تلجأ بعض النساء الحوامل إلى العملية القيصرية للإنجاب بدلاً من الولادة الطبيعية للعديد من الأسباب والعوامل التي تشير للخضوع لهذا الإجراء، لذا اعرفي معنا ما هي العملية القيصرية وأنواعها وأسباب إجرائها من خلال هذا المقال.
ما هي العملية القيصرية؟
العملية القيصرية هي عملية إخراج الطفل من الرحم عن طريق فتح جرحين في البطن والرحم. وتحديد العملية القيصرية قد يتم قبل موعد الولادة بفترة طويلة، كوجود تاريخ مرضي سابق لحالات الحمل المصحوبة بمضاعفات، أو في حالة إجراء ولادات قيصرية سابقة، ولكن في أغلب الحالات التي تجري القيصرية للمرة الأولى لا يتمّ أخذ القرار إلا عند الدخول الفعلي في الولادة.
وإذا كُنتِ حامِلاً فيجب عليكِ معرفة ما يتمّ في القيصرية سواء أثناء العملية نفسها أو بعد العملية حتى تكوني مستعدة.
أنواع العملية القيصرية
جرح العملية القيصرية ليس مجرد شق أو قطع واحد في منطقة في البطن، بل يحتاج الطبيب إلى إحداث شقين لإخراج الجنين، حيث يبلغ حجم الشقين من 4 إلى 6 بوصات ليكونا مناسبين بما يكفي لإخرج رأس الطفل وجسمه، والشقين هما:
1- جرح خارجي: يقوم الطبيب الجراح بإحداث شق في الطبقة الخارجية أسفل البطن.
2- جرح داخلي: حيث يقوم الطبيب بإحداث شق في جدار الرحم من الداخل لإخراج الجنين، وشكل الشق أو الجرح يكون وفقًا لحالتك، وشكل الجرح قد يتضمن الآتي:
- قطع رأسي (قطع كلاسيكي): حيث يقوم الجراح بإحداث شق رأسي من بين السرة إلى خط العانة، ويعتبر من جروح العملية القيصرية الأكثر إيلامًا، ويترك ندبة أكثر وضوحًا في المستقبل، ولكنه ضروريًا في حالات الطوارئ التي تكونين فيها أنتِ أو طفلك عرضة للخطر، لذا يحتاج الجراح حينها الوصول لطفلك بشكل أسرع.
- قطع أفقي (قطع البكيني): ويلجأ 95% من النساء لهذا النوع من أنواع جروح الولادة القيصرية، وذلك لأنه يسبب نزيف أقل، ويكون أقل إيلامًا ووضوحًا بعد الشفاء، ويسمح للمرأة في المستقبل القيام بولادات طبيعية دون حدوث تمزق للجرح.
كيفية إغلاق جرح العملية القيصرية
نظرًا لأنكِ ستحصلين على شقين أحدهما في بطنك والآخر في رحمك، فسيقوم الطبيب بإغلاق كلا الشقين ولكل شr طريقة مختلفة عن الآخر وهما:
شق الرحم
تستخدم الغرز الذائبة لإغلاق الرحم، وتصنع تلك الغرز من مواد كيميائية يمكن للجسم أن يكسرها بسهولة، لذا فإنها تذوب تدريجيًا مع التئام الجرح.
شق البطن
- الدباسة: يغلق الطبيب الجراح بطن المرأة عن طريق استخدام دباسة الجلد، ويتم إزالتها في الغالب بعد أسبوع من الجراحة في عيادة الطبيب أو المشفى.
- الغرز: يستخدم الأطباء الإبرة والخيط الغير قابل للذوبان لخياطة الجرح، ويأخذ هذا الإجراء وقتًا طويلاً حيث يستغرق حوالي 30 دقيقة، إلا أن الدراسات أثبتت أن 57% من النساء الذين تم إغلاق جرح العملية القيصرية لديهن بتلك الطريقة كانوا أقل عرضة للإصابة بالمضاعفات، يتم إزالتها بعد أسبوع.
- الغراء: يقوم الجراح باستخدام الصمغ الطبي لإغلاق الجرح حيث يضع الصمغ على الجرح والذي يوفر غطاءًا واقيًا يمنع تلوث الجرح، حتى يتقشر تدريجيًا مع التئام الجرح.
لماذا يتم إجراء العملية القيصرية؟
في بعض الأحيان تكون العملية القيصرية هي خيار أكثر أماناً لك ولطفلك، مقارنة بالولادة الطبيعية، وقد يلجأ طبيبك إلى العملية القيصرية في الحالات التالية:
- عدوم حدوث الولادة الطبيعية بشكل طبيعي، مثل الحالات التي لا يُفتح فيها عنق الرحم على الرغم من انقباضات الرحم المستمرة لساعات طويلة.
