تعد دوالي الخصية Varicocele من أشهر أمراض الذكورة التي تُمثل مخاوف كبيرة عند الكثير من الرجال نظرًا لكونها أحد أشهر مسببات عقم الذكور، وسنتعرف في هذا المقال على أهم التفاصيل الخاصة بهذا المرض، فتابع السطور التالية.
ما هي دوالي الخصية؟
ينتقل الدم حاملًا العناصر الأساسية إلى خلايا وأنسجة الخصية عن طريق الشرايين، ثم يعود مرة أخرى إلى القلب عن طريق الأوردة، وتتركب الأوردة من صمامات تحافظ على تدفق الدم داخلها عن طريق منعه من الارتجاع، وقد تُصاب هذه الصمامات بالتلف ما يؤدي إلى تراجع الدم وتراكمه حولها بفعل الجاذبية، وينتج عن ذلك تضخم وانتفاخ الوريد المُصاب، وهي حالة تعرف بالدوالي، وبناء على ذلك يعاني بعض الرجال الدوالي في الخصية.
وتشير المصادر إلى نشأة الدوالي في الخصية بدءًا من مرحلة البلوغ ثم تتطور مع الوقت، وقد لا تسبب أي أعراض وأي مضاعفات، أو تسبب ألمًا يصاحبه أعراض أخرى نذكرها فيما بعد، بل قد تؤثر في الحيوانات المنوية مسببة العقم.
مدى شيوع الدوالي بالخصية
يوضح أحد المصادر احتمالية إصابة ما بين 15% إلى 20% من الرجال البالغين بهذه المشكلة، وتشير الإحصائيات إلى تسبب الدوالي في الخصية في 40% من حالات العقم عند الرجال.
أعراض دوالي الخصية
لا تظهر أي علامات أو أعراض عند الكثير من الرجال، ولكنها تظهر عند البعض الآخر، وعادة ما تحدث في الجانب الأيسر من كيس الصفن، وفيما يلي بعض الأعراض المحتملة:
- الشعور بألم الخفيف أو الانزعاج أثناء الوقوف لمدة طويلة أو في أوقات متأخرة من الليل، وعادة ما يختفي هذا الألم عند الاستلقاء.
- الشعور بوجود كتلة ضخمة في كيس الصفن -في حالات الدوالي المتقدمة-، وتظهر الأوردة المتضخمة بوضوح ككيس من الديدان “Bag of worms” وهو تشبيه متعارف عليه في الأوساط العلمية، أما الدوالي الصغيرة فقد لا يمكن رؤيتها ولكن يمكن إدراك وجودها باللمس والفحص البدني.
- الشعور بثقل كيس الصفن، كأنك تجرّه جرًّا.
- اختلاف في حجم الخصيتين؛ إذ يجد بعض المرضى تقلّصًا في حجم الخصية المُصابة نظرًا لضعف تدفق الدم بها.
أسباب دوالي الخصية
تحدث الدوالي بصفة عامة بسبب تأثر الأوردة بالسلب ما يسبب تراكم الدم كما أوضحنا لك في فقرة سابقة، وفي الواقع إن سبب دوالي الخصية الفعلي غير معروف، ويجزم بعض الباحثين أنه بسبب تلف الصمامات، ويجزم آخرون أنه ضعف تدفق الدم في الأوردة، وتوضح المصادر عدم وجود عوامل خطر متعارف عليها تؤدي للإصابة بالدوالي.
تشخيص دوالي الخصيتين
يتعرف الطبيب على درجة الدوالي في أثناء التشخيص؛ إذ قسّم الباحثون هذه المشكلة إلى أربع درجات تساعد الأطباء في التعرف على حجم الدوالي وتحديد العلاج المناسب، وفيما يلي نوضح كيفية التشخيص:
- الفحص البدني: يُجرى الطبيب الفحص البدني عن طريق رؤية الدوالي بالعين المجردة (رؤية ما يصفه المرضى بكيس الديدان) أو الشعور بها باللمس؛ إذ يطلب الطبيب من المريض القيام بتقنية تُسمى مناورة فالسالفا Valsalva maneuver، وهي أن يأخذ نفسًا عميقًا ثم كتمانه بضعة ثواني والحزق في أثناء الزفير (تمامًا مثل ما يتم فعله في أثناء التبرز)، حيث تُحدث ضغطًا داخليًا يمكّن الطبيب من الشعور بالدوالي عند لمسها.
- التحقق من حجم ووزن وموضع الخصيتين.
- الفحوصات التصويرية مثل فحص دوبلر، والذي يؤكد الإصابة بالدوالي، والكشف عن وجود أي مشاكل أخرى في الأوعية الدموية.
- يطلب الطبيب إجراء تحليل السائل المنوي لمعرفة مدى تأثير الدوالي على الخصوبة.
علاج دوالي الخصية
تشير المصادر إلى عدم الحاجة لعلاج الدوالي التي تظهر في الخصية إلا في حال تسببت في ظهور الأعراض السالف ذكرها أو ضمور الخصية أو العقم والتأثير على قدرة الرجل الإنجابية؛ إذ إن علاجها يزيد من فرص الرجل لتحسين جودة الحيوانات المنوية وحركتها، ويمكن إزالة دوالي الخصيتين بالجراحة، وتوجد بضعة أنواع لهذه العملية وهي:
- الجراحة المفتوحة.
- عملية إزالة الدوالي بالمنظار.
- جراحة دوالي الخصية الميكروسكوبية.
- قسطرة الدوالي الخصيتين (الإصمام Embolization).
وإذا كانت الدوالي لا تسبب إلا شعور خفيف بالانزعاج، ولا تؤثر على الخصوبة، فمن المحتمل وصف الطبيب لبعض مسكنات الألم فقط، وقد ينصح بارتداء داعم رياضي لكيس الصفن.