الإصابة بارتجاع الأحماض المعدية في المريء يمكن أن يكون مزعج جدا خصوصا أنه مرض مزمن، ويمكن أن يكون أكثر إزعاجا ويسبب القلق إذا صاحبه ضيق التنفس، فما العلاقة بين ارتجاع المريء وضيق التنفس وكيف يمكن علاج هذه الحالة؟ تابع معنا.
ما العلاقة بين ارتجاع المريء والربو؟
يحدث الارتجاع المعدي المريئي عندما تتسرب أحماض المعدة أو السوائل من المعدة وترتفع إلى المريء، وأكثر الأشخاص عرضة للإصابة بهذا المرض هم مرضى الربو، حيث يمكن أن يحدث استرخاء للعضلة العاصرة للمريء أثناء أزمة الربو فتسمح لمحتويات المعدة بالتدفق لأعلى مرة أخرى، وقد تؤدي أدوية الربو لزيادة أعراض الارتجاع.
ومن ناحية أخرى قد يحدث العكس، حيث يمكن لارتجاع المريء أن يفاقم أعراض الربو لأنه يسبب تهيج الممرات الهوائية وقد يعطي رد فعل تحسسي أقوى.
ارتجاع المريء وضيق التنفس
يمكن لارتجاع المريء أن يسبب فعلا صعوبة التنفس وبعض الأمراض التنفسية الأخرى، لأن الحمض الذي يرتفع للمريء يمكن أن يتسرب أيضا للرئتين خاصة أثناء النوم، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤدي لتورم الشعب الهوائية، مما يظهر أعراض تحسسية تشبه أزمة الربو مثل صعوبة التنفس والسعال والأزيز من الصدر عند التنفس.
في الحقيقة هناك الكثير من الدراسات التي تمت بهذا الشأن، إلا أنه حتى الآن لم يتم التوصل لعلاقة مباشرة بين الربو والارتجاع المريئي، حيث لا يشترط الإصابة بضيق التنفس أثناء نوبة ارتجاع المريء، كما وجد الباحثون صعوبة في معرفة إذا كانت الأعراض التنفسية والحموضة سببها الربو أم مرض الارتجاع فكلاهما يمكن أن يسبب أعراض الآخر.
إلا أن هناك حقيقة مؤكدة وهي أن أكثر من 75% من الأشخاص المصابين بالربو يعانون أيضا من ارتجاع المريء.
أعراض أخرى مصاحبة لارتجاع المريء
هناك عدة أعراض أخرى لارتجاع المريء بجانب ضيق التنفس وتشمل:
- حرقة المعدة.
- الشعور بصعود بسائل يحرق الحلق ومر المذاق.
- عسر الهضم.
- ألم الصدر.
- ألم المعدة.
- الانتفاخ.
- التجشؤ.
- صعوبة البلع.
- احتقان الحلق.
- رائحة النفس الكريهة.
- الحازوقة (الزغطة) المستمرة.
مضاعفات ارتجاع المريء وضيق التنفس
عندما تهمل في علاج المريء أو حتى في السيطرة عليه فيمكن ألا يسبب فقط ضيق التنفس وزيادة أعراض الربو سوءا، فقد تتطور مشاكل الجهاز التنفسي للإصابة بالالتهاب الرئوي.
كما يمكن لاستمرار صعود الأحماض في المريء والفم أن يسبب:
- احتقان الحلق وتغيرات الصوت.
- تسوس الأسنان.
- قرحة المريء.
- التهاب المريء.
- تضيق المريء بسبب تراكم تندب الأنسجة نتيجة الالتهابات على المدى الطويل، مما يسبب الألم وصعوبات البلع.
- الإصابة بمتلازمة مريء باريت.
- وأخيرا يمكن لتطور كل ذلك بدون علاج أن يؤدي لسرطان المريء.
التخلص ارتجاع المريء وضيق التنفس
لا يهم إذا كان ضيق التنفس يحدث نتيجة الارتجاع المعدي المريئي الذي يسببه الربو أو تفاقم أزمة الربو التي سببها الارتجاع، فالمفتاح الأول للتخلص من هذه الحالة والسيطرة عليها مع التعايش مع المرضين هو إحداث تغيرات في نمط الحياة والتحول لنمط صحي أكثر ويشمل اتباع عدة نصائح مثل:
- تعديل النظام الغذائي وتقليل كمية الطعام في الوجبات، مع زيادة كمية الوجبات الصغيرة على مدار اليوم، بمعنى تناول وجبات صغيرة متكررة بدون الوصول لحالة الامتلاء.
- تجنب الوجبات الكبيرة أو الخفيفة قبل النوم.
- إنقاص الوزن ومحاولة الوصول للوزن المثالي.
- يجب أن تتعرف على الأطعمة التي تحفز نوبات ارتجاع المريء لديك وتتجنبها.
- التدخين والكحوليات يمكنهم أن يزيدوا من أعراض ارتجاع المريء المزعجة، أقلع عنهم اليوم قبل الغد.
- تجنب ارتداء ملابس ضيقة أو أحزمة تضغط على البطن.
علاج ارتجاع المريء وضيق التنفس أثناء النوم
يمكنك رفع قمة الفراش التي تضع عليها رأسك بمقدار 10 – 20 سم، فذلك يعمل على الحفاظ على محتويات المعدة في مكانها ويمنعها من الصعود لأعلى، وبالتالي تتحسن عملية التنفس، ولكن لا تبالغ في وضع الكثير من الوسادات حتى لا تبقى وضعية جسمك في وضع خاطئ يسبب لك مشاكل أخرى.
وأخيرا، قد لا تفيد التغيرات الحياتية وحدها في علاج مشكلة ارتجاع المريء وضيق التنفس، ولكن يمكن للطبيب أن يتابع معك تناول بعض الأدوية التي تعمل على تحسين أعراض الارتجاع، أما إذا كنت مريض ربو ولاحظت زيادة أعراض ارتجاع المريء لا تتوقف عن تناول الدواء من تلقاء نفسك ولكن قم باستشارة الطبيب أولا.