من أفضل اللحظات لدى الكثيرين هو عند الاستمتاع بمذاق الأطعمة المفضلة لديهم، ولكن إذا شعرت فجأة بأن حاسة التذوق لا تعمل بالوجه المعتاد، فعليك بالانتباه. فقد يكون السبب هو حالة مرضية كامنة، والتي تحتاج إلى التشخيص والعلاج الصحيح. وقد يعاني بعض الأشخاص من فقدان حاسة التذوق بشكل جزئي (ضعف حاسة التذوق) أو كلي (فقدان حاسة التذوق). فما هي اسباب فقدان حاسة التذوق وكيف يتم التشخيص والعلاج؟
كيف تعمل حاسة التذوق؟
عند تبدأ في تناول الطعام فإن اثنان من اهم حواسك يبدأن في العمل سويا هما حاسة الشم في الانف، وحاسة التذوق في اللسان. وذلك للشعور بمذاق 4 نكهات رئيسية الا وهم:
- المالح
- الحلو
- المار
- الحامض
وفي نفس الوقت تتيح لك حاسة الشم الاستمتاع برائحة الطعام الشهية. لذا فأنه عندما يحدث خلل في أي من تلك الحاستين يتغير احساسك بالمذاق.
اسباب فقدان حاسة التذوق
قد تؤدي بعض المشكلات الصحية إلى ضعف القدرة على التذوق أو فقدانها، ومن تلك الأسباب:
1. اضطراب التذوق
يعتبر اضطراب التذوق الأكثر شيوعا هو إدراك التذوق الوهمي، والذي يكون من اعراضه شعور الشخص المصاب به بوجود مذاق قوى غير سار، إلى جانب الإحساس بحرقان مستمر في الفم، حتى إذا كان الفم فارغا. اما في حالة تناول الطعام فقد يطغو ذلك المذاق على مذاق الأطعمة.
ومن تصنيفاته أيضا ضعف التذوق، وعسر التذوق عند الخلط بين أنواع المذاق المختلفة، وفقدان كامل لقدرة التذوق وهو النوع الأكثر ندرة فيما بين التصنيفات السابقة.
2. مشاكل اللثة والاسنان
قد يؤدي سوء نظافة الاسنان إلى التهاب الانسجة المحيطة بها (التهاب اللثة) وهي حالة شائعة تنتج عن اختلاط بقايا الطعام مع اللعاب والبكتيريا، والتي بدورها تشكل ترسبات الاسنان (جير الاسنان).
وإذا لم يتم علاج التهاب اللثة، فغالبا ما يمتد الالتهاب الى عظام الفك مسببا التهاب دواعم الاسنان. وهو ما قد يؤثر على حاسة التذوق نظرا لوجود صديد يسبب طعم سيء بالفم.
3. علاجات مرضى السرطان
قد يؤدي العلاج الكيميائي أو العلاج الاشعاعي لمرض السرطان الى فقدان حاسة التذوق، نتيجة لتأثيره على براعم التذوق، والغدد اللعابية.
وهو ما قد ينتج عنه اختلاف مذاق بعض الأطعمة، والاحساس بأن مختلف الأطعمة لها نفس المذاق، وأيضا الشعور بوجود طعم معدني بالفم وخاصة بعد تناول اللحوم، والبروتينات.
لذا فإن الامر يحتاج إلى متابعة الطبيب، وقد يسترجع المريض بعد انتهاء تلقي العلاج عادة في غضون شهر، الشعور بعودة الإحساس بالمذاق بشكل بطيء.
