يحدث الرحم الطفولي غالبًا عندما تولد الفتاة، حيث يكون الرحم صغير بشكل غير طبيعي، وقد يشار إلى هذه الحالة أحيانًا باسم الرحم ناقص التنسج أيضًا، وفي هذا المقال سنتكلم عن ما هي أسباب حدوث الرحم الطفولي؟ وما هي أعراضه وهل يمكن علاجه؟ لذا أكملي قراءة المقال معنا لمعرفة كل ذلك.
ما هو الرحم الطفولي؟
يحدث الرحم الطفولي منذ ولادة المرأة، ويكون شكل الرحم صغير جدًا عن شكله الطبيعي، وقد يكون اضطراب خلقي أي أنه موجود عند الولادة أو مكتسب بسبب بعض المشاكل الصحية أو الأمراض.
حجم الرحم الطبيعي
يملك الرحم شكل كمثرى مقلوبة، ويبلغ متوسط حجم الرحم الطبيعي حوالي 7.5 سم وعرضه حوالي 5 سم في الجزء العلوي منه وسمكه حوالي 2.5 سم عند البالغين.
أنواع الرحم الطفولي
- رحم طفولي بسيط: وبه يكون شكل الرحم طبيعي، ولكنه صغير الحجم.
- رحم طفولي ممدود: قاع الرحم طبيعي، ولكن الطول أكثر من الطبيعي، أي يظهر الرحم ممدود.
- رحم طفولي مشوه: هو رحم غير طبيعي، ويكون شكل الرحم مقوس أو على شكل حرف T أو Y.
أسباب الرحم الطفولي
تعد الأسباب وراء حدوث الرحم ناقص التنسج هي:
- فشل الرحم في النمو بشكل كامل أثناء مرحلة تكون الجنين، والسبب وراء هذا التطور غير الطبيعي للجنين غير معروف حتى الآن.
- حالة تُعرف باسم متلازمة ماير-روكيتانسكي-كوستر-هاوزر (MRKH)، وهو اضطراب يغيب فيه رحم الفتاة ومهبلها بسبب توقف مبكر في تطور القنوات المجاورة للكلية، بالإضافة إلى تشوهات أخرى.
- قد يترافق مع متلازمة بيرولت (Perrault syndrome)، وهي حالة وراثية نادرة تسبب علامات وأعراض مختلفة لدى الإناث المصابين بها، فالإناث المصابات بمتلازمة بيرولت لديهن مبايض غير طبيعية أو مفقودة (خلل تكوين المبيض)، على الرغم من أن أعضائهن التناسلية الخارجية طبيعية.
- قد يترافق أيضًا مع متلازمة سوير (Swyer syndrome)، وتؤثر متلازمة سوير على التطور الجنسي، فالإناث المصابات بها لديهمن أعضاء تناسلية خارجية نموذجية. يتشكل الرحم وقناتي فالوب بشكل طبيعي، لكن الغدد التناسلية (المبيض أو الخصيتين) لا تعمل؛ ولذلك يبدأ الأفراد المصابون عادةً بالعلاج بالهرمونات البديلة خلال فترة المراهقة للحث على تطوير الخصائص الجنسية الثانوية للإناث مثل نمو الرحم.
أعراض الرحم الطفولي
قد تشمل أعراض الرحم الطفولي الآتي:
- عدم بدء الدورة الشهرية عند البلوغ (انقطاع الطمث الأولي).
- ألم البطن.
- فتحة مهبلية صغيرة أو بدون فتحة مهبلية.
- العقم.
تشخيص الرحم الطفولي
غالبًا ما يتم تشخيص الرحم الطفولي في سن البلوغ أي عند بدء الدورة الشهرية وليس قبل ذلك؛ بسبب أن الأعضاء التناسلية الخارجية تبدو طبيعية.
ويشمل تشخيص الرحم ناقص التنسج الآتي:
- فحص بدني، بما في ذلك فحص الحوض.
- اختبارات الدم، وهي تساعد في حالة متلازمة ماير-روكيتانسكي-كوستر-هاوزر (MRKH).
- الفحص بالموجات فوق الصوتية؛ للحصول على صور للأعضاء التناسلية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)؛ للحصول على صور أكثر تفصيلاً للجهاز التناسلي.
وتعد الموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي من أفضل الاختبارات؛ لتشخيص نقص تنسج الرحم والكشف عن وجود رحم طفولي.
ما هو علاج الرحم الطفولي؟
يعتمد العلاج بشكل عام على السبب وراء نقص تنسج الرحم والأعراض المصاحبة له، فمثلاً في حالة متلازمة ماير روكيتانسكي كوستر-هاوزر، يتوجه العلاج نحو الأعراض التي تظهر على الفرد.
ويعتبر تكبير الرحم الطفولي من طرق العلاج غير الجراحية، حيث يتم استخدام موسعات مهبلية عبارة عن أنابيب بلاستيكية مصممة خصيصًا للمساعدة في تكبير أو تكوين المهبل، وقد يستمر هذا الإجراء اليومي لمدة تصل من ستة أسابيع إلى عدة أشهر.
بالإضافة لتكبير الرحم، يوجد العلاج الهرموني، حيث يتزامن الرحم الطفولي وعدم نزول الدورة معًا خلال فترة المراهقة.
وقد يتم اللجوء لعلاج الرحم الطفولي بالخلايا الجذعية، ولكن ما زال هناك الحاجة للمزيد من الدراسات والأبحاث لمعرفة كيفية القيام بذلك بآمان.
الرحم الطفولي والحقن المجهري
قد تلجأ بعض النساء المصابات بمتلازمة ماير روكيتانسكي كوستر هاوزر (MRKH) إلى عمليات الحقن المجهري؛ لأن ليس لديهن رحم وظيفي، فلا يمكنهن الإنجاب.
وتمكنت بعض النساء المصابات بالمتلازمة من إنجاب طفل باستخدام الحقن المجهري، ولكن لأن متلازمة ماير روكيتانسكي كوستر-هاوزر تبدو ذات أصل وراثي، فإن خطر انتقال المرض إلى الأطفال يظل احتمال قائم.
وبالتالي يجب اتخاذ أي قرار بالحمل بعد التشاور الدقيق مع الطبيب المختص، لضمان أن تولد الأطفال بصحة سليمة.