان ناعمة بلطف مرتين في اليوم، للمساعدة في إزالة خلايا الجلد الميتة والبكتيريا.
- قم باستخدام مكشطة اللسان عند غسل الأسنان، لمنع تراكم الخلايا.
- غسل الأسنان واللسان بعد تناول الطعام وشرب الشاي والقهوة، لمنع انحسار بقايا الأكل والبكتيريا في حليمات التذوق.
- التوقف عن استخدام منتجات التبغ، وفي حالة عدم القدرة على الإقلاع، يجب غسل الأسنان واللسان بعد الاستخدام كل مرة.
- استخدام خيط الأسنان قبل النوم، وعلى الأقل مرة يومياً، لمنع تراكم بقايا الطعام والبكتيريا.
- تحديد موعد مع طبيب الأسنان لمتابعة صحة الفم.
- شرب الكثير من المياه، للحفاظ على رطوبة الفم، وللتخلص من الخلايا غير المرغوب فيها.
- مضغ العلكة الخالية من السكر يمكن أن يساعد في زيادة إفراز اللعاب، مما يساعد في غسل الفم من الخلايا والبكتيريا
- اتباع نظام غذائي صحي ملئ بالفاكهة والخضراوات والبروتينات والقمح، للحفاظ على التوازن الصحي للبكتيريا داخل الفم.
وعليك أن تعرف عزيزي القارئ أن الإصابة باللسان الأسود هو حالة مؤقتة وغير ضارة، ومن خلال بعض التغييرات يمكن أن تشاهد تحسن ملحوظ وسريع، وفي حالة استمرار الحالة لمدة طويلة، يجب الاتصال بالطبيب، وإذا كان لديك أي استفسار آخر فيما يتعلق بما سبق ذكره، يمكنك استشارة أحد أطباؤنا من هنا.