كيف تعمل الإبر الصينية؟ وما سبب شهرتها واستخدامها بكثرة في العديد من الدول؟ تعرفوا من الفقرات التالية على فوائد العلاج بالإبر الصينية أو عملية الوخز بالإبر المختلفة وكيف تعمل تلك الإبر وما الفرق بينها وبين الإبر الجافة ومعلومات أخرى عديدة عنها كيف تساعد في فقدان الوزن وبعض أضرارها المحتملة.
ما هي الإبر الصينية؟
الإبر الصينية أو الوخز بالإبر (بالإنجليزية Acupuncture) هي ممارسة يتم خلالها ثقب الجلد بإبر رفيعة وصلبة ومعدنية، ثم يتم تفعيلها بواسطة حركات معينة وخفيفة يقوم بها المتخصص بواسطة يديه أو بواسطة تحفيز كهربائي.
والإبر الصينية هي جزء من الطب الصيني القديم الذي يعتقد بوجود أكثر من 2000 موضع للوخز بالإبر متصلين بمسارات أو خطوط طول، وهذه المسارات تقوم بعمل تدفق للطاقة من خلال أجزاء الجسم المسئولة عن الصحة بشكل عام.
كما يعتقد أن حدوث خلل في توزيع وتدفق الطاقة يمكن أن يتسبب في حدوث الأمراض، وعن طريق الوخز بالإبر الصينية في نقاط معينة، يمكن تحسين هذا التدفق وبالتالي تحسين الصحة. ووفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية أصبحت الإبر الصينية تُستخدم في أكثر من 103 دولة.
كيف تعمل الإبر الصينية؟
طريقة عمل الإبر الصينة غير مفهومة كلياً ولكن توجد أدلة تقترح أن تلك الإبر لها تأثير على الجهاز العصبي وعلى أنسجة الجسم الأخرى، كما أن لها تأثيرات إيحائية (تحدث نتيجة رغبة المريض في الشفاء والإيمان بقوة هذا العلاج). وذلك وفقاً لبعض الدراسات الحيوانية والبشرية، بما في ذلك الدراسات التي تستخدم طرق التصوير لمعرفة ما يحدث في الدماغ.
وكما ذكرنا سابقاً يُعتقد في الطب الصيني أنه توجد طاقة تتدفق خلال الجسم وأن حدوث أي اضطرابات في تلك الطاقة أو اختلال في توازنها يمكن أن يؤدي لحدوث المرض، لذا يهدف الوخز بالإبر إلى استعادة توزان هذه الطاقة باستخدام الإبر الصينية في مناطق الوخز بالإبر في الجسم، ويوجد المئات من تلك المناطق منتشرة على 14 خط طول أساسي. وتقوم تلك الإبر بتحفيز الجهاز العصبي المركزي والجهاز المناعي لعمل التالي:
- الاستجابة تجاه أي مرض أو عرض.
- إعادة توازن الجسم.
- إطلاق المواد الطبيعية مثل الإندورفين (مسكنات الألم الطبيعية في الجسم) والناقلات العصبية والمواد الكيميائية التي تتحكم في النبضات أو الاندفاعات العصبية.
ما يحدث خلال وبعد الوخز بالإبر
خلال أول موعد يقوم المتخصص بالتحدث معك عن الحالة وسبب اللجوء لهذا الخيار العلاجي البديل، ثم يقوم بفحص الجسم والمناطق التي تستجيب للإبر الصينية. ويقوم المتخصص بعد هذا بوضع الإبر في النقاط أو الأماكن المخصصة لها في الجلد.
والإبر المستخدمة في هذا الإجراء يجب أن تكون معقمة ويقوم الاختصاصي بوضعها في أعماق مختلفة، بداية من 2 سم أو أعمق. ويجب أن تبقى الإبر في الداخل عدة دقائق أو يمكن تركها لمدة تصل إلى 20 دقيقة.
وقد تشعر بوخز بسيط عند إدخال كل إبرة، ولكنه يكون أقل إيلاماً مما تشعر به عن الحصول على لقاح أو سحب عينة من الدم، فالإبر الصينية أقل سمكاً من الإبر الطبية، كما أنها صلبة وغير مجوفة. فقط يمكن أن تتسب هذه الإبر بشعور بألم خفيف أو تنميل في العضلات، ويخبرك الاختصاصي بأن تخبره عندما تشعر بهذه الأحاسيس فعادة ما تعني أن العلاج فعال.
والوخز بالإبر الصينية يكون له تأثير مهدئ، لذا عند الانتهاء قد ترغب في أن يصطحبك أحد إلى المنزل، خاصة أول موعد، وفي حالة كنت بمفردك يجب أن تنتظر لمدة 10 دقائق على الأقل قبل أن تبدأ في التحرك أو القيادة.
فوائد الابر الصينية
وفقاً لبيانات مركز National Center For Complementary and Alternative Medicine (NCCIH) وبيانات دراسات أخرى يمكن أن يساعد الوخز بالإبر في علاج الحالات التالية:
- ألم الرقبة.
- هشاشة العظام.
- ألم الركبة.
- الصداع بما في ذلك الصداع النصفي وصداع التوتر.
- تقلصات الدورة الشهرية.
- اعتلال الأعصاب المحيطة.
- الغثيان.
- التقيؤ.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- التعب.
- اعتلال الأوتار.
- إصابات الرياضة.
- ألم الأسنان.
- الفيبروميالغيا.
- اضطرابات الجهاز التنفسي مثل التهاب الأنف التحسسي.
- حالة مرفق التنس.
- متلازمة القولون العصبي.
- سن اليأس والهبات الساخنة.
الإبر الصينية للظهر:
تُشير إحدى الدراسات إلى أن استخدام الإبر الصينية ساعد في تقليل حدة ألم أسفل الظهر وساعد في استعادة وظيفة الظهر بعد العلاج، ولكن كانت هذه الدراسة على المدى القصير ولا يوجد ما يكفي ليشير لتأثير استخدام هذه الطريقة لعلاج ألم الظهر على المدى الطويل، أو كيف تساعد هذه الطريقة بالتحديد في التخلص من ألم الظهر.
فوائد الإبر الصينية للوجه:
يمكن أن يتم إجراء الوخز بالإبر في الوجه أحياناً لأغراض تجميلية، حيث يمكن أن تساعد في تحسن شكل الجلد على الرأس والوجه والعنق، ووفقاً لدراسة صغيرة تم عمل 5 جلسات للمشاركين على مدار 3 أسابيع، وأظهر نصف المشاركين تحسن في مرونة الجلد، مما ساعد بالتبعية في تحسين شكله.
الإبر الصينية للتخسيس:
في بعض الحالات يتم استخدام تلك الإبر بهدف خسارة الوزن، وفي حالة التخسيس يقوم الاختصاصي بوضع الإبر في الأذن، حيث تقترح بعض الدراسات أن تحفيز بعض النقاط المعينة في الأذن الخارجية يمكن أن يساعد في توازن الهرمونات مما بدوره يقلل من نوبات الجوع والشهية.
ويمكن أن تؤثر تلك الإبر على هرمونين أساسيين يساعدان في خسارة الوزن وهما:
- الجريلين Ghrelin الذي يتحكم في الشهية.
- اللبتين Leptin الذي ينظم تخزين الدهون وعملية الأيض.
وعن طريق تحفيز تلك الهرمونات، يمكن أن يساعد الوخز بالإبر في تقليل الرغبة في تناول الطعام والتحكم في الشهية وتحسين الهضم وتعزيز عملية الأيض، وكل هذه العوامل قد تؤدي لخسارة الوزن.
أضرار الإبر الصينية
كما هو الحال مع أي طرق علاج بديلة، يمكن للعلاج بالإبر أن يتسبب في حدوث بعض الأضرار المحتملة مثل:
- ألم ونزيف مكان إدخال الإبر.
- الغثيان.
- الالتهابات أو العدوى.
- الطفح الجلدي.
- ردود فعل تحسسية.
- كدمات حول أماكن وضع الإبر.
- الدوخة أو الدوار.
وتوجد بعض الأضرار الأقل شيوعاً التي يمكن أن تحدث أيضاً، ولكن بنسبة قليلة مثل:
- إصابة في الأوعية الدموية أو الأعصاب.
- انكسار الإبر داخل الجلد وحدوث مضاعفات.
- حدوث إصابات في أعضاء الجسم.
- إصابات في الدماغ والحبل الشوكي.
ولتقليل حدوث أي ضرر من أي نوع، يجب أن تتم هذه العملية بواسطة اختصاصي مرخص للممارسة أو بواسطة طبيب، وباستخدام إبر نظيفة ومعقمة ويمكن التخلص منها بعد الانتهاء.
الفرق بين الإبر الجافة والابر الصينية
يوجد أوجه تشابه بين الإبر الجافة والإبر الصينية ولكن يوجد اختلاف في العملية أو الممارسة نفسها، فالإبرة الصينية تُستخدم في الحالات السابق ذكرها وبالطريق المذكورة في السطور السابقة، بينما الإبر الجافة هي تقنية يتم استخدامها من قبل اختصاصين العلاج الطبيعي لعلاج آلام العضلات والعظام ومشاكل الحركة وتُستخدم كجزء من برنامج أكبر للتحكم في الألم يتضمن التمارين الرياضية وتمارين الامتداد والمساج وتقنيات أخرى. وخلال هذه التقنية يتم وضع الإبر في المناطق أو المناطق الليفية العضلية المحفزة.
وتُستخدم الإبر الجافة لتخفيف الألم وزيادة القدرة الحركية في بعض الحالات المعينة مثل:
- مشاكل المفاصل.
- مشاكل الديسك في الظهر.
- التهاب الأوتار.
- مشاكل الفك والفم.
- مصع الرقبة.
- ألم الحوض.
- التقلصات الليلية.
- ألم الأطراف الوهمي.