4. الإصابة ببعض الامراض
قد يكون من اسباب فقدان حاسة التذوق هو الإصابة ببعض الامراض مثل:
- الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد 19)
- التهاب الاذن الوسطى
- التهاب الجيوب الانفية
- التهاب الجهاز التنفسي العلوي
- جراحات الفم أو الاذن أو الأنف
- التعرض لمواد كيميائية ضارة مثل المبيدات الحشرية
- اضطرابات الاعصاب مثل التعرض للسكتات الدماغية، أو أورام المخ، أو إصابات الدماغ الرضية والناتجة عن إصابات الرأس
- متلازمة شوغرن (Sjogren’s syndrome)
- مرض باركنسون
- التهاب الغدد اللعابية
- مرض الزهايمر
- نقص فيتامين B12
- نقص عنصر الزنك
- فطريات في الفم (القلاع)
- التدخين المفرط
5. الآثار الجانبية لتناول بعض الأدوية
قد يؤثر تناول بعض الأدوية على فقدان حاسة التذوق مثل:
- مثبطات مضخة البروتون
- مثبطات بروتين كينيز (protein kinase inhibitors)
- بعض أدوية مضادات الفطريات
6. التقدم في العمر
يعتبر أكثر الأشخاص عرضه لضعف حاسة التذوق، والقدرة على التفرقة بين النكهات، هم كبار السن من تزيد أعمارهم عن 80 عام. ويمكن لبعض النساء ان يبدأن في فقدان حاسة التذوق بعد سن الأربعين، اما بالنسبة للرجال فقد يبدأ حدوث تغير في قدرة التذوق في الخمسينات من العمر. ولكن ليس الامر متعلقا دائما بالتقدم في العمر، لذا فأنه يوصى باستشارة الطبيب لمعرفة السبب الكامن وراء ضعفها أو فقدانها.
طرق التشخيص
ولأن التشخيص هو الخطوة الأولى من أجل تحديد المسببات المرضية، وانسب طرق العلاج. لذا فإن الطبيب قد يطرح مجموعة من الأسئلة مثل:
- التاريخ الطبي للعائلة.
- الأدوية التي يستخدمها المريض.
- التعرض لمواد كيميائية سامة مثل المبيدات الحشرية.
- ماذا كان المريض مدخن.
- أي اعراض أخرى مصاحبة لفقدان حاسة التذوق.
- فحص الفم والانف والتنفس للبحث عن أي علامات تدل على وجود عدوى أو التهابات.
- طلب اختبار الدم لمعرفة السبب الكامن وراء فقدان القدرة على التذوق.
كما قد يقوم الطبيب باستخدام انوع معينة من المواد الكيميائية مباشرة على لسان المريض أو إضافتها إلى محلول، يقوم المريض بمضمضته لتحديد مدى استجابة المريض لتلك المواد، وتحديد الجانب المتضرر من حاسة التذوق.
طرق العلاج
من اجل تلقي العلاج الصحيح، يجب ان يقوم الطبيب أولا بتشخيص الحالة ومعرفة اسباب فقدان حاسة التذوق. حيث قد ينتج عن بعض الحالات المرضية خسارة دائمة لحاسة التذوق أو قد تكون إصابة مؤقته يمكن علاجها مثل:
- إذا كانت ناتجة عن التدخين المفرط: فعلى المريض التوقف عن التدخين.
- في حالات الحساسية واعراض نزلات البرد والتي قد تضعف حاسة التذوق أو تسبب فقدان مؤقت لها: قد يصف الطبيب مضادات الهيستامين.
- في حالة تناول أدوية تسبب جفاف الفم: فقد يصف الطبيب دواء أخر.
- في حالات التهاب الحلق، أو الغدد اللعابية، أو التهاب الجيوب الانفية: قد يصف الطبيب بعض أنواع المضادات الحيوية.
وفي النهاية، دائما ستظل نصيحتنا لك هو الحفاظ على صحتك بوجه عام والتوقف عن ممارسة العادات الصحية السيئة مثل التدخين، وشرب الكحوليات، واهمال نظافة اللثة والاسنان. وذلك حتى تتفادى بقدر الإمكان خطر الإصابة باي من الامراض المزمنة أو التي قد تؤرق صفو حياتك حتى تتمكن من التماثل للشفاء. وإذا كنت في حاجة إلى استشارة طبيب، يمكنك الاتصال بطبيب متخصص عن طريق هذا الرابط.ا