هل سمعت من قبل عن اطفال القمر؟ ذلك المرض الذي يجعل من الشمس عدواً ومن القمر صديق، فما هي أسبابه وأعراضه وهل يمكن أن يتم علاج مشكلة اطفال القمر؟ هذا ما نتعرف عليه الآن من خلال المقال التالي.
ما هو مرض اطفال القمر؟
اطفال القمر هي حالة تشير لواحد من الاضطرابات الوراثية النادرة وهو اضطراب جفاف الجلد المصطبغ أو جفاف الجلد الاصطباغي Xeroderma Pigmentosum، هذا الاضطراب يقف حاجز أمام قدرة الجسم على إصلاح أضرار أشعة الشمس على الجسم أو أي مصدر آخر للأشعة فوق البنفسجية، وتظهر آثاره على جلد الجسم والعينين والجهاز العصبي أيضاً.
ويمكن تعريف هذه الحالة بشكل عام على أنها حساسية شديدة ضد الأشعة الفوق بنفسجية، لهذا أصحاب هذا الاضطراب يعانون من تلف الجلد بسبب الشمس بالإضافة لمشاكل أخرى مثل البثور والحروق والنمش.
أعراض مرض اطفال القمر
أعراض حالة اطفال القمر تظهر في مرحلة الطفولة وبالأخص خلال أول ثلاث سنوات من عمر الطفل، وبعد هذه المرحلة تبدأ الأعراض بشكل واضح وتزداد في أواخر مرحلة الطفولة وبداية مرحلة البلوغ. أما عن الأعراض نفسها فتظهر على أكثر من منطقة بالجسم، سنوضح لكم كيف يكون ذلك.
تأثير اطفال القمر على الجلد
أعراض هذا الاضطراب تبدأ بالظهور على جلد الجسم، حيث أنه مع تعرض الطفل الرضيع والصغير لأشعة الشمس تظهر عليهم علامات النمش في مناطق الجسم المعرضة للشمس، ومن أشهر هذه المناطق التي تظهر عليها الأعراض:
- الوجه.
- الشفتين
- الرقبة.
- الذراعين.
- الرجلين.
كما أن هذه المناطق وغيرها معرضة لظهور تقرحات والتعرض لحروق الشمس، وهذا قد يحدث فور تعرض الطفل لأشعة الشمس، وليس كلما مر وقت أطول على تعرضه لأشعة الشمس. الحروق والتقرحات على الجلد قد تستمر لأسابيع مع الطفل ولا تختفي مباشرة.
قد تحدث أيضاً تغيرات شديدة في تصبغ الجلد، فقد يصبح الجلد لونه أغمق بكثير أي يحدث فرط في التصبغ، أو قد يفقد الجلد اللون الطبيعي له ويتحول للون الوردي الباهت أو الأبيض ويسمى هذا بنقص التصبغ.
كما أن هناك بعض الأعراض الأخرى التي قد تظهر على الجلد أيضاً خلال مراحلة الطفولة، ومنها:
- توسع الشعيرات الدموية أو ما يعرف بالأوردة العنكبوتية.
- التندب.
- ضعف ورقة الجلد بشكل ملحوظ.
التأثير على حاسة البصر والسمع
فالأشخاص المصابين بهذه الحالة قد يعانون من مشاكل في الرؤية والسمع، مثل:
- حساسية الضوء أو ما تعرف برهاب الضوء.
- الإصابة بالشتر الداخلي أو الشتر الخارجي وهي حالة يتحول فيها الجفن للداخل أو للخارج بشكل غير طبيعي.
- تعكر في عدسة العين.
- حدوث التهاب في بطانة الجفن وجزء العين الأبيض
- التهاب في القرنية.
- تدميع العين بشكل مفرط.
- الإصابة بالعمى نتيجة للآفات القريبة من العين.
- ضعف حاسة السمع بشكل تدريجي، وقد تتطور الحالة لفقدان كامل للسمع.
التأثير على الأعصاب
هذا الاضطراب قد ينتج عنه بعض مشاكل الأعصاب، مثل:
- النقص العقلي.
- التقزم.
- قصور في الغدد التناسلية.
وغيرها من مشاكل الأعصاب الأخرى، مثل الإصابة بمتلازمة De Sanctis-Cacchione وهي حالة تنتج عنها بعض الأعراض، مثل:
- ردود الفعل البطيئة أو المعدومة.
