فقدان جزء من أجزاء الجسم بشكل جراحي قد يكون من أكثر الأشياء المخيفة التي قد يتعرض لها أي شخص، ولكن لا يتم اللجوء إلى هذا القرار إلا في أوقات وحالات معينة، وفي التالي يمكنكم التعرف أكثر على عملية البتر ولماذا يقوم بها الطبيب وما يحدث قبل وأثناء العملية، بالإضافة لما يحدث أثناء مرحلة التعافي منها ومعلومات أخرى هامة عن هذه العملية الجراحية.
ما هي عملية البتر؟
عملية البتر (بالإنجليزي Amputation) هي عملية جراحية يتم خلالها إزالة طرف من أطراف الجسم أو جزء منه أو إزالة طرف خارجي، وقد يتم اقتراح هذه العملية نتيجة الإصابة بمرض مزمن أو التعرض لإصابة بالغة.
أنواع البتر
عادة ما يقوم الأطباء بتقسيم عملية البتر إلى قسمين، البتر في الجزء العلوي والبتر في الجزء السفلي، وفي حالة الحاجة لمثل هذه العملية يقوم الطبيب بمناقشة مكان البتر بالتفصيل وما سوف يحدث بشكل دقيق. وتتضمن أنواع عملية البتر الشائعة عادة ما يلي:
- بتر ما فوق الركبة: يتضمن إزالة جزء من الفخذ، الركبة.
- بتر ما تحت الركبة: تتضمن إزالة الساق من أسفل (القصبة) والقدم وأصابع القدم.
- بتر الذراع.
- بتر اليد.
- بتر أصابع اليدين.
- بتر القدم.
- بتر أصابع القدمين.
أسباب القيام بعملية البتر
تُصبح عملية البتر ضرورة عند محاولة منع انتشار عدوى إلى الأطراف وللتحكم أيضاً في الألم، ومن أشهر أسباب اللجوء لعملية البتر هو وجود جرح لا يشفى ويحدث هذا عادة نتيجة عدم تدفق الدم بشكل جيد للطرف المصاب. وتتضمن الأسباب الأخرى للقيام بهذه العملية ما يلي:
- بعد التعرض لإصابة كبيرة وبالغة يترتب عليها صعوبة في إصلاح الطرف المتضرر، مثل حوادث السيارات.
- وجود أورام سرطانية في الأطراف.
- عضة الصقيع.
- الغنغرينا (موت الأنسجة).
- الورم العصبي (سماكة الأنسجة العصبية).
- مرض الشريان المحيطي PAD.
- مرض السكري الذي يؤدي لعدم شفاء أو التهاب الجروح أو موت الأنسجة.
- سرطان العظام أو السرطان الذي انتشر للعظام.
ماذا يحدث أثناء عملية البتر؟
إليكم ما يحدث قبل وأثناء الخضوع لعملية البتر:
قبل عملية البتر:
عادة ما يقوم الجراح بإمداد المريض وعائلته بتعليمات وإرشادات معينة يجب اتباعها قبل الخضوع لهذه العملية، فقد يحتاج المريض للصيام لست ساعات على الأقل قبل العملية، كما يقوم بوصف بعض الأدوية التي يتم أخدها في صباح يوم العملية.
وقبل العملية يخضع المريض للتخدير الكلي الذي يجعله يظل نائماً أثناء العملية، أو يخضع للتخدير النخاعي الذي يقوم بتخديره من الوسط أو الأطراف وحتى الأسفل.
أثناء عملية البتر:
أثناء عملية البتر يقوم الجراح بإزالة كل الأنسجة المريضة ويحاول هو والفريق الطبي الحفاظ على أكبر قدر من الأنسجة السليمة. وإليكم ما يحدث عادة أثناء هذه العملية:
- يقوم الجراح بإزالة كل الأنسجة المتضررة والعظام التي تم سحقها.
- تنعيم (مساواة) أي عظام غير متساوية.
- سد الأوعية الدموية لمنع حدوث أي نزيف.
- تشكيل العضلات بحيث تناسب نهاية الطرف المبتور مع الطرف الصناعي في حالة قرار استخدامه.
- يقوم بتغطية الجرح بضمادات معقمة.
- قد يقوم باستخدام الغرز أو الدبابيس لغلق نهاية الطرف المبتور على الفور، أو قد يتنظر عدة أيام حتى يسمح بتصفية الجرح ثم يقوم بغلقه.
كم تستغرق عملية البتر؟
قد يكون من الصعب التنبؤ بمدة عملية البتر، حيث توجد عوامل مختلفة تؤثر على العملية والتي قد تختلف من شخص لآخر، ولكن قد تستغرق تلك العملية ما بين ساعة إلى 3 ساعات، وسوف يقوم الطبيب بتزويدك بالمعلومات الدقيقة والعوامل التي يمكن أن تؤثر على العملية ومدتها.
مضاعفات عملية البتر وتأثيرها على الصحة
عملية البتر هي عملية جراحية لذا تكون مصحوبة بمضاعفات ومخاطر، وفي حالة كان البتر نتيجة لإصابة أو التهاب، فقد يكون الشخص مصاب بحالات طبية أخرى تحتاج للشفاء مما يزيد من تعقيد عملية التعافي، ووفقاً للأكاديمية الأمريكية للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل AAPMR تتضمن أبرز وأشهر مضاعفات عملية البتر ما يلي:
- العدوى أو الالتهاب.
- انضغاط الأعصاب بشدة (العصب المقروص).
