يولد الطفل وينتظر الآباء أن يعتمد على نفسه في العمليات الأساسية ومنها التخلص من الحفاضات والذهاب إلى الحمام بمفرده، ويعد هذا من مراحل تطور الطفل، وفي الوقت نفسه يقلق الآباء عندما يتأخر الطفل في استعداده لاستخدام الحمام، لهذا فإن على الآباء معرفة أن تعليم الطفل دخول الحمام بمفرده يحتاج إلى صبر وعدة أشهر للتعلم، ويحتاج إلى فترة كبيرة قد يخفق فيها، في هذا المقال ستتمكنين من تعليم طفلك دخول الحمام وكيف تستعدين نفسياً لمحاولاته غير الناجحة.
توقيت دخول الحمام للأطفال
يتساءل الآباء متى أعلم ابني أن يدخل الحمام ؟ وهل يحتاج إلى القصرية أو النونية؟ تعليم الطفل دخول الحمام يحتاج إلى وقت ، لكن بإمكانك البدء في تدريبه من سنة ونصف حتى عمر 3 سنوات، وفي العادة يبدأ الأطفال في الاستغناء عن الحفاضة ودخول الحمام من عمر سنتين إلى 3 سنوات، ويحتاج تدريب الطفل وقت من 6:3 أشهر.
نصائح عند تعليم الطفل دخول الحمام
بعض الأمهات والآباء يضغطون على أبنائهم عند دخول الحمام ، والبعض الآخر يستخدم التعنيف البدني أو اللفظي ، ورغم هذا يجدون أن التعنيف لا يجدي ، ولا يعرفون أن الخطأ ليس في الطفل ، ولكن في الطريقة التي اتبعوها في التعامل معه، فهل ستفعلين مثلهم أم تتصرفين بطريقة أفضل وتفعلين التالي ؟
- لا تقارني طفلك بغيره من أبناء العائلة، في توقيت دخول الحمام ، فحاولي أن تبقى هادئاً، وتتجنبي المقارنة.
- هناك علامات نمو تبدو على طفلك عند استعداده لدخول الحمام، سنتطرق إليها في هذا المقال، ابدأي في هذا الوقت ولا تبدأي قبل ذلك أو بعد ذلك، فاختيار التوقيت المثالي للطفل يريح الوالدين.
- من الأفضل أن تعاملي طفلك على أنه طفل وليس شخص بالغ، لهذا تكلمي معه عن البول والبراز بأسماء ليست علمية ولكن سهلة عليه.
- لا تلحي على طفلك لاستخدام المرحاض، فقد تجعله يعند ويرفض الدخول؛ فبعض الآباء يرغبون في توفير ثمن الحفاضات والبعض الآخر يرى أن الطفل كبر على التبول في الحفاضة ، لهذا يقررون أن عليهم الضغط عليه، ولكن هذا سيؤخر تدرب إبنك على دخول الحمام.
- الفئات الأكثر استعداداً لدخول الحمام هم الفتيات دون الذكور، لهذا استغلي هذه المعلومة عند تعليم ابنتك.
كيف أعرف عن طفلي مستعد ؟
عند تعليم الطفل دخول الحمام لا يبالي الآباء بمعرفة أن الطفل مستعداً جسدياً ونفسياً لدخول الحمام لأن انتظار الطفل ليقوم بذلك بنفسه يهدر الكثير من المال في ثمن الحفاضة، فبعضهم يكون مستعدا عند عمر سنتين ونصف، لهذا تعرفوا على أعراض استعداد الطفل لدخول الحمام، وهي:
الاستعداد الجسدي لدخول الحمام
يعني الاستعداد الجسدي أن عضلات مثانة الطفل أصبحت قوية وبدأ في التحكم في التبرز والتبول، لهذا نجد أن الصغار والرضع تحديداً يبللون أنفسهم ويبللون الآباء عند تغيير الحفاضات، لأنهم لا يتحكمون في المثانة، ويسمى هذا بمجموعة من الاستعدادات الجسدية للطفل، وهي:
- التحكم في التبول أو التبرز في الحفاضة لمدة ساعتين في النهار.
- إن كان التبرز والتبول منتظم وغير مضطرب، بمعنى أنه يستطيع أن يشير إلى رغبته في التبرز.
- إن كان الطفل قادراً على التحدث والنطق.
- معرفة كيفية الصعود والنزول على الكراسي والطاولات وغيرها من الأشياء.
- إن كان يستطيع خلع البنطلون بنفسه ، بعد تعليمه كيف يبدل ملابسه.
