تبقى مشاكل الثدي التي يمكن أن تتعرض لها العديد من النساء محل اهتمام كبير، نظراً لحساسية هذا الجزء من الجسم، خاصة بعد الولادة وعند الرضاعة، ومن المشاكل التي يمكن أن تواجه السيدات وخاصة المُرضعات منهن، وجود خُراج في منطقة الثدي، فما هي اعراض خراج الثدي وكيف يتكون؟ وما هو علاجه؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال، فتابعي معنا عزيزتي القارئة.
ما هو خُراج الثدي؟
في بعض الأحيان، يمكن للعدوى البكتيرية أن تتسبب في تجمع القيح أو الصديد في منطقة موضعية أسفل الجلد مباشرة، عندما يتم تشكيل جيب من هذا الصديد في الثدي، يُعرف حينها بإسم خُراج الثدي، يمكن أن يكون خراج الثدي مؤلماً جداً، ويتطلب علاجاً طبياً عاجلاً لتجنب حدوث مضاعفات.
كيف يتكون خُراج الثدي؟
إذا دخلت البكتيريا في نسيج الثدي، فإن الجهاز المناعي يرسل خلايا الدم البيضاء لمكافحة العدوى، خلال هذه العملية، يمكن لبعض الأنسجة المصابة أن تموت وتترك في هذه الأنسجة الميتة جيباً ممتلئاً بالقيح، وهو خليط من خلايا الدم البيضاء، والأنسجة الميتة، والبكتيريا، وعندما يمتلئ هذا الجيب ويتضخم يتشكل على هيئة كتلة متورمة ومؤلمة تُعرف بإسم الخُراج.
أنواع خُراج الثدي
غالباً ما تحدث خراجات الثدي عند النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و 50 سنة، خاصة إذا كُن يُرضعن، وهناك فئتان من خراجات الثدي:
- خراج اللبن (النفاس): وهو يكون في المنطقة الطرفية من الثدي، وعادة في المقاطع العليا والفرعية.
- الخراج غير اللبني: وهو يقع في الطبقة السفلية (المنطقة الملونة حول الحلمة)، أو الأجزاء السفلية من الثدي.
اعراض خراج الثدي
تتلخص اعراض خراج الثدي في وجود العلامات الآتية:
- تورم مؤلم في الثدي.
- حكة واحمرار.
- الشعور بالسخونة في الثدي.
- درجة حرارة عالية أو حمى.
- إذا كانت الكتلة لها حدود منتظمة وناعمة، أو صلبة ومثل الكيس، فقد تكون خُراج.
بغض النظر إذا كنتِ تعانين من خراج الثدي أو أي نوع آخر من الأمراض، إذا كان لديكِ أي تورم في الثدي ينبغي طلب المشورة الطبية بشكل عاجل للغاية، وذلك لتلقي العلاج السريع، ولسرعة التشخيص واستبعاد الحالات الأخرى الأكثر خطورة مثل سرطان الثدي.
مضاعفات خراج الثدي
يمكن أن يسبب خراج الثدي في كثير من الأحيان مضاعفات خطيرة مثل التهاب الضرع (التهاب الغدد اللبنية)، في هذه الحالة يُشار إليه بإسم خراج اللبن، ويمكن أن يحدث في قنوات الحليب التي تحمل الحليب إلى الحلمة أثناء الرضاعة الطبيعية، يحدث التهاب الثدي عندما ينتج الثدي حليباً أكثر مما يستهلكه الطفل، ويعود الحليب الإضافي إلى الثدي.
عندما يحدث ذلك، تنمو بكتيريا غير ضارة عادة في مجرى الحليب بسرعة أكبر، مما يؤدي إلى استجابة من جهاز المناعة، وإذا لم يتم علاج التهاب الضرع، يمكن أن يتكون خُراج في واحد أو أكثر من قنوات الحليب المتضررة.
عوامل الخطر الخاصة بخراج الثدي
إن النساء اللواتي يرضعن وهم في سن أكثر من 30 سنة، والنساء اللواتي يرضعن طفلهن الأول، أو اللواتي استمر حملهن لمدة 41 اسبوعاً أو أكثر، هن أكثر عُرضة للإصابة بتطور خراج الثدي.
كما أن وجود تاريخ من التهاب الضرع السابق، والتدخين، ومرض السكري، والعدوى بـ فيروس نقص المناعة البشرية، والخضوع لعلاج المناعة، و وجود ثقب في الحلمة، كل هذه العوامل قد تزيد من خطر الإصابة بخُراج الثدي.
علاج خراج الثدي
إذا كنتِ تعانين من اعراض خراج الثدي أو كان هناك اشتباه في الإصابة به، يحتاج الطبيب العام أولاً إلى فحص الورم الموجود، وإذا تم تشخيصه كـ خراج، يتم إحالة المريضة بشكل عاجل إلى الجراح لتأكيد التشخيص والعلاج، يمكن للفحص بالموجات فوق الصوتية تأكيد تشخيص الخراج، وتحديد ما إذا كان هناك أكثر من جيب واحد من القيح.
يجب أن يتم تصريف الخراج لإزالة الصديد من الثدي، فإذا كان الخراج صغيراً، يتم استخدام إبرة ومحقنة لسحب السائل، ولكنه سيكون من الضروري عمل شق صغير لتصريف السائل إذا كان الخراج كبيراً، يكون هناك مخدر موضعي لتخدير الجلد حول الخراج، ويمكن استخدام الموجات فوق الصوتية للمساعدة في توجيه الأداة الطبية المُستخدمة في تنظيف القيح.
هل يمكن الرضاعة الطبيعية أثناء علاج خراج الثدي؟
استناداً إلى الإرشادات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والمعهد الوطني للصحة والرعاية، يجب استمرار الرضاعة من كلا الثديين، وذلك لأن الدراسات أظهرت أنه حتى مع وجود عدوى، فمن الآمن أن يستمر الطفل في الرضاعة الطبيعية، ومع ذلك قد يلاحظ بعض الأطفال اختلافاً في الحليب، ويرفضون الرضاعة من الثدي المصاب، إذا كان الطفل لن يتناول الحليب، أو كانت العملية مؤلمة للغاية، فسوف تحتاجين إلى استخدام شفاط حليب الثدي لإفراغ الثدي، وهذه خطوة مهمة للعلاج.
والآن عزيزتي القارئة، بعد أن تعرفتِ على اعراض خراج الثدي وكيفية تكونه، وأيضاً كيفية علاجه، إذا كان لديكِ أي استفسار، يمكنكِ استشارة أحد أطبائنا من هنا.
اقرئي أيضاً: