قد يعاني التوأمان المفصولان في سنوات الطفولة المبكرة من القلق أو الخوف، حيث أن التوائم، وخاصة التوائم المتطابقة، ترتبط ارتباطا وثيقا ببعضها البعض، لذلك قد يشكل فصل التوأم صعوبة كبيرة سواء لهما أو للأم والأب من الناحية النفسية، ونحن في هذا المقال سنذكر أهم التحديات النفسية عند فصل التوأم وكيف يمكن مواجهتها.
العلاقة النفسية بين التوائم
عندما تنشأ مشكلة أو حالة مرهقة في المدرسة، فإن التوأم غالبا ما ينظر إلى التوأم الآخر للأمن والطمأنينة، ينبغي إعطاء اعتبار خاص عند وضع الأطفال في فصول دراسية منفصلة، لأنها عادة ما تكون المرة الأولى التي يتم فيها فصل التوأم عن بعضهم البعض.
خلال المراحل الأولى من التنشئة الاجتماعية، على سبيل المثال: مرحلة ما قبل المدرسة، والرعاية النهارية ورياض الأطفال، من المنطقي أن تضعهما معا في نفس الفصل، وبهذه الطريقة، لن يكون هناك صدمة كون أحدهما وحده في بيئة اجتماعية جديدة مع وجود راحة أن الأخ سوف يكون دليله، وصديقه ومقرب له في كل الأوقات.
ولكن الوقت سيأتي حيث يجب أن يتم الاختيار بين البقاء سويا لتقديم الدعم لأخوتهم، أو أن ينقسموا أو يدخلوا العالم (أو الفصول الدراسية) وحدهم ويحصلون على استقلالهم!
إيجابيات وسلبيات فصل التوأم
الإيجابيات
- كل توأم يجب أن يُعزَز عنده الشعور بالفردية.
- ينخفض اعتمادهما على بعضهما البعض، مما يسمح لكل توأم بكسب الثقة في قدراتهم الخاصة.
- يتم القضاء على حالات المقارنة أو الخلط مع التوأم الآخر.
- غياب التوأم الآخر يوفر بيئة مختلفة، حيث يمكن لكل توأم أن تنمو شخصياته و صفاته.
- تنخفض المنافسة بين التوائم عندما لا يكونون في نفس الفصول الدراسية يوميا.
- عدم وجود التوأم الآخر كصديق ورفيق سيسمح لكل توأم بتكوين صداقات مع أطفال آخرين.
السلبيات
- عدم وجود التوأم الأخر بالقرب، واقع قد يزيد من القلق بين بعض التوائم.
- التوائم غالبا ما تعتمد على بعضها البعض لتقديم الدعم عاطفيا، أما التوائم المفصولة تزيد صعوبة الاعتماد على الآخرين للحصول على مستوى معين من الدعم العاطفي.
- الضائقة العاطفية والقلق الذي قد يشعر به بعض التوائم عند انفصالهم عن أشقائهم، قد يؤثر على تقدمهم الدراسي في المدرسة.
كيفية التعامل مع قلق الانفصال
التوائم تميل إلى قلق الانفصال بسبب التحديات التي يواجهونها في فهم تفردهما أو الفردية، ومن الضروري أن يبدأ الوالدان في التواصل بينهم و إظهار فرديتهما في أقرب وقت ممكن، والسماح لهما بتطوير مهاراتهما والتعبير عن أنفسهم.
أعراض اضطراب الانفصال
- قلق عند توقع الانفصال عن المنزل والآباء والأمهات.
- قلق أن شيئا فظيعا سيحدث عندما يكون هناك انفصال.
- رفض الذهاب إلى المدرسة خوفا من الابتعاد عن المنزل أو الوالدين.
- رفض الذهاب إلى الفراش خوفا من الابتعاد عن الآباء.
- شكاوى مستمرة عن الصداع وآلام في المعدة، وما إلى ذلك، عندما يتوقع الانفصال.
النصائح حول كيفية التعامل مع قلق الانفصال للأطفال
بعض النصائح حول كيفية التعامل مع قلق الانفصال للأطفال، بغض النظر عما إذا كانوا التوأم أم لا:
- الممارسة: ترك طفلك لفترات وجيزة مع جليسة الأطفال وزيادة الوقت تدريجيا.
- بعض الطقوس المطمئنة عند الوداع: مجرد قبلة بسيطة أو الإشارة باليد ستكون كافية للمساعدة في تسهيل الوضع علي الطفل.
- إبقاء الأمور مألوفة قدر الإمكان: حتى لو كانوا يذهبون إلى مكان جديد، اسمح لطفلك إحضار لعبة أو شيء آخر للمساعدة في جعل محيطهم الجديد أكثر دراية.
- يجب أن يكون مقدم الرعاية مألوف: إذا كنت تستأجر شخص لرعاية طفلك عندما تكون بعيدا، حاول الحفاظ علي وجودهم و عدم تغييرهم.
- لا تتوقف: عندما تخبر طفلك بأنك تغادر، أخبرهم بأنك ستعود وتغادر فورا.
- لا للعروض التلفزيونية المخيفة: إذا كان طفلك يتعرض لبرامج أقل إخافة أو أفلام، فسوف تكون أقل إخافة عند ذهابك.
- لا تستلم: وضع حدود يساعد طفلك على التكيف مع الانفصال، طمأن الطفل أنه سوف يكون على ما يرام ولا تستلم عندما يبدأ نوبات الغضب، أو البكاء، الخ.
في النهاية يمكن جعل تجربة فصل التوأم أقل قلقا باتباع النصائح التي ذكرناها من قبل، وإن كان لديكم أي قلق أو مخاوف يمكنكم أن تقوموا باستشارة أحد أطبائنا.. من هنا.
اقرأ أيضا: