تعد الأيام الأولى بعد الخضوع لأي عملية جراحية بصفة عامة، وجراحات منطقة البطن بصفة خاصة من أصعب الأيام التي تمر ببطء على صاحبها، ويتزايد معها الشعور بالألم في موضع الجرح والشعور بالتعب العام. ومع التقدم الطبي المذهل، ظهرت تقنيات جديدة للحد من الشعور بالألم بعد العمليات الجراحية مثل تقنية تاب بلوك، وسنتعرف عليها في السطور التالية بشيء من التفصيل.
ماهو التاب بلوك TAP Block؟
كلمة تاب بلوك TAP Block هي اختصار لمصطلح Transversus Abdominis Plane Block، والذي يُشير إلى تقنية أو إجراء لتخدير الأعصاب في منطقة البطن التي من وظائفها منح الجلد القدرة على الإحساس لتحريك العضلات، حيث يتم حقن مخدر موضعي بين عضلات البطن التي تسمى علميًا “Transversus Abdominis” و”Internal Oblique”.
دواعي اللجوء لحقنة تاب بلوك
وفقًا للمصادر، يتم اللجوء إلى حقنة التاب بلوك للحصول على التخدير بعد الخضوع لعمليات في منطقة البطن سواء أكانت عمليات مفتوحة أو بالمنظار للحد من الألم المصاحب بعد العملية، ويشير المصدر إلى أن هذا الإجراء يعد بديلًا أكثر أمانًا وسهولة من التخدير فوق الجافية epidural anesthesia للسيطرة على الألم بعد العمليات الجراحية، ومن أمثلة هذه العمليات:
- الولادات القيصرية.
- استئصال الرحم.
- استئصال المرارة.
- استئصال الزائدة الدودية.
- إصلاح الفتق.
- استئصال البروستاتا.
- زراعة الكلى.
موانع اللجوء إلى تاب بلوك
يُمنع اللجوء إلى الخضوع لهذه التقنية في التخدير في الحالات الآتية:
- الحساسية المفرطة من المواد الفعالة المُستخدمة في التخدير.
- إصابة المريض بالعدوى في موضع الحقن.
وإضافة إلى ما سبق، لا يُلجأ لهذه التقنية في حال رفض المريض لها أو عدم تعاونه مع الطبيب.
طريقة تخدير تاب بلوك والتحضير له
يناقش الطبيب المريض في هذا الإجراء أولًا ويخبره بفوائده ومخاطره المحتملة، ويُجرى التخدير في المستشفى حيث يستلقي المريض على ظهره في وضعية مريحة، ويتم قياس عملياته الحيوية مثل ضغط الدم ونسبة الأكسجين والنبض ومعدل ضربات القلب، وبعد ذلك يتعرف الطبيب على موضع الحقن ويعقمه جيدًا بمحلول مطهر، ومن ثم يبدأ خطوات الحقن كالآتي:
- يُدخل الطبيب الإبرة عموديًا.
- يدفع الطبيب الإبرة عبر عضلات البطن لحين وصول طرف الإبرة أعلى عضلة “transversus abdominis”، وقد يستدل بجهاز الأشعة بحيث يتأكد من موضعها الصحيح وعدم اختراقها لأي وعاء دموي.
- يحقن الطبيب الدواء المخدر ببطء، ثم يسحب الإبرة.
- يعقم الطبيب موضع الحقن مجددًا.
كم يستمر مفعول حقنة التاب بلوك؟
وفقًا للمصادر، يبدأ مفعول حقنة التاب بلوك بعد حوالي 20 دقيقة، ويستمر لمدة تتراوح بين 18 و 24 ساعة تقريبًا، وينبغي العلم أن مفعول هذا النوع من التخدير يحد من الألم الناجم عن موضع الجرح في البطن فقط ولا يُسكّن أي نوع من الألم الناجم عن الأعضاء الداخلية.
أضرار حقنة تاب بلوك
توضح المصادر ندرة حدوث مضاعفات بعد الخضوع لهذه التقنية، إلا أن هذا لا ينفي وجود مضاعفات محتملة قد تصيب بعض الحالات مثل:
- الإصابة بالعدوى في موضع الحقن.
- التورم والنزيف.
- إصابات الأوعية الدموية أو الأعصاب.
- حساسية المواد الفعالة.
- انثقاب الغشاء البريتوني.
- تجمع دموي في الأمعاء.
- إصابة الكبد أو الطحال أو الكلية.
- ضعف مؤقت في الفخذ بسبب تجمع المخدر بالقرب من عصب الفخذ.
أيهما أفضل تاب بلوك أم جهاز PCA؟
تُستخدم كلتا التقنيتان في تسكين الألم بعد العمليات الجراحية، وبصفة عامة، يُحدد الطبيب الخيار الأنسب للمريض وفقًا لطبيعة الألم وحالته الصحية، وفيما يلي بعض الفروقات بين التقنيتين بحسب ما وُرد في المصادر:
- يتم توصيل جهاز تسكين الألم PCA بالكانيولا الموصلة بوريد لإيصال الدواء إلى مجرى الدم مباشرة ويضغط المريض صمام إطلاق الجرعة -المحددة مُسبقًا والمضبوطة من قبل الطبيب- عند الشعور بالألم، بينما يُحقن المخدر بتقنية التاب بلوك كما أوضحنا مسبقًا.
- يعد جهاز PCA مناسبًا لآلام الأعضاء.
- تقي تقنية التاب بلوك المريض من احتمالية الإصابة بالأعراض الجانبية الجهازية المحتملة للأدوية الأفيونية المُستخدمة في جهاز PCA.
وختامًا، إن الشعور بالألم بعد العمليات الجراحية أو الشعور به بصفة عامة أمرًا مزعجًا للغاية، ولكنه “شر لابد منه” بعد الخضوع لجراحية علاجية لمرض ما -أو الولادة القيصرية واستقبال المولود الجديد-، ويُنصح باتباع تعليمات الطبيب للسيطرة على الألم في الأيام الأولى، والاستجابة لما يراه مناسبًا بناء على طبيعة الألم وحالة المريض الصحية.