- ضعف في المهارات الحركية.
- صغر في حجم الرأس.
- تأخر في النمو.
- تصلب في العضلات مع التنشنج والضعف.
- عدم القدرة على السيطرة على حركات الجسم بالشكل الصحيح
علاقة اطفال القمر بالسرطان
أصحاب اضطراب جفاف الجلد المصطبغ يكون لديهم خطر متزايد من الإصابة بمرض سرطان الجلد، خاصة في حالة عدم حمايتهم من أشعة الشمس، لأن حوالي نصف الأطفال المصابين بهذا الاضطراب يتعرضون بشكل أو بآخر لأول سرطان في الجلد عند وصولهم عمر العاشرة، وبعدها تتوالي حالات سرطانات الجلد المتعددة خلال مراحل عمرهم المختلفة، مثل سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية.
قد تحدث حالات السرطان هذه في مناطق مثل الشفتين والوجه والجفون، لكن من الممكن أن تتطور ويصل السرطان لفروة الرأس واللسان والعينين. بالإضافة لخطر التعرض لأورام أخرى مثل أورام المخ وسرطان الرئة في حال كان الشخص المصاب بهذا الاضطراب مدخن.
سبب مرض أطفال القمر
هذه الحالة وراثية فهي تنتج عن اضطراب وراثي في تكوين الجنين، قد يحمل الطفل جين هذا المرض من والديه الاثنين أو من أحد والديه فقط، والذين قد يحملون هذا الجين الوراثي لكن غير مصابين بالمرض. كما أن كثير من الأشخاص المصابين بهذه الحالة ليس لهم أي تاريخ عائلي مرضي بهذا الاضطراب.
تشخيص جفاف الجلد المصطبغ
يقوم الطبيب بفحص وتقييم الأعراض التي يعاني منها المصاب، وسيسأل عن نمط الحياة وخاصة أنماط التعرض لأشعة الشمس، في حالة لاحظ الطبيب وجود اشتباه في الإصابة بهذا الاضطراب، فسيطلب فوراً عمل اختبار جيني لكي يتأكد من التشخيص.
علاج اطفال القمر
هذه الحالة أو اضطراب جفاف الجلد المصطبغ، ليس له علاج مباشر للآن، العلاجات تعتمد على إدراة الأعراض المصاحبة للحالة وتعزيز الوقاية منها، وهذا يتطلب متابعة مع أكثر من جهة طبية مثل أطباء:
- الجلدية.
- العيون.
- الأورام.
- الأعصاب.
- الأنف والأذن والحنجرة.
- أخصائي السمع.
- علماء الوراثة.
وذلك للسيطرة على الحالة ودعم المريض بكل ما يحتاجه، والدور الأكبر يكون على أطباء الجلدية حيث يجب المتابعة معهم بشكل مستمر وزيارتهم بشكل منتظم على حد أقصي كل من 6 لـ 12 شهر، لكي يتم فحص جلد الجسم والتحقق من عدم وجود أي علامات تشير على الإصابة بالسرطان.
طرق وقاية أطفال القمر من الأضرار المباشرة
يجب على أي شخص مصاب بهذه الحالة أو لديه طفل مصاب بها، أن يتابع جيداً عدم التعرض لأشعة الشمس الفوق بنفسجية والمصدر الرئيسي لها هو ضوء الشمس، ومن الممكن تعويض الجسم بمكملات فيتامين د عوضاً عن أشعة الشمس التي لا يتعرض لها المصاب. مع اتباع بعض الخطوات الوقائية من تأثيرها، مثل:
- الملابس الوقائية كالقفازات الواقية وواقيات الوجه والتي تعمل على حجب الأشعة الفوق بنفسجية.
- الكريمات الواقية من الشمس.
- النظارات الشمسية.
- استخدام غشاء واقي على النوافذ لحجب الأشعة الفوق بنفسجية.
كما يجب البعض عن أي مصدر آخر للأشعة الفوق بنفسجية، مثل:
- المصابيح الشمسية.
- المصابيح ذات الضوء الأسود.
- مشعل بلازما
- مصابيح الزينون
- أقواس اللحام.
- العلاج الضوئي.