الإصابة بسرطان الثدي من أصعب الأمور التي قد تواجهها أي امرأة، وخاصة حينما يحين الوقت التعامل مع التغيرات المصاحبة لهذه الإصابة. ومن أكثر نواحي الحياة التي تتأثر لدى العديد من السيدات هي الحياة الجنسية، لذا حرصاً منا على تخفيف هذه الرحلة الصعبة على كل سيدة مصابة، نقدم لكِ المقال التالي لتعرفي كيف تتأثر الحياة الجنسية لمريضة سرطان الثدي وأبرز المشاكل التي تواجهها، وبعض النصائح التي يمكن أن تساعد في تحسين هذه المشاكل، بالإضافة لمعلومات أخرى قد تهمك معرفتها، فاحرصي على المتابعة عزيزتي.
الحياة الجنسية لمريضة سرطان الثدي
الإصابة بسرطان الثدي يمكن أن يتسبب في حدوث الكثير من التغيرات للحياة الجنسية للمريضة، مثل التغيرات التي تحدث في الجسم وما تُحدثه الآثار الجانبية الناتجة عن العلاج، بالإضافة إلى حدوث صعوبات في الحميمية بين الزوجين.
وعلى الرغم من أن العديد من الأشخاص يواجهون صعوبة في التحدث عن الحياة الزوجية والمشاكل الجنسية التي تحدث، إلا أنه وفقاً للدراسات، يُعتبر حدوث مشاكل في الحياة الجنسية بعد الإصابة بسرطان الثدي أمر شائع للغاية، فما يقرب من 70% من المصابات تعانين من حدوث مشكلة ما.
وإليكم أبرز المشاكل التي تواجه الحياة الجنسية لمريضة سرطان الثدي:
1- تغيرات جسدية
الخضوع لعلاج سرطان الثدي أو أي جراحات متعلقة به يمكن أن تؤثر على الجسم، فأحياناً تتسبب في الشعور بالألم حول الثدي وفي أماكن أخرى من الجسم. وهذه الآلام تؤثر يشكل أو ما على العلاقة الجنسية وتأثيرها، وتجعل رغبة المرأة في العلاقة تقل.
كما تحدث تغيرات في الشكل مثل، خسارة الشعر ووجود ندوب جراحية أو استئصال الثدي أو تغيرات في الوزن، وكل هذا يؤثر على الحياة الجنسية لمريضة السرطان.
2- انخفاض الرغبة الجنسية
التغيرات النفسية والجسدية الناتجة عن الإصابة بسرطان الثدي وعن العلاجات المتبعة، تجعل العلاقة الجنسية آخر الأمور التي تفكر بها المراة عادة، وأحياناً يمكن أن تتسبب العلاجات في الوصول لسن اليأس في وقت مبكر، مما يجعل المرأة عرضة لكل التغيرات المصاحبة، من ضمنها قلة أو انخفاض الرغبة الجنسية.
3- جفاف المهبل
يُعتبر جفاف المهبل من الآثار الجانبية لعلاجات سرطان الثدي، وحدوث هذا قد يزيد من صعوبة القيام بالعلاقة الزوجية، مما قد يؤثر على الحميمية بين الزوجين. وعادة ما يُنصح باستخدام المزلقات أو مرطبات المهبل لتقليل الجفاف ولزيادة الرطوبة في هذه المنطقة.
4- الشعور بألم أثناء العلاقة
بعض علاجات سرطان الثدي قد تتسبب في الشعور بالألم أثناء القيام بالعلاقة، ويجب التحدث مع الطبيب في حالة حدوث هذا، لتحديد مكان حدوث الألم وموعده وسبب حدوثه واختيار العلاج المناسب.
5- تغيرات مزاجية
الإصابة بسرطان الثدي والخضوع للعلاج يمكن أن يتسبب في حدوث مشاكل نفسية وتغيرات مزاجية مثل، الشعور بالكتئاب ووجود أفكار سلبية ومشاعر جياشة تؤثر على ثقة المرأة بنفسها، مما يؤثر بدوره على علاقتها مع الشريك.
هل سرطان الثدي معدي للزوج؟
مرض السرطان ليس معدي، فلا يمكن انتقال السرطان من شخص لآخر عن طريق التواصل القريب مثل، العلاقة الجنسية أو التقبيل أو اللمس أو حتى مشاركة بعض الأغراض أو التنفس بالقرب من مريض السرطان.
وتوجد عوامل كثير قد تؤدي للإصابة بالسرطان، ولكن ليس من ضمنها انتقال الخلايا السرطانية من مريض لشخص صحي، فعند وجود أي أجسام غريبة يقوم الجهاز المناعي بتدميرها وحماية الجسم.
هل المصابة بسرطان الثدي تحمل؟
يمكن أن تؤثر بعض علاجات سرطان الثدي على خصوبة المرأة وقدرتها على الحمل، فيمكن أن يُحدث العلاج الكيميائي لسرطان الثدي بعض الأضرار في المبايض، والتي قد تتسبب أحياناً في حدوث العقم.
وعلى الرغم من هذا، يمكن أن تُصبح بعض النساء حوامل بعد انتهاء العلاج، ويُعتبر أفضل وقت لمعرفة فرص حدوث الحمل أو نجاح حدوثه، هو قبل البدء في علاج السرطان، حيث يُنصح بالتحدث مع الطبيب لمعرفة ومناقشة جميع الخيارات المتاحة وتحديد الأفضل.
نصائح لإحياء الحياة الجنسية لمرضى سرطان الثدي
بعد معرفة كيف تتأثر الحياة الجنسية لمريضة سرطان الثدي، إليكم بعض الاقتراحات لتحسين الحميمية بينك وبين شريكك، بعد الإصابة بسرطان الثدي:
- التحدث مع الشريك بكل صراحة عن كل ما تشعرين به في تلك الفترة، فقد يكون هو الآخر لديه بعض القلق فيما يتعلق بالعلاقة الجنسية، ولكن يشعر بالتردد في التحدث عن الأمر.
- تجربة أشكال أخرى من الحميمية غير العلاقة الكاملة مثل، إمساك اليدين، الحضن أو التقبيل أو التقارب الجسدي.
- يمكنكِ الانضمام لمجموعات المساندة، في حالة توافرها بالقرب منك، فمشاركة أفكارك مع أشخاص يمرون بنفس ما تمرين به يمكن أن يساعدكِ في تخفيف التوتر ومعرفة ما يمكن فعله.
- تعاملي مع الأمور بتروي وبطء، فلا يمكن تحسين المشاكل الجنسية في يوم، لذا قومي بعمل تغيرات صغيرة على مدار الوقت، ولا تعرضي نفسك لأي ضغط.
- يمكن الاستعانة بطبيب نفسي أو مختص في العلاقات الزوجية، لمعرفة أفضل طرق التعامل مع المشاكل التي تؤثر على الحياة الجنسية، سواء النفسية أو الناتجة عن علاج سرطان الثدي.
- قومي بعمل اللازم لجعل العلاقة الجنسية مريحة مرة أخرى، فيمكن تجربة وضعيات جديدة لتجنب أي ألم في المناطق المتورمة، أو استخدام وسائل مساعدة.
- أداء بعض التمارين الرياضية، فممارسة الرياضة يمكن أن تُحسن من الصحة بشكل عام وتزيد من طاقتكِ.
- قومي بعمل الأشياء الصغيرة التي يمكن أن تزيد من ثقتك بنفسك مرة أخرى وتجعلكِ أكثر راحة مثل، تصفيف شعرك بطريقة جديدة، قراءة كتاب، التحدث مع الأصدقاء أو حتى الحصول على مساج.
وفي النهاية، تذكري عزيزتي القارئة أن صحتكِ النفسية خلال فترة العلاج من سرطان الثدي أهم شئ، فلا تضعين أي ضعط زائد على نفسك وتعاملي مع الأمور بهدوء، فكل المشاكل المحتمل ظهورها يمكن التعامل معها والتكيف مع آثارها، فقط احرصى على التركيز على الشفاء والراحة، ونتمنى لكِ دوام الصحة والعافية.