يعتبر النفرون الوحدة الأساسية للكليتين، فما هو؟ في هذا المقال، سنتعرف على أهم التفاصيل الهامة بشأنه، مثل شكله، وأهم أجزائه، ووظائفه، فاقرأ السطور التالية.
ما هو النفرون؟
قبل أن نتعرف على النفرون تفصيليًا، دعنا نوضح لك أهم المعلومات عن الكلية ذلك العضو الصغير بحجم قبضة اليد تقريبًا، وذو الشكل الذي يشبه حبّة الفول. وتعتبر الكلية عضوًا أساسيًا حيويًا لا يمكن الاستغناء عنه، إذ تعمل على فلترة نصف كوب من الدم في الدقيقة الواحدة لإزالة الفضلات والسموم وطردها من الجسم عن طريق دفعها عبر الحالب إلى المثانة ثم إلى خاررج الجسم عن طريق عملية الإخراج.
يعتبر النفرون Nephron، أو الوحدة الكلوية، أو الكليون الوحدة الوظيفية للكليتين، وهو المسئول عن عملية الفلترة تلك لإنتاج البول وتصريف الفضلات، ويبلغ عدد الوحدات الكلوية أو النفرونات حوالي مليون نفرون لكل كلية.
خصائص النفرون
إليك شكل وحجم وتكوين النفرون وأجزائه:
شكل وحجم النفرونات
كل وحدة كلوية عبارة عن أنبوب صغير جدًا ورقيق (نُبيب) Tubule يصل طوله إلى حوالي 30 – 55 ملليمتر، وإحدى نهايتي هذا الأنبوب مُغلقة ومطوية في هيكل مزدوج الجدار يشبه الكوب، ويحتوي على عدد كبير من الأوعية الدموية.
أجزاء النفرون
يحتوي كل نفرون على كل مما يلي:
- محفظة بومان Bowman’s capsule: وتعرف أيضًا بالكبسولة الكبيبية Glomerular capsule، وهي عبارة عن هيكل مزدوج الجدار ويشبه الكوب، ويحتوي بداخله على الكبيبة glomerulus.
- الكبيبة glomerulus: وهي عبارة عن مجموعة من الأوعية الدموية ذات طابع خاص مسئولة عن عملية فلترة الدم من الفضلات والسموم، ويسمى كل من الكبيبة ومحفظة بومان معًا بالجسيم الكلوي renal corpuscle.
- النبيب Tubule: وتقوم بتجميع البول من الكبيبة وتنقسم إلى 3 أجزاء وهم: النبيب الكلوي القريب Proximal convoluted tubule الذي يخرج مباشرة من الجسيم الكلوي، والتواء هنلي Loop of Henle ثم النبيبات الملتوية البعيدة Distal convoluted tubule.
وظيفة النفرون
كما أوضحنا في فقرة سابقة، تحتوي كل كلية من الكليتين على حوالي مليون نفرون، وتعمل أجزاء النفرون بصورة متناغمة لفلترة الدم من السموم وفضلات الجسم، وإرجاع ما يحتاجه الجسم مرة أخرى إلى الدم كما يلي:
- مع تدفق الدم إلى الكليتين في كل نفرون، يمر عبر الأوعية الدموية الرقيقة جدًا (الكبيبة) ذات الجدار الرفيع للسماح بالجزيئات الصغيرة، والفضلات، والسوائل (الماء في الأغلب) بالعبور إلى الأنبوب.
- تتبقى الجزئيات الكبيرة مثل البروتين وخلايا الدم، ولا تعبر مع باقي الجزئيات، ويقوم الأنبوب بإرجاع ما يحتاجه الجسم مرة أخرى.
- يمتص الوعاء الدموي -الذي يقع بطول الأنبوب- الماء، والمعادن، والفيتامينات، والجلوكوز، والأحماض الأمينية، والعناصر الغذائية الأخرى التي يحتاجها الجسم، ويُعيدها إلى مجرى الدم مرة أخرى.
- يتحول السائل المتبقي إلى البول وينتقل عبر الحالب إلى المثانة البولية لإخراجه.
أمراض الكلى الناجمة عن تلف النفرون
هذه الأمراض الكلوية ناتجة عن تلف هذه الوحدات:
المتلازمة الكلوية Nephrotic syndrome
المتلازمة الكلوية هي اضطراب في الكلى يستبب في خروج كميات كبيرة من البروتين في البول. وعادة ما ينجم هذا المرض عن تلف في النفرونات للعديد من الأسباب، ومن أعراضه تورم الكاحلين والقدمين، ووجود رغوة في البول، والشعور بالإرهاق، وفقدان الشهية، واكتساب الوزن نتيجة احتباس السوائل. ويعتمد علاجه على علاج السبب.
التهاب كبيبات الكلى Glomerulonephritis
وهو عبارة عن التهاب الكبيبات -أحد أجزاء النفرون-، وقد يكون مرضًا مزمنًا أو حادًا، وعادة ما يحدث هذا المرض نتيجة مرض آخر مثل الذئبة (مرض مناعي) أو السكري. وقد يتسبب الالتهاب الشديد، أو الذي المطوّل في تلف الكليتين، ويعتمد العلاج على علاج السبب.
اعتلال الكلية الغشائي Membranous nephropathy
يحدث هذا الاضطراب عندما تتلف الكبيبات بسبب زيادة سُمك جدارها، مما ينتج عنه تسرب البروتين إلى البول. ويتسبب فقدان الكثير من البروتين في البول.
اعتلال الكلية الناجم عن المسكنات Analgesic nephropathy
ينجم هذا المرض نتيجة الإفراط في تناول الأدوية المسكنة للألم كمضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأيبوبروفين والكيتوبروفين والنابروكسين والأسبرين.
الفشل الكلوي Renal failure
يحدث الفشل الكلوي عندما لا تقوم الكليتين بوظائفهما، وعدم القدرة على فلترة فضلات الجسم من الدم. وقد يتسبب ذلك في تراكم السموم لمستويات خطرة، وقد يتطلب العلاج في المراحل المتقدمة الغسيل الكلوي أو عملية زراعة الكلى.