- ألم الأطراف الوهمي (شعور بوجود الطرف باستمرار بعد بتره).
- ألم في الأطراف المتبقية.
- انكماش المفاصل (بسبب حدوث ضيق شديد في العضلات والأوتار والأنسجة المتبقية لدرجة لا يمكن تحريك المفصل المتبقي).
ونظراً لأن عملية التبر تقوم بإزالة جزء من الجسم كان موجوداً بشكل طبيعي، فيمكن أن يتسبب هذا في حدوث تأثيرات وأضرار لا يمكن إنكارها على الصحة بشكل عام مثل:
- تغيرات في مركز الجاذبية والتوزان في الجسم.
- زيادة خطر الإصابة بالتهاب المفاصل في الطرف المتبقي، نتيجة زيادة العمل والضغط عليه بسبب الطرف المبتور.
- ألم في الظهر نتيجة تغيرات وضعية الجسم، خاصة في البتر من أسفل.
هل البتر يسبب الوفاة؟
أكثر من 50% من عمليات البتر تحدث من مضاعفات أمراض الأوعية الدموية والحالات الأخرى التي تؤثر على تدفق الدم مثل السكري ومرض الشريان المحيطي، وأمراض الأوعية المزمنة يمكن أن تؤدي لموت الأنسجة في أصابع القدم والقدم والساق، وتُشير بعض النتائج إلى أن العديد من المرضى الذي يخضعون لعملية البتر نتيجة تلك المضاعفات تزداد لديهم نسبة الوفاة خلال 5 سنوات من إجراء عملية البتر، ولكن هذه الإحصائيات لا تنطبق على الجميع لذا يجب مناقشة الأمر باستفاضة مع الطبيب.
التعافي من عملية البتر
بعد عملية البتر يحتاج المريض للبقاء في المشفى لعدة أيام، وأحياناً قد تستمر الإقامة لأسبوع أو أسبوعين. ويقوم الفريق الطبي بمتابعة التعافي والتقدم في العلاج بعد العملية، وسوف يتلقى أدوية لتخفيف الألم وعدم الراحة ومضادات حيوية لمنع الالتهابات والعدوى. والعديد من المرضى يقومون بالمتابعة مع طبيب نفسي بعد العملية للتأقلم مع التغير الذي حدث بفقدان أحد الأطراف.
وتتضمن بعض النصائح للمساعدة في عملية التعافي ما يلي:
- اتباع تعليمات العناية بالجرح بحرص، ويجب أن يظل الجرح نظيفاً وجافاً، ويجب إخبار الطبيب في حالة اختبار أي علامات لوجود التهاب أو إفرازات.
- يجب تناول الأدوية الموصوفة بالترتيب الذي تم وصفها به للحصول على أقصى فائدة منها.
- يجب الحصول على العلاج الفيزيائي والمشاركة به قدر الإمكان للحفاظ على قوة العضلات والأوتار وحركة الأنسجة الأخرى.
وقد يتطلب الأمر بعض الوقت لاستعادة القدرة على الحركة بعد عملية البتر، فبعض الأشخاص الذين تعرضوا لبتر في الساق أبلغوا أنهم استعادوا القدرة الحركية المستقلة بعد ما يقرب من 6 أشهر.
متى يلتئم جرح البتر؟
قد يختلف وقت الشفاء وفقاً لمكان البتر وسببه، فجرح البتر الناتج عن الحالات المزمنة مثل السكري أو مرض الشريان المحيطي يمكن أن يستغرق وقت أطول للشفاء، حيث أن تدفق الدم وشفاء الجروح متضرر بالفعل نتيجة تلك الحالات مما قد يزيد من فترة التعافي، ويمكن أن يحدد الجراح أو الطبيب فترة التعافي والتئام الجرح بطريقة أفضل وفقاً لكل حالة.
متى يتم تركيب الطرف الصناعي بعد البتر؟
في العديد من حالات عمليات البتر يتم الاستعانة بطرف صناعي ليحل محل الطرف المفقود، حيث تقوم الأطراف الصناعية بمحاكاة حركات الأطراف الطبيعية، ولكن قد يكون من الصعب التعود عليها في البداية.
وعادة ما يتم قياس الطرف الصناعي بعد 6 أو 8 أسابيع (أو شهرين) من عملية البتر وعند تمام شفاء الجرح وقد تستغرق عملية التعلم والاعتياد عليه حتى 6 أشهر، وعند الحصول على الطرف الصناعي، يتم إمداد المريض عادة بالمعلومات الأساسية والتي تشمل:
- كيفية وضع الطرف الصناعي.
- كيفية إزالته.
- كيفية المشي والحركة وهو موجود.
- كيفية العناية به والعناية بالجلد مكان وضعه (مكان البتر).
وفي بعض الأحيان، ووفقاً لنوع العملية والصحة العامة وتفضيل المريض نفسه، قد لا يتم استخدام الأطراف الصناعية، وحينها يقوم الطبيب بإمدادك بالتعليمات التي سوف تساعدك في معرفة كيفية التحرك والتعامل بدون الطرف المبتور، كما يتم عادة العمل مع طبيب نفسي للتكيف. وحينها قد يختار المريض الاعتماد على أداة تساعد على المشي مثل العصا أو المشاية. وسوف يقوم الطبيب بالمساعدة أيضاً فيمل يتعلق بكيفية المشاركة في الأنشطة اليومية والحياة الاجتماعية بعد العملية.