الحويصلات الهوائية هي حقائب هوائية صغيرة جدًا في الرئتين ذات الدور الحيوي في عملية التنفس. وفي هذا المقال سنتعرف عليها بشيء من التفصيل، تعريفها، ووظيفتها، وأهم الأمراض التي تصيبها، وأهم النصائح لتفادي الضرر.
تعريف الحويصلات الهوائية
تعرف الحويصلات الهوائية (بالإنجليزية Alveoli) بأنها حقائب هوائية صغيرة جدًا في نهاية القصيبات bronchioles، حيث تحدث بها عملية تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون أثناء عملية التنفس مع الشهيق والزفير.
شكل الحويصلات الهوائية وتكوينها
تشبه الحويصلة الهوائية البالون الصغير، وتعتبر أصغر أجزاء الجهاز التنفسي، وتتواجد في جميع نواحي الرئتين في مجموعات، إذ أنها آخر جزء من تفرعات الشجرة التنفسية respiratory tree (وهي مصطلح يصف تفرعات الجهاز التنفسي التي تنقل الهواء من الأنف والفم إلى الرئتين، وتتضمن القصبة الهوائية، والشعب الهوائية، والقصيبات)، وتحتوي على جدران رقيقة للغاية تسمح بعملية تبادل الغازات بينها وبين الشعيرات الدموية.
خلايا الحويصلات الهوائية
تتكون الحويصلة الهوائية من نوعين من الخلايا، لكل وظائفها الخاصة، وهما:
- النوع الأول من الخلايا الرئوية Type I pneumocytes: وهي الخلايا المسئولة عن عملية تبادل الغازات.
- النوع الثاني من الخلايا الرئوية Type II pneumocytes: وهي تنتج مادة تُخفض التوتر السطحي Surfactant مما يمنع انهيار الحويصلات الهوائية، كما أنها تتحول إلى النوع الأول لإصلاح أي تلف كما يشير أحد المصادر.
- نوع من الخلايا المناعية يسمى البلاعم السنخية alveolar macrophages: وهي المسئولة عن تنظيف الجزئيات التي يتم استنشاقها، والتخلص من البكتيريا والخلايا الميتة.
كم عدد الحويصلات الهوائية في الرئتين؟
يختلف عدد الحويصلات الهوائية بين كل شخص وآخر، ويقدر عددها بملايين الحويصلات الهوائية، فوفقًا لأحد المصادر يتراوح عددها بين 274 – 790 مليون حويصلة بمتوسط 480 مليون.
ما وظيفة الحويصلات الهوائية؟
تعتبر الحويصلة الهوائية الجزء الهام لعملية التنفس التي تتضمن:
- خروج ودخول الهواء من وإلى الرئتين.
- تبادل الغازات بين الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.
- تدفق الدم إلى الرئتين.
عندما تتنفس، يتدفق الهواء من الأنف والفم إلى القصبة الهوائية ثم إلى الشعب الهوائية ثم إلى تفرعات أصغر فأصغر حتى يصل إلى الحويصلات، حيث تنتقل جزيئات الأكسجين عبر طبقة واحدة من خلايا الرئة، ثم عبر طبقة خلية واحدة في الشعيرة الدموية كي تدخل إلى مجرى الدم
أما ثاني أكسيد الكربون -الذي يعتبر منتج ثانوي للعملية التي تتم في الخلايا باستخدام الأكسجين لإنتاج الطاقة-، وبمجرد دخول الأكسجين إلى مجرى الدم، ينتقل من الشعيرات الدموية إلى الحويصلات ثم يتم طرده خارج الجسم من الأنف والفم أثناء عملية الزفير.
يتضح تفسير عملية تبادل الغازات في الجهاز التنفسي أن تركيز الأكسجين في الحويصلات الهوائية أعلى من الشعيرات الدموية، والعكس صحيح بالنسبة لثاني أكسيد الكربون، حيث تنتقل الجزئيات من الوسط الأعلى تركيزًا إلى الوسط الأقل تركيزًا.
