إن الرضاعة الطبيعية تعد بمثابة رابط قويي بين الأم وطفلها، إضافة إلى أنها تمد الطفل بكافة احتياجاته الغذائية ورفع قدرته على مواجهة الكثير من الأمراض، ولكن إلى متى سوف يظل الطفل يمارس الرضاعة الطبيعية من أمه؟ وهل هناك موعد محدد من أجل فطام الطفل ؟ دون تأثير على صحة طفلها أو حرمانه من فوائدها.
حليب الأم هو الأساس
إذا ما رجعنا للدراسات العلمية فيما يخص فطام الطفل سوف نعي جيدا أن لبن الأم هو أساس غذاء الطفل، وخاصة في الست الأشهر الأولى من عمر، فلبن الأم وقتذاك كفيل أن يلبي الطفل بكافة احتياجاته الغذائية دون الاحتياج لما دونه خلال تلك الفترة، وعليه فإنه لا ينبغي على الأم أبدا، أن توقف الرضاعة الطبيعية لطفلها قبل الستة أشهر الأولى من عمره حتى لا يؤثر ذلك على صحته.
التوقف عن الرضاعة
بعد مرور تلك الفترة، تبدأ الأم بادخال بعض المكملات الغذائية الداعمة لطفلها بجانب الرضاعة الطبيعية، ولعل السبب في ذلك أن الطفل ينمو ويكبر، وأن الرضاعة وحدها لا تكفي بسد احتياجاته، فهو في حاجة إلى كمية أكبر من الطاقة والفيتامينات والمعادن، فلبن الأم بعد الستة أشهر لم يعد بذات درجة الأهمية عن ذي قبل، إلا أن الطفل مازال ينهل من فوائدها التي لا تنتهي، وعليه فإنه من الأفضل أن تداوم الأم على الرضاعة الطبيعية بعد الستة أشهر الأولى بالإضافة إلى المكملات الغذائية.
أما عن تحديد موعد لإيقاف الرضاعة الطبيعية فقد يكون ليس لها ميعاد محدد وتترك تلقائيا للطفل يحددها بمفرده، فهو وحده سوف يقرر الابتعاد عن ثدي أمه، ولكن لاعتبارات أخرى فإنه من المفضل أن يتم التوقف عن الرضاعة الطبيعية ما بين العام والنصف والعامان.
ولا حرج في ذلك فالطفل كلما كبر، كلما كان مدى احتياجه للبن أمه أقل، ومدى احتياجه للغذاء الخارجي أكبر، إذ أن لكل مقام مقال، فلبن الأم قد أدى دوره على الوجه الأكمل، وسار الدور على الآن على الغذاء الخارجي لسد احتياجات الطفل، ولذلك كان الفطام.
اقرئي أيضا: هل يجب إعطاء أي فيتامينات للطفل أثناء الرضاعة؟
فطام الطفل
فطام الطفل هو عبارة عن تقديم المكملات الغذائية للطفل بالإضافة إلى التوقف عن الرضاعة الطبيعية، والذي يكون ما بين العام والعامان من عمر الطفل، ولا بد أن تتم بصورة تدريجية حفاظا على صحة الأم ومنع حدوث اضطرابات بثيدييها كالاحتقان والآلام، كذلك حفاظا علي الرابطة القوية التي تجمع ما بين الأم وطفلها على حد سواء.
وتختلف عملية الفطام ما بين طفل وآخر فقد تستغرق في مجملها نحو بضعة أسابيع يتكيف الطفل خلالها بسرعة على هذا الوضع الجديد، وقد تستمر لعدة شهور حين تجد الأم صعوبة لدي الطفل في البعد عن الرضاعة الطبيعية، وعلى الأم حينئذ التحلي بالصبر.
نصائح مهمة عند الفطام
وحتى تسير الأمور على ما يرام، يراعى اتخاذ خطوات محددة لنجاح عملية الفطام وجعلها تمر بطريقة آمنه، وذلك على النحو التالي:
- البدء في تقليص عدد مرات الرضاعة الطبيعية لدى الطفل، فبدلا أن تكون ثمانية مرات على سبيل المثل، تصبح خمس أو ست مرات وهكذا، ولحقيقة القول فإن ذلك يحدث فعليا بعد الشهر السادس بمجرد إدخال المكملات الغذائية لطعام الطفل بجانب الرضاعة الطبيعية.
- تقصير مدة الرضاعة الطبيعية وتشتيت انتباه الطفل باللعب معه أو عطائه لعبة تشتت انتباهه عن الرضاعة، أو إعطائه مأكولات يحبها وقت الرضاعة وهكذا.
- إلغاء جلسة أخرى من جلسات الرضاعة الطبيعية وإعطاء الطفل وجبة يحبها في الوقت المحدد للرضاعة، فإن رفض نعطيه زجاجة الرضاعة، وإن رفض نحاول معه مرة أخري.
وتستمر الأم على ذلك إلى أن تتوقف الرضاعة الطبيعية بشكل نهائي، ويصبح الطفل معتمدا بصورة كاملة على الغذاء الخارجي.
إرشادات هامة
- يجب على الأم أثناء الفطام عدم جعل طفلها يري ثديها عاريا، وكذالك يفضل ألا ترتدي الأم الملابس المفتوحة من عند صدرها حتي يتسنى لطفلها النسيان.
- يجب على الأم عدم ترك طفلها أثناء فترة الفطام مع الآخرين حتى لا يتسبب ذلك في ضغوط نفسية على الطفل، فهو في غنى عنها خاصة تلك الفترة.
في النهاية عزيزتي الأم نحن دائما بجانبك، ويمكنك أن تقومي باستشارة أحد أطبائنا.. من هنا لأي استفسار طبي عن صحة طفلك أو صحتك بكل خصوصية.
اقرئي أيضا: