داء خفيات الأبواغ أو الكريبتوسبوريديوسيس عبارة عن مرض يُسببه طفيلي صغير مسمى بـ الكريبتوسبوريديوم، وعندما يدخل هذا الطفيل إلى الجسم، ينتقل هذا الطفيل إلى الأمعاء الدقيقة ومن ثم يحفر جدار الأمعاء ليختبيء به، ومن ثم يخرج الطفيل عن طريق الفضلات.
وقد يتسبب داء خفيات الأبواغ في حدوث إسهال مائي لدى الأصحاء، وعادة ما تختفي العدوى خلال أسبوع أو إثنين، ولو كنت تعاني من ضعف جهاز المناعة، قد يتسبب داء خفيات الأبواغ في تحديد حياتك، وذلك في حالة لم يتم علاجه بطريقة سليمة.
ويمكن الوقاية من داء خفيات الأبواغ عن طريق اتباع طرق النظافة وتجنب ابتلاع مياه حمامات السباحة، ومياه البحيرات، ومجاري المياه، وحدائق المياه.
أعراض داء خفيات الأبواغ
أول أعراض وعلامات داء خفيات الأبواغ عادة ما تبدأ خلال أسبوع من تاريخ الإصابة بالعدوى، ومن الأعراض التي قد تظهر:
- الإسهال المائي.
- الجفاف.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- تقلصات المعدة أو الألم.
- الحمى.
- الغثيان.
- القيء.
ويمكن أن تستمر الأعراض لما يقارب الأسبوعين، برغم أن الأعراض قد تظهر وتختفي لما يقارب الشهر، حتى لدى الأشخاص الذين يمتلكون جهاز مناعة صحي، وقد لا تظهر أي من الأعراض على بعض الأشخاص المصابين بداء خفيات الأبواغ.
متى يجب زيارة الطبيب؟
قم بزيارة الطبيب في حالة أُصبت بالإسهال المائي، والذي لم يختفي خلال عدة أيام.
مضاعفات داء خفيات الأبواغ
من المضاعفات التي قد تحدث عند الإصابة بداء خفيات الأبواغ:
- سوء التغذية الناتج عن سوء امتصاص المواد الغذائية من الأمعاء.
- الجفاف.
- فقدان الوزن بصورة ملحوظة.
- التهابات القناة الصفراوية، وهي الطريق المؤدي للكبد، والمرارة، والأمعاء الدقيقة.
- التهابات المرارة، والتهابات الكبد، والتهابات البنكرياس.
ولا يُعتبر داء خفيات الأبواغ من الأمراض المهددة لحياة الشخص، ولكن إذا كنت تعاني من ضعف جهاز المناعة، أو خضعت لعملية زراعة عضو، فقد تكون المضاعفات خطيرة جداً.
أسباب داء خفيات الأبواغ
يبدأ داء خفيات الأبواغ عندنا تبتلع أحد الطفيليات المسمى بـ الكريبتوسبوريديوم، وقد تسبب بعض أنواع الكريبتوسبوريديوم حدوث أمراض خطيرة. وينتقل الطفيل إلى الأمعاء، حيث يستقر في جدار الأمعاء، وبالنهاية يتم إنتاج المزيد ويخرج بكميات كبيرة في الفضلات، حيث يكون الطفيل معدي جداً.
ويمكن أن تتم الإصابة بالكريبتوسبوريديوم عن طريق لمس أي شيء ملوث بالفضلات، ومن الطرق التي تتسبب في العدوى:
- شرب المياه الملوثة والتي تحتوي على الطفيل.
- السباحة في المياه الملوثة، والتي تحتوي على الطفيل، وقد ابتلعت بعضاً من هذه المياه.
- تناول الطعام الغير مطهو والملوث، والذي يحتوي على الطفيل.
- لمس الفم باليد، في حالة لامست يديك سطح أو غرض ملوث بالمرض.
- كنت على تعامل مع أحد المصابين بالمرض، أو أحد الحيوانات المصابة به، خاصة الفضلات والتي تسمح بنقل الطفيل من اليدين إلى الفم.
- إن كنت تعاني من فيروس العوز المناعي أو الإيدز، فأنت أكثر عرضة للإصابة بالمرض من أي شخص لديه جهاز مناعة قوي، الأشخاص المصابون بفيروس العوز المناعي أو الإيدز تكون أعراضهم أكثر حدة، وقد يصعب علاج المرض في حالتهم.
طفيليات الكريبتوسبوريديوم
تُعتبر طفيليات الكريبتوسبوريديوم واحدة من الأسباب الشائعة لحدوث الإسهال لدى البشر، وهذه الطفيليات يصعب القضاء عليها، لأنها مقاومة للعديد من المطهرات، ولا يمكن إزالتها عن طريق فلاتر المياه، يمكن لهذه الطفيليات النجاة في الظروف الصعبة للعديد من الشهور في درجات حرارة مختلفة، برغم أنه من الممكن تدمير الطفيل عن طريق التجميد أو الغليان.
عوامل خطر داء خفيات الأبواغ
الأشخاص الذين يكونون معرضين بصورة أكبر لخطر الإصابة بداء خفيات الأبواغ هم:
- الأشخاص الذين تعرضوا للمياه الملوثة.
- الأطفال، بالتحديد الأطفال الذين يرتدون الحفاضات، والذين يذهبون لمراكز رعاية الأطفال.
- الأشخاص الذين لديهم طفل مصاب بالمرض.
- العاملين بمراكز رعاية الأطفال.
- الأشخاص الذين يتعاملون مع الحيوانات.
- الأشخاص الذين يسافرون للدول النامية.
- المخيمين، والجوالة، الذين يشربون المياه الغير نقية.
- السباحون الذين يبتلعون مياه البحيرات، وحمامات السباحة والأنهار.
- الأشخاص الذين يشربون مياه الآبار والمياه من المناطق الضحلة.
الوقاية من داء خفيات الأبواغ
داء خفيات الأبواغ من الأمراض المعدية، لذا يجب القيام بعدد من الإجراءات الوقائية من أجل منع انتشار الطفيل للآخرين، لأنه لا يوجد لقاح يمكنه الوقاية من المرض. وجميع طرق الوقاية من المرض تهدف إلى منع انتقال الطفيل الموجود في فضلات الحيوان والإنسان، وتُعتبر الإجراءات الوقائية هامة للأشخاص المصابين بضعف جهاز المناعة، قم باتباع التالي:
- الحفاظ على طرق النظافة الشخصية، فأغسل يديك لمدة عشرين ثانية على الأقل بالصابون والماء، خاصة بعد استخدام الحمام وتغيير الحفاضات، وقبل الأكل وبعده، حيث أن المعقمات ذات الأساس الكحولي لا تقتل الجراثيم التي تسبب داء خفيات الأبواغ.
- أغسل الفواكه والخضروات بالمياه النظيفة جيداً قبل تناولها نيئة، وتجنب تناول أي من الأطعمة التي يشتبه في تلوثها، وفي حالة كنت ستسافر لواحدة من الدول النامية، تجنب الأطعمة الغير مطبوخة.
- تأكد من تنقية المياه، في حالة كنت تعاني من ضعف جهاز المناعة أو كنت ستسافر لمنطقة ينتشر بها المرض، تأكد من غلي المياه لمدة دقيقة على الأقل أو قم بتنقيتها، برغم أن تنقية المياه لن تكون بفاعلية غليها، وتأكد من استخدامك لفلتر مطابق للمواصفات، والمخصص للتخلص من بويضات الجراثيم، وستكون بحاجة لفصل المياه عن البكتيريا والفيروسات.
- قلل من نشاط السباحة في البحيرات، وأحواض السباحة العامة، خاصة لو كانت المياه ملوثة أو كنت تعاني من ضعف جهاز المناعة.
- تعامل مع الحيوانات المنزلية والأليفة بحرص، وتأكد من غسل يديك بعد التعامل معها.
- توقف عن السباحة عندما تشعر بأنك مصاب بالإسهال، وإن علمت أنك مصاب بداء خفيات الأبواغ، لا تقوم بالسباحة لفترة لا تقل عن أسبوعين من بداية ظهور الأعراض، وذلك لأنك فد تقوم بنقل العدوى للآخرين.
تشخيص داء خفيات الأبواغ
ربما تحتاج للخضوع للفحوصات التالية من أجل تشخيص داء خفيات الأبواغ:
فحص تلوين الحمض
تعتبر هذه هي الطريقة الأسهل من أجل تشخيص داء خفيات الأبواغ، وتساعد على التعرف على طفيل الكريبتوسبوريديوم تحت الميكروسكوب، ومن أجل فحص وتحليل الخلايا، ربما ينصح الطبيب بتحليل عينة من البول، وقد يقوم الطبيب بأخذ عينة من نسيج الأمعاء من أجل تحليلها، وذلك في الحالات الشديدة.
مزرعة البراز
ربما يطلب الطبيب القيام بعمل مزرعة للبراز، على الرغم من أن هذا الفحص لن يساعد في الكشف عن طفيل الكريبتوسبوريديوم، ولكنه سيساعد في استبعاد الإصابة بأنواع البكتيريا الأخرى.
الفحوصات الأخرى
بمجرد اكتشاف أن العدوى المصاب بها هي داء خفيات الأبواغ، فربما تحتاج لمزيد من الفحوصات، وذلك من أجل تطور المضاعفات الخطيرة، على سبيل المثال قد يساعد فحص الكبد والمرارة في تحديد إذا انتشرت العدوى أو لا.
وفي حالة كان المريض مصاباً بالإيدز وداء خفيات الأبواغ، سيساعد فحص عدد الخلايا التائية، والذي يقيس نوع محدد من خلايا الدم البيضاء، والتي تشكل جزء من جهاز المناعى في معرفة فترة داء خفيات الأبواغ، فوجود أقل من مائة خلية تائية لكل ميكروليتر، يعني أن المريض سيصاب بالمضاعفات.
علاج داء خفيات الأبواغ
لا يوجد علاج محدد من أجل داء خفيات الأبواغ، وعادة ما تعتمد عملية التعافي على صحة جهاز المناعة، فعادة ما يتعافى الأشخاص الأصحاء خلال أسبوعين دون الخضوع للعلاج.
وإذا كنت تعاني من ضعف جهاز المناعة، فقد يستمر المرض لفترة وقد يتسبب في حدوث خلل، والهدف من العلاج هو تخفيف الأعراض، وتحسين استجابة جهاز المناعة، ومن خيارات علاج داء خفيات الأبواغ:
الأدوية المضادة للطفيليات
قد تساعد الأدوية مثل النيتازوكسانيد في تخفيف الإسهال عن طريق مهاجمة عملية الأيض الخاصة بطفيل الكريبتوسبوريديوم، وقد يتم استخدام أزيثرومايسين مع هذه الأدوية للأشخاص، الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة.
أدوية مضادة لحركة الأمعاء
تقوم هذه الأدوية بإبطاء حركة الأمعاء، وزيادة امتصاص السوائل، وبالتالي تخفيف الإسهال، والعودة للوضع الطبيعي، ومن الأدوية المستخدمة لوبراميد ومشتقاته، وتحدث مع الطبيب قبل تناول أي من هذه الأدوية.
استبدال السوائل
ستكون بحاجة لاستبدال السوائل إما عن طريق الفم أو عن طريق الوريد، وكذلك المعادن الألكتروليتية مثل الصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والتي تحافظ على توازن السوائل في الجسم، والتي يفقدها الجسم بسبب الإسهال، وستساعد هذه الإجراءات في الحفاظ على السوائل داخل الجسم وقيامه بوظيفته بطريقة مناسبة.
الأدوية المضادة للفيروسات
في حالة كان المريض يعاني من الإيدز أو فيروس العوز المناعي، فقد تساعد الأدوية القوية المستخدمة لعلاج الفيروسات في تقليل العدوى الفيروسة في الجسم، وستساعد في رفع قوة جهاز المناعة، واستعادة قوة جهاز المناعة قد يساعد في التخلص من أعراض داء خفيات اأبواغ.
الاستعداد لموعد الطبيب
بسبب الأعراض التي تشعر بها، بما تقوم بالتوجه لطبيب مختص في علاج أمراض الجهاز الهضمي أو طبيب مختص في علاج الأمراض المعدية، ولأن هناك الكثير لتتحدث عنه، فلابد من أن تستعد لموعدك مع الطبيب، وهذه بعض المعلومات التي قد تساعد خلال لقائك مع الطبيب.
ما يمكنك فعله
- قم بكتابة أعراضك حتى تلك الأعراض التي قد لا ترتبط بسبب زيارتك للطبيب.
- قم بكتابة قائمة ببعض المعلومات الشخصية، والتي تتضمن السفر لبعض الدول الأخرى، خاصة التي تحتوي على مساحات مائية كبيرة.
- قم بكتابة قائمة بالأدوية التي تتناولها حتى لو كانت عبارة عن مجموعة من المكملات أو الفيتامينات.
- قم باصطحاب أحد أفراد عائلتك معك، وذلك ليساعدك على تذكر المعلومات التي سيخبرك بها الطبيب.
- قم بكتابة الأسئلة التي ستحتاج لسؤال الطبيب عنها.
ولأن وقتك مع الطبيب محدود، فإن وضع قائمة بالأسئلة قد يساعدك على تحقيق أقصى استفادة من موعدك معه، ضع قائمة بالأسئلة، وابدأ بالأسئلة الأكثر أهمية، والتي تحتاج لمعرفة إجابتها.
أسئلة ستسألها للطبيب
- ما سبب ظهور أعراضي؟
- بغض النظر عن السبب الرئيسي، ما هي الأسباب الأخرى المحتملة لظهور أعراضي؟
- ما الفحوصات التي سأكون بحاجة لإجرئها؟
- هل حالتي مؤقتة أو مستمرة؟
- ما هي طرق العلاج المتاحة للمرض؟ وأيها تنصح باستخدامها؟
- هل هناك أية تقييدات يجب الالتزام بها؟
- هل هناك أية إرشادات مطبوعة بإمكاني أخذها للمنزل؟ وهل هناك موقع طبي تنصح بزيارته؟
وإن تبادر إلى ذهنك أي من الأسئلة لا تتردد في سؤال الطبيب عنها، خاصة إن لم تستطع فهم بعض المعلومات التي أخبرك بها الطبيب.
ما يجب توقعه من الطبيب
سيقوم الطبيب بسؤالك مجموعة من الأسئلة من بينها:
- متى بدأت أعراضك بالظهور؟
- ما مدى حدة أعراضك؟
- ماذا لو كان هناك أي شيء يساعد في تحسن أعراضك؟
- هل هناك شيء يزيد من سوء الأعراض؟
- هل كنت تقوم بالسباحة مؤخراً؟
- هل سافرت لأي دولة مؤخراً؟
وأثناء انتظارك لموعد الطبيب، قم بالحرص على شرب الكثير من السوائل حتى لا تتعرض للجفاف.