- إن كان يقوم بعمل حركات تدل على رغبته في الحمام ؛ مثل أن يقوم بحركة القرفصاء.
الاستعداد النفسي لدخول الحمام
يحتاج الاستعداد النفسي إلى صبر أكثر من الاستعداد الجسدي، وهذا لأن الطفل لديه شخصية مستقلة، لذا إذا رأيتِ على الطفل مجموعة من الاستعدادات النفسية، يمكنك تشجيعه عليها ، إن كان لديه القدرة الجسدية، لأن الاستعداد النفسي سيأتي مع التعامل الجيد من الآباء والتصرف تجاه تعليم الطفل دخول الحمام بصورة جيدة، ومن العلامات التي تدل على الاستعداد النفسي:
- النطق بجمل تدل على رغبة الطفل في تغيير الحفاضة.
- الرغبة في التخلي عن الحفاضة والانزعاج منها ، والرغبة في ارتداء الملابس الأخرى.
أدوات تعليم الطفل دخول الحمام
تساعد الأدوات التي تحضرينها على تعليم الطفل دخول الحمام بسهولة ، لأنها قد تحببه في دخول الحمام، وهي:
- القصرية أو النونية ، من الأفضل أن تذهبي مع طفلك وتجعليه يختارها بنفسه، حتى يحب الجلوس عليها.
- كرسي حمام صغير مناسب للأطفال لاستخدامه، في الاعتلاء والوصول إلى المرحاض.
- ملابس داخلية تحتية أو سراويل داخلية مصنوعة من القطن ويمكن سحبها، لتشعر الطفل أنه لن يتخلى عن الحفاض بشكل كلي.
- مساند الحمام ، مهمة جداً في عملية تشجيع الطفل على دخول الحمام ، والصعود إلى المرحاض.
- هناك سراويل قابلة للامتصاص ، فهي تساعد طفلك على امتصاص البلل والتدرب على دخول الحمام.
- شراء مقاعد التدريب المستخدمة على سطح المرحاض، ميزتها أنها مبطنة وتريح طفلك عند الجلوس على المرحاض.
تحدثي مع طفلك عند سيرك على الأقدام أو بالعربة عن الأدوات المهمة له ، ولماذا ستشترون هذه الأشياء، ويمكنك أن تساعديه على تعلم دخول الحمام من خلال رؤية فيلم كارتون فيه طفل تعلمه أمه أن يدخل الحمام.
تدريب الآباء على تعليم الطفل دخول الحمام
قبل أن تبدأي مشوار تعليم الطفل دخول الحمام ، تعلمي كيف تستعدين نفسياً، لتجربة تعليم إبنك شيء يفيده، عن طريق التالي:
- لا تأخذي الأمور في بدايتها على محمل الجد وتتعاملي بأسلوب غير مرن مع طفلك، المرونة ستقطع عليكَ نصف الطريق، تعلمي عن مراحل تطور الطفل وراقبي طفلك فإن النمو يختلف من طفل إلى آخر.
- شجعي طفلك على دخول الحمام ، بشراء واختيار أدوات الحمام الخاصة به بمساعدتك وليس العكس.
- تحدثي مع ابنك بأسلوبه وبالطريقة التي يفهمها لتشجعيه على الحمام.
- إذا تبلل الطفل لا تقومي بتوبيخه ولكن بهدوء قولي له أن يجلس على النونية ليفهم أن عند الحاجة إلى التبول يجب أن يجلس عليها.
- إذا رفض الطفل فكرة القصرية وخاف منها، قومي بتنحية النونية لمدة أسابيع ، وهي مرحلة تتطلب تعود.
- إذا كان الطفل مستعداً اطلبي منه خلع الملابس بمفرده، وشجعيه على هذا.
- لا تشعري بالضيق حين يدخل طفلك الحمام مرة ولا يدخله المرة الثانية.
- لا تضغطي عليه حتى لا يشعر بالخوف عند استخدام النونية، لهذا عليك أن تصبري في البداية حتى يعتاد استخدامها.
- استعدي لتغيير خططك حول طريقة تعليم الطفل دخول الحمام ، باختلاف الفصول ، وهذا لأن بعض الناس يفضلون تأجيل عملية التعلم إلى فترة الصيف حتى لا يمرض الطفل بسبب خلع ملابسه لفترة طويلة.
- عرفي الجميع أنك بدأت في تعليم إبنك دخول الحمام، وأخبري الروضة “الحضانة” أو إن كنتِ في عملك يمكنك إخبار الأشخاص الذين يجلسون مع الطفل.