- إذا كان الطفل في وضع خطر، كأن تكون دقات قلبه غير منتظمة، وحصوله على الأكسجين غير جيد.
- إذا كان الطفل في وضع غير طبيعي داخل الرحم، فمن الطبيعي أن يكون الطفل في وضع رأسي ورأس الطفل لأسفل باتجاه الحوض، ولكن في بعض الحالات تتجه رأس الطفل للأعلى أو يكون الطفل في وضع أفقي، وهُنا قد يلجأ الطبيب للولادة القيصرية لتجنّب المضاعفات.
- حالات الحمل المتعدد، فعند وجود أكثر من طفل داخل الرحم قد يلجأ الطبيب إلى ولادة قيصرية.
- إذا كانت هُناك مشكلة في المشيمة مثل حالات المشيمة المتقدمة التي تغطي عنق الرحم.
- سقوط الحبل السري، وذلك لتجنّب اختناق الطفل عند ضغطه على الحبل السري في قناة الولادة.
- إذا كانت الأم تعاني من مشكلة مرضية، كمشاكل في القلب أو المخ أو كانت الأم لديها عدوى في الجهاز التناسلي يخشى أن تنتقل للطفل.
- وجود مشكلة تعيق مسار الطفل أثناء الولادة، كوجود ورم ليفي كبير الحجم أو حدوث كسر في عظام الحوض أو في حالة كبر حجم رأس الطفل.
- إجراء جراحات قيصرية سابقة، وذلك اعتماداً على نوع الفتح الجراحي وتاريخ الولادة السابقة.
وبعض السيدات يطلبن إجراء العملية القيصرية في أول ولادة لهنّ لتجنّب ألم الولادة الطبيعية ومضاعفاتها، ولكن الأطباء لا ينصحون بإجراء العملية القيصرية بدون حاجة إذا كانت الأم تخطط لإنجاب أطفال كثيرين، وذلك لأن القيصرية المتعدد تزيد من فرصة حدوث نزيف أو انفجار في الرحم ومشكلات في المشيمة في الولادات التالية.
مخاطر العملية القيصرية
تُصنف العملية القيصرية من الجراحات الكُبرى، وتحمل نسبة خطورة، وتنقسم خطورتها لمخاطر تؤثر على الأم ومخاطر تؤثر على الطفل.
مخاطر تؤثر على الطفل
- مشكلات التنفس، فالأطفال المولودين عن طريق العملية القيصرية يتزايد احتمال إصابتهم بسرعة التنفس خلال أيام الولادة الأولى.
- إصابة الطفل بجروح بشكل عرضي أثناء فتح الرحم بالأدوات الجراحية ولكنها نادرة الحدوث.
مخاطر تؤثر على الأم
- العدوى، فقد تتعرض الأم لعدوى في بطانة الرحم بعد الولادة.
- نزيف ما بعد الولادة، حيث يمكن أن يحدث نزيف شديد أثناء أو بعد الولادة.
- مُضاعفات التخدير، كالحساسية الشديدة من أدوية التخدير.
- تجلّطات دموية، وخاصة جلطات الساق والتي قد تؤدي إلى جلطات رئوية تهدد حياة الأم.
- إصابة جرح القيصرية بالعدوى.
- يمكن أن تُصاب الأم بجروح عارضة في المثانة أو الأمعاء، ولكنها نادرة الحدوث.
- زيادة عوامل الخطورة في الحمل التالي، فكلما زاد معدّل العمليات القيصرية التي تجريها الأم كلما زادت احتمالية حدوث مضاعفات، مثل المشيمة المتقدمة أو المشيمة الملتصقة بجدار الرحم، وأيضاً تتزايد احتمالية حدوث انفجار في الرحم كلما زادت العمليات القيصرية، وخاصة إذا بدأ ألم المخاض قبل التحضير للولادة.
مضاعفات العملية القيصرية المحتملة
هناك بعض المضاعفات المحتملة التي يمكن أن تحدث أثناء أو بعد الولادات القيصرية وهي كما يلي:
- فقدان الكثير من الدم.
- حدوث جلطة دموية.
- الإصابة بعدوى ما بعد الجراحة أو الحمى.
- إصابة أحد الأعضاء أثناء الجراحة.
- استئصال الرحم في حالات الطوارئ.
- حدوث رد