كيف تتأثر الحويصلات الهوائية؟
تتأثر الحويصلات الهوائية بالعديد من العوامل ونذكر منها ثلاث عوامل رئيسية وهم: التقدم الطبيعي في العمر، والأمراض، والتلوث والتدخين.
التقدم في العمر
قد تؤثر الشيخوخة على الجهاز التنفسي حيث تقل سعة الرئتين نظرًا لضعف عضلات الصدر، كما أن كبار السن معرضون لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي سواء من البكتيريا أو الفيروسات بصورة أكبر.
التدخين والملوثات
تؤكد الكثير من المصادر إلى أن التدخين يؤذي الرئتين وينتج عنه الكثير من أمراض الرئتين مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن والتهاب الشعب الهوائية المزمن، حيث يسبب التدخين تهيج الحويصلات الهوائية والقصيبات وإتلاف بطانة الرئتين. ومع مرور السنوات، يسبب الدخان ندوب في الرئة مما يؤثر على عملية تبادل الغازات، ويعتبر هذا التلف دائمًا.
وقد تتأثر الحويصلات بالملوثات أيضًا مثل التدخين السلبي، والأتربة، والكيماويات، عوادم السيارات، والانبعاثات الصناعية وغيرها من الملوثات.
الأمراض
هناك الكثير من الأمراض التي قد تصيب الحويصلات الهوائية ونذكر منها:
- الالتهاب الرئوي Pneumonia: وينجم عن العدوى بأنواعها، حيث تلتهب الحويصلات في رئة واحدة أو في الرئتين، وتمتلئ بالصديد مما يجعل التنفس صعبًا.
- انتفاخ الرئة Emphysema: وهي مرض مزمن، وعادة ما يصيب من لديه تاريخ من التدخين حيث يعاني المريض من التهابات الرئة مسببة تدمير الحويصلات الهوائية، مما يؤدي إلى عدم تأديتها لوظيفتها بصورة صحيحة إذ تفقد قرتها على التمدد أو الانكماش أثناء الزفير فينتج عن ذلك حبس الهواء.
- سرطان الرئة Lung cancer: قد ينبع سرطان الرئة من الحويصلات.
- التليف الرئوي مجهول السبب Idiopathic pulmonary fibrosis: حيث تتندب الجدران المحيطة بالحويصلات، وتزداد سُمكًا.
- متلازمة الضائقة التنفسية الحادة Acute Respiratory Distress Syndrome: وهي حالة مهددة للحياة، حيث تتراكم السوائل في الحويصلات الهوائية مما يمنع عملية تبادل الغازات.
- متلازمة الضائقة التنفسية Respiratory Distress Syndrome: قد تظهر هذه الحالة عند الأطفال المولودين قبل أوانهم، إذ لا يوجد عندهم ما يكفي من المواد الخافضة للتوتر السطحي Surfactants مما يعني وجود مساحات أقل لحدوث تبادل الغازات.
- الوذمة الرئوية Pulmonary edema: وهي حالة تنجم عن تراكم الكثير من السوائل في الرئتين حيث تتراكم في الحويصلات، مما ينتج عنه فشل الجهاز التنفسي، وهو حالة يصبح مستوى الأكسجين فيها منخفضًا في الدم.
كيفية الحفاظ على صحة الحويصلات الهوائية
للحفاظ على صحة الحويصلات والجهاز التنفسي بصفة عامة، ينصح بالاتباع النصائح الآتية:
- محاولة الابتعاد عن مصادر التلوث عن طريق استخدام منقي الهواء، وارتداء قناع الوجه في الأيام التي تنتشر فيها الملوثات مثل حبوب اللقاح، أو الرياح المحملة بالغبار.
- الابتعاد عن التدخين.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- تناول الوجبات الصحية الغنية بالفيتامينات والمعادن.
- الحرص على زيارة الطبيب للكشف على الصحة العامة بصفة دورية.
- الحفاظ على صحة الجهاز المناعي.