هل كل مرة تشترين فيها لعبة لطفلك يقوم بكسرها وتخريبها؟ أو فجأة تجدين طفلك يقوم باللعب بأشيائك الخاصة وتجدينها بعد ذلك مخربة تماما؟ التخريب عند الاطفال مشكلة شائعة وعادة سيئة يجب أن تخلصي طفلك منها حتى لا يكبر على هذه العادة.
بداية مشكلة التخريب عند الاطفال
تذهب الأم لشراء لعبة جميلة لطفلها، وطوال طريق العودة للمنزل تسرح الأم بخيالها عن كيف سيلعب طفلها باللعبة الجديدة، وكيف ستفيده هذه اللعبة وتزيد من مهاراته وتنمي قدراته، ثم تعطي الأم الطفل اللعبة، وتشرح له كيف تعمل أو تتركه يكتشف طريقة عملها بنفسه تبعا لعمره، وتذهب الأم للاهتمام بأمور المنزل تاركة الطفل يلعب بلعبته الجديدة، وبعدها بفترة تتفاجأ الأم باللعبة مكسورة فتنهار وتثور ولا تدري ماذا تفعل ؟؟
من المؤكد أن رؤية الألعاب مكسورة والفوضى الناتجة عنها أمر يسبب الانهيار لأي أم، إلا أننا نود أن نوضح لكِ عزيزتي الأم أن الأطفال قد تنكسر منهم الألعاب بدون قصد، وقد تنكسر بسبب الاستخدام غير السليم، وقد يكسرها الطفل عمدا لاكتشاف كيف تعمل هذه اللعبة وهذه هي طبيعة الطفل الفضولية لاكتشاف كل ما حوله تماما كالعلماء، لذلك يعتبر سلوك التخريب عند الاطفال غالبا غير متعمد.
فالطفل يخرب ألعابه ليس لأنه يحب تكسيرهم أو لأنه طفل عدواني، وإنما فقط لأنه يريد أن يعرف ماذا بداخل هذه اللعبة، وكيف تعمل، ولكن لسوء الحظ أن طريقة الطفل للتعلم تؤدي لتدمير اللعبة وهو الأمر الذي لا يدركه الصغير بعد.
تقويم سلوك التخريب عند الاطفال
تقديم ألعاب مناسبة للطفل
طالما أن طفلك يحب كسر الألعاب لاكتشافها، فالأفضل أن تحضري له مجموعة من الألعاب التي يمكن فكها وتركيبها بسهولة، وتكوِّن أشكال مختلفة مثل المكعبات المناسبة لعمر طفلك، كي يتمكن طفلك من تركيب المكعبات على شكل برج أو عربة، ومن ثم يمكنه فكها واكتشافها دون حدوث ضرر، مثل هذه الألعاب تلبي رغبات طفلك الفضولية لاكتشاف الأشياء دون حدوث فوضى.
وضع قواعد واضحة
مشكلة الطفل في هذا العمر أنه يعتقد أن كل الأشياء يمكن فكها وإعادة تركيبها مرة أخرى كما كانت، فهو لا يستطيع تمييز ما يمكن فكه وتركيبه، وما يؤدي فكه إلى تكسيره، لذا عليكِ عزيزتي الأم أن توضحي لطفلك أن هناك أشياء لا يمكن فكها وتركيبها، وأنه يجب عليه حملها برفق مثل التليفون المحمول، الكاميرا، وكذلك الكتب.
الاستعداد لقول كلمة ” لا “
طالما أن عمر الطفل يسمح بتعليمه أن هذا النوع من الألعاب لا يجب فكه، وأن فك هذا النوع من الألعاب يؤدي إلى كسرها، وبالطبع هذا أمر غير مسموح به، ونفس الأمر مع أي شيء في المنزل، إذا لم يستجب الطفل واستمر في كسر الألعاب فلابد أن تكوني مستعدة عزيزتي الأم لقول كلمة “لا “، ولا تضعفي حتى إذا دخل الطفل في نوبة غضب، كي يتعلم طفلك أنه حين تقولي لا فذلك يعني لا دون مفر.
إلهاء الطفل أفضل من مواجهته
تذكري عزيزتي الأم أن الوقاية دائما أفضل، فإذا كان طفلك على وشك تكسير لعبة أو تقطيع كتاب، فالأفضل هنا اتباع مبدأ الإلهاء، بدلا من المواجهة، من خلال إلهاء الطفل عما في يده وإعطاءه لعبة أخرى يلعب بها، بدلا من الدخول معه في مواجهة محتملة وبذلك تتجنبي حدوث الأزمة قبل وقوعها.
تعليم الطفل عواقب أفعاله
اهتمي عزيزتي الأم بتعليم الطفل أن هناك عواقب طويلة الأجل للسلوك السئ مثل تكسير الألعاب، فلا تسرعي لشراء ألعاب أو كتب جديدة، وإنما اتركيه يلعب بالألعاب التي كسرها وذلك ليتعلم الحذر فيما بعد.
الثناء على الطفل بشكل فعال
عندما يلعب طفلك بلعبة ما بشكل سليم ويتركها بعدما ينتهي من اللعب بمكانها وعلى نفس هيئتها دون تكسير، فلابد من تقديم المدح الكثير والثناء على حسن تصرفه، وأن تخبريه عزيزتي الأم بسعادتك لتعامله بلطف مع ألعابه، هذا التصرف من شأنه أن يجعله يشعر بالفخر ويقلل من سلوكه التخريبي فيما بعد.
دائما تذكري عزيزتي الأم أن المكافأة على السلوك الإيجابي أكثر فعالية من المعاقبة على السلوك السلبي، أخبرينا ما هي المشكلة التي تواجهك مع سلوك طفلك، ويمكنك استشارة أحد أطبائنا من هنا عن أي شيء بخصوص سلوكيات طفلك.
اقرأ أيضا: