تتواجد الجراثيم في كل مكان فهي تعيش في الماء، وفي الهواء والطعام والنباتات وحتى في جسم الانسان. إلا أن الجهاز المناعي بأجزائه بما في ذلك الأجسام المضادة يلعب دور محوري في صد هجوم تلك الجراثيم مما يقلل من نسب الإصابة، لذا فإنه من الضروري التعرف على ما هي الأجسام المضادة ووظائفها وكيفية تعزيز دورها في مقاومة مسببات الأمراض.
ما هي الأجسام المضادة ؟
تعرف أيضا باسم الجلوبولين المناعي وتتكون من البروتين الوقائي والذي يقوم الجهاز المناعي بإنتاجه استجابة لوجود مادة غريبة أو جراثيم بالجسم تسمى المستضد، حيث تقوم خلايا الدم البيضاء المتخصصة والتي تسمى الخلايا الليمفاوية بإنتاج الأجسام المضادة والتي تقوم بدورها على تحديد تلك المستضدات والالتصاق بها من أجل تدميرها حتى يستعيد الجسم عافيته.
وظائف الأجسام المضادة
تقوم بثلاث وظائف رئيسية هي:
- يتم إنتاج الأجسام المضادة في الدم والغشاء المخاطي، حيث تلتصق بالأجسام الغريبة وتدمرها مثل مسببات الأمراض والسموم.
- تعمل على تنشيط النظام المكمل لتدمير الخلايا البكتيرية عن طريق التحلل بعمل ثقوب في جدار الخلية.
- تسهل عملية البلع للمواد الغريبة (البلعمة) بواسطة الخلايا البلعمية.
أنواع الأجسام المضادة
يمكن تجميعها في خمس فئات وفقا لنشاطها ومنطقتها الثابتة، ولقد تم تصميم كل فئة بحرف مرفق لاختصار كلمة الجلوبولين المناعي immunoglobulin كالتالي IgG و IgM و IgA و IgD و IgE
الأجسام IgA
تلعب تلك الفئة دورا رئيسيا في الدفاع عن الجسم ضد مسببات الأمراض والتي تهاجم الجسم عن طريق الاستنشاق أو البلع، وهي تتواجد بنسب كبيرة في الأغشية المخاطية مثل الأغشية المخاطية للرئتين والجيوب الأنفية، واللعاب، والدموع، وحليب الثدي، والسوائل المعوية.
الأجسام IgM
يتبلور دور تلك الأجسام في حماية الخلايا من الأجسام الغريبة ومنعها من الوصول إلى الأعضاء الداخلية حيث أنها خط الدفاع الأول لجسمك ضد الالتهابات. وتعتبر تلك الفئة الأكبر حجما بين الفئات الأخرى وتمثل حوالي 5% من إجمالي الأجسام المضادة الموجودة في الدم.
الأجسام IgG
تتواجد في مختلف سوائل الجسم حيث تشكل حوالي 70-75% من إجمالي الأجسام المضادة الموجودة في الدم وسوائل الجسم الأخرى، ونظرا لصغر حجمها وقابليتها العالية للإنتشار فإنها تتحرك بسهولة في الخلايا، ويتبلور دورها في الدفاع عن الجسم ضد الجسيمات الغريبة عن طريق تذكر الجراثيم التي تعرضت لها من قبل. ويعتبر IgG هو الجسم المضاد الوحيد الذي يمكنه عبور المشيمة لذا فإنه يوفر مناعة سلبية للجنين والرضع في الأشهر القليلة الأولى من الحياة.
الأجسام IgE
تعمل تلك الفئة من على حماية الجسم من الأمراض الطفيلية كما أنها تتركز بشكل كبير في حالة تواجد مواد مثيرة للحساسية مثل الأتربة، حبوب اللقاح، وبر الحيوانات الأليفة، والأطعمة المسببة للحساسية.
الأجسام IgD
على الرغم من أن كيفية عملها بالتحديد غير واضحة حتى الآن، إلا انها تتواجد بكميات قليلة في الأنسجة التي تبطن البطن أو الصدر.
التحاليل المطلوبة للكشف عن الجلوبولين المناعي لفيروس كوفيد19
تعتمد تحاليل الكشف عن الجلوبولين المناعي لفيروس كورونا على تحليل الأجسام من نوع IgG ونوع IgM والتي يقوم الجسم بتوليدها استجابة لعدوى SARS-CoV-2
وعادة ما تكون الأجسام من نوع IgM هي أول نوع يقوم الجسم بتوليده استجابة لوجود العدوى. وبعد ذلك يتم توليد الأجسام من نوع IgG والتي تحل محل IgM باعتبارها النوع الأكثر تواجدا في الجسم من أجل الاستجابة للعدوى. حيث تعمل IgG و IgM معا على محاربة العدوى وذلك عن طريق استهداف مستضدات محددة على سطح فيروس السارس SARS-CoV-2
ومن الجدير بالذكر بأن تحاليل الجلوبولين المناعي لفيروس كورونا “كوفيد 19” لا يمكنها الكشف عن وجود الفيروس، ولكنها تساعد فقط في الكشف عما إذا كنت قد تعرضت للإصابة بهذا الفيروس من قبل أو لم تتعرض له قبل ذلك، وبالتالي فإن تلك التحاليل تستخدم فقط كاختبار فحص ويجب استخدامه إلى جانب الاختبار الجيني لتحديد الحالة الكاملة. حيث يعتبر الاختبار الجيني هو المعيار الأساسي لتشخيص فيروس كورونا “كوفيد19”.
كيف تعزز من عمل الأجسام المضادة؟
يمكن لبعض العناصر الغذائية أن تلعب دور رئيسي في مساعدة جسمك على مقاومة الفيروسات والبكتيريا ويعتبر البروتين واحد من تلك العناصر. ويرجع ذلك إلى أن الأجسام المضادة والتي تساعدك في قتل الأجسام الغريبة تتكون بالفعل من البروتين كما أن الأطعمة الغنية بالبروتين تحتوي على عناصر غذائية أخرى تعزز من عمل الجهاز المناعي. ومن الأطعمة الغنية بالروتين العدس، الفاصوليا، سمك التونة، البيض، اللوز، ومنتجات الألبان.
هذا بالإضافة إلى أن قطع اللحم البقري الخالية من الدهون والفاصوليا وفول الصويا والمأكولات البحرية مثل المحار وسرطان البحر تحتوي على الزنك والذي يساعد على إنتاج خلايا الدم البيضاء المقاومة لعوامل العدوى.
أيضا، حافظ على عادة المشي يوميا لمدة عشر دقائق على الأقل حيث أن النشاط البدني اليومي والمعتدل يعزز من عمل الجهاز المناعي كما أنه يساعد الاجسام المضادة وخلايا الدم البيضاء على التحرك بشكل أسرع في الجسم.
قلل من مستويات التوتر النفسي لديك وذلك من خلال ممارسة الرياضة، وأنشطة الاسترخاء. حيث أثبتت بعض الدراسات بأن تزايد مستويات التوتر يؤثر على وظائف خلايا الدم البيضاء ويجعلها أقل استجابة للالتهابات ويزيد من فرص الإصابة بالمرض.
تابع لحظة بلحظة آخر تطورات فيروس كورونا