قد تتشابه الاضطرابات النفسية مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب، ومن الضروري معرفة الفرق بينهم لأن التشخيص الصحيح هو مفتاح العلاج الفعّال، وفي هذا المقال نخبرك الفرق بين الفصام وثنائي القطب في الأعراض وطرق العلاج.
الفرق بين الفصام وثنائي القطب
الاضطراب الثنائي القطب والفصام نوعان من اضطرابات الصحة العقلية المزمنة المختلفة، ويمكن للناس أحيانًا أن يخطئوا في التمييز بين أعراض الاضطراب الثنائي القطبي وأعراض الفصام، تابع القراءة لمعرفة أوجه التشابه والاختلاف بين هذين الاضطرابين.
الفرق الرئيسي بين اعراض الفصام وثنائي القطب
للاضطراب الثنائي القطب وانفصام الشخصية بعض الجوانب المشتركة، ولكن هناك اثنين من الاختلافات الرئيسية:
الاضطراب الثنائي القطب: يسبب تحولات قوية في مستويات الطاقة والمزاج والنشاط، حيث يتحول الشخص المصاب باضطراب ثنائي القطب بين الإثارة الشديدة أو الهوس والاكتئاب، ويمكن أن تؤثر هذه التحولات على قدرة الشخص على أداء الأنشطة اليومية، في بعض الحالات؛ قد يصاب الشخص المصاب باضطراب ثنائي القطب بالهلوسة والأوهام.
الفصام: يسبب مرض الفصام أعراضًا أكثر حدة من أعراض الاضطراب الثنائي القطب، حيث يعاني المصابون بالفصام من الهلوسة والأوهام، وتتضمن الهلوسة رؤية أو سماع أشياء غير موجودة، أما الأوهام هي معتقدات في أشياء غير صحيحة، كما قد يعاني الأشخاص المصابون بالفصام أيضًا من تفكير غير منظم ولا يستطيعون رعاية أنفسهم.
الانتشار والأعمار المتأثرة
يؤثر الاضطراب الثنائي القطب على حوالي 2.2% من الناس في الولايات المتحدة عل سبيل المثال، وعادةً ما يظهر أولاً بين أواخر سن المراهقة وسن البلوغ المبكر، ويمكن للأطفال أيضًا إظهار علامات الاضطراب الثنائي القطب.
الفصام ليس شائعًا مثل الاضطراب الثنائي القطب، إنه يؤثر على 1.1% من سكان الولايات المتحدة، ويصيب عادةً الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 30 عامًا، والفصام لا يظهر عادةً عند الأطفال.
الفرق بين الفصام وثنائي القطب في الأعراض
أعراض الاضطراب الثنائي القطب
يعاني الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب الثنائي القطب من تقلبات في المزاج، ويعانون من ثلاثة أنواع من النوبات:
- نوبات الهوس: وهي أوقات النشاط المتزايد والطاقة، ويمكن أن تجعل نوبات الهوس المريض يشعر بالسعادة أو الابتهاج الشديد.
- نوبات الهوس الخفيف: وتشبه نوبات الهوس لكنها أقل شدة.
- نوبات الاكتئاب: وتكون مماثلة لتلك التي يعاني منها الشخص المصاب بالاكتئاب الشديد، ويشعر الشخص المصاب بالاكتئاب بالحزن الشديد ويفقد الاهتمام بالأنشطة التي اعتاد الاستمتاع بها.
تشمل التغييرات السلوكية الأخرى التي قد تكون من أعراض الاضطراب الثنائي القطب:
- الأرق.
- فرط النشاط.
- التعب.
- مشكلة في الحفاظ على التركيز.
- التهيج.
- الثقة بالنفس الشديدة والاندفاع، في حالة وجود نوبات الهوس.
- أفكار انتحارية، في حالة حدوث نوبات الاكتئاب.
يمكن للأشخاص الذين يعانون من الاضطراب الثنائي القطب أيضًا تجربة أعراض ذهانية أثناء نوبة من الهوس أو الاكتئاب، ويمكن أن تشمل هذه الهلوسة أو الأوهام، ولهذا السبب قد يخطئ الناس في تمييز الفرق بين الفصام وثنائي القطب.
أعراض الفصام
تنقسم أعراض الفصام إلى مجموعتين، يشار إليهما عمومًا باسم “الأعراض الإيجابية” و “الأعراض السلبية”، ولا يعتمد هذا على ما إذا كانت الأعراض جيدة أو سيئة، ولكن على ما إذا كانت الأعراض تتضمن ما يمكن وصفه بأنه “إضافة” أو ” إزالة” للسلوك.
تتضمن الأعراض الإيجابية إضافة سلوك، مثل الأوهام أو الهلوسة، وتتضمن الأعراض السلبية إزالة السلوك؛ على سبيل المثال، تتضمن أعراض الانسحاب الاجتماعي وإزالة التفاعلات الاجتماعية.
قد تشمل بعض علامات الإنذار المبكر لمرض انفصام الشخصية التي يجب معرفتها لتمييز الفرق بين الفصام وثنائي القطب ما يلي:
- العزلة الاجتماعية.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة.
- الاكتئاب.
- عدم وجود أي مشاعر.
- كلام غير منطقي.
- سلوك مفاجئ أو غير عادي.
- جدول نوم متغير.
- الحصول على الكثير من النوم أو القليل جدًا من النوم.
- عدم القدرة على التعبير عن المشاعر.
- ضحك في وقت غير مناسب.
- نوبات عنيفة.
- أعمال عنف تجاه النفس مثل جرح النفس.
- فرط الحساسية للروائح واللمسات والأطعمة والأصوات.
- الهلوسة، والتي تظهر غالبًا على أنها تهديد أو أصوات قد تطلب منك التصرف بطرق عنيفة.
- الأوهام.
عوامل الخطر للاضطراب الثنائي القطب وانفصام الشخصية
لا أحد يعلم ما الذي يسبب الاضطراب الثنائي القطب أو الفصام، ولكن الجينات الوراثية ربما تكون عامل خطر، حيث أن كلا الاضطرابين يصيبوا أفراد نفس العائلات.
ولكن هذا لا يعني أنك بالتأكيد سترث هذا الاضطراب إذا كان والدك أو أخيك مصابًا به، ولكن تزداد المخاطر، ومعرفة وجود خطر يزيد من فرصة الاكتشاف المبكر والعلاج.
قد تساهم العوامل البيئية أيضًا في المخاطرة، لكن هذا التأثير لم يتم فهمه تمامًا بعد.
تشخيص الاضطراب الثنائي القطب والفصام
يقوم الطبيب بإجراء الفحص البدني والنفسي للحصول على التشخيص الصحيح، ومعرفة الفرق بين الفصام وثنائي القطب ، وأثناء الفحص يسأل الطبيب عن أي تاريخ عائلي للاضطرابات العقلية والأعراض.
قد يرغب الطبيب في إجراء فحص دم كامل للمساعدة في استبعاد الحالات الأخرى، كما قد يطلب أيضًا إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية، وأخيرًا يقوم الطبيب بطلب الموافقة على فحص المخدرات والكحول.
قد يحتاج الشخص لأكثر من زيارة قبل أن يتمكن الطبيب من التشخيص، حيث تساعد هذه الزيارات المتكررة الطبيب على فهم الأعراض تمامًا.
قد يطلب الطبيب الاحتفاظ بسجل يومي لأنماط المزاج والنوم لمساعدة الطبيب على معرفة ما إذا كانت هناك أي أنماط تظهر، مثل نوبات الهوس والاكتئاب.
الفرق بين الفصام وثنائي القطب في العلاج
علاج كل من الاضطراب الثنائي القطب والفصام ينطوي على العلاج النفسي والدواء.
علاج الاضطراب الثنائي القطب
للاضطراب الثنائي القطب، قد يشمل العلاج النفسي:
- التعرف على تقلب المزاج وكيفية إدارته بفعالية.
- تثقيف أفراد الأسرة حول هذا الاضطراب حتى يكونوا داعمين ويساعدون في التغلب على النوبات.
- مساعدتك في تحسين علاقاتك مع الأصدقاء وزملاء العمل.
قد يصف الطبيب أدوية للتحكم في تقلب المزاج والأعراض ذات الصلة مثل:
- مثبتات المزاج مثل الليثيوم.
- مضادات الذهان غير التقليدية.
- مضادات الاكتئاب (في بعض الحالات).
الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب غالبا ما يجدون صعوبة في النوم، لذا قد يصف الطبيب أيضًا دواء منوم.
علاج الفصام
كما ذكرنا من قبل؛ لا يمكن علاج الفصام بدون ادوية حيث تعد الأدوية هي حجر الزاوية في علاج الفصام، والأدوية المضادة للذهان هي الأدوية الأكثر شيوعًا، ويُعتقد أنها تتحكم في الأعراض من خلال التأثير على ناقل الدوبامين “الناقل العصبي في المخ”.
وبجانب الأدوية، هناك خيارات علاجية أخرى للفصام تشمل:
- التدخلات النفسية والاجتماعية.
- العلاج في المستشفيات.
- العلاج بالصدمة الكهربائية.
وفي النهاية وبعد معرفتك الفرق بين الفصام وثنائي القطب في الأعراض وطرق العلاج، إذا كان لديك المزيد من التساؤلات أو الاستفسارات يمكنك استشارة أحد أطبائنا من هنا.