- في البداية قد يجيب الطفل عليكَ بـ “لا” عند سؤاله عن رغبته في التبول، لا تأخذي إجابته على أنها قاطعة ، وقولي له إذهب للحمام وبعدها سنلعب اللعبة التي تحبها.
- من الأفضل عند التعامل مع الطفل ، تركه يلعب دون سراويل أو حفاضة وتذكيره أن النونية بجانبه ويمكنه استعمالها.
- لا يتعلم الطفل الجلوس والصعود بسهولة وقد يشعر أحياناً بالرغبة في عدم التسلق إلى المرحاض، لذا شجعيه بهدوء وأخبريه أنك ستقرأين له قصة وهو يجلس على المرحاض، واقرأيها فعلاً.
- شجعي الطفل على استعمال القصرية، وأكدي له أن هذا أمراً طبيعياً وليس إنجازاً، ولكنه يستحق التشجيع عليه.
أساسيات يجب أن يتعلمها الطفل عند دخول الحمام
عند دخول الحمام للمرة الأولى، إبنك لا يعرف كيف يفتح مقبض “الشطاف” وكيف يقفله وقد يخلط بين الاتجاهات للفتح والغلق، لهذا أنتِ بحاجة إلى تعليمه عدة أمور ليعتمد على نفسه بعد هذه المرحلة، وهي:
- علمي إبنك كيف يستخدم مقبض “الشطاف”، لغسل نفسه بعد التبرز والتبول.
- علمي إبنك كيف يتسخدم مقبض” السيفون” ، وأخبريه أنه يتم تشغيله لتنظيف المرحاض عن طريق الماء الذي ينزل منه، من الممكن أن تفتحي له الغطاء وتعرفيه كيف يعمل “السيفون”، وأنه ضروري لتنظيف المرحاض من الداخل، فقد تكون هذه تجربة أخرى تجعله يخبرك برغبته في دخول الحمام.
- علمي إبنك ضرورة غسل يديه بعد الحمام ، حتى تكون نظيفة ، وقولي له أن هناك كائنات صغيرة اسمها الميكروبات ضارة بأجسامنا إن بقيت حية على اليدين.
قيّم التقدم في مرحلة التدريب
في هذه المرحلة أنتِ تراقبين طفلك وتقيمينه في مرحلة التدريب، إن كان يتقدم ويتعلم المهارات بشكل تدريجي فإبنك على طريقه لتكملة المهارة كاملة ، وسيصبح خلال فترة مستعداً لدخول الحمام بمفرده، إن لم يكن يتفاعل مع تجربة التعلم، فاستعملي الحفاضة واتركي القصرية لمدة، ثم ارجعي لهذه التجربة مرة أخرى عند استعداده.
التدريب الليلي عند تعليم الطفل دخول الحمام
يحتاج التدريب الليلي من أشهر إلى سنوات ، وهو يختلف عن التديب النهاري، وهذا لأن النوم لم يكتمل لديه ليتحكم في المثانة في وقت النوم ، لهذا اتبعي هذه النصائح عند تعليم الطفل دخول الحمام ليلاً، وهي:
- احرصي على أن يرتدي طفلك الحفاضة في أثناء وقت النوم.
- حاولي أن تنزع الحفاضة عن طفلك قبل سن ثلاث سنوات عندما ترين أن إبنك يستيقظ وحفاضته جافة لمدة عدة أيام متتالية، مع الحرص على وضع مفرش بلاستيكي ليمتص البلل، ولا تنهري طفلك في هذه الحالة لأن عدم الاستقرار طبيعي.
- احرصي على أن يدخل الحمام قبل النوم.
- لا تعطيه الكثير من السوائل قبل النوم ، الكمية العادية من الماء تكون من 6 إلى 8 أكواب واحرصي على أن يشرب الماء بالنهار حتى يعتاد على شرب الماء، وحتى تحميه من الجفاف.
- أضئي غرفة طفلك من خلال وضع إنارة بسيط ، وأبقى القصرية بجواره.
في الختام؛ عندما ترغبين في تعليم طفلك دخول الحمام ، فانتظري حتى يبقى مستعداً جسمانياً، وساعديه على الدعم النفسي، وتغلبي على مخاوفك في معرفة إن كان سينجح في اكتساب المهارة بعد عمر قصير، وتجنبي المقارنة لأنها ستزيد من الوضع سوءاً، لذا حاولي أن تعلميه دخول الحمام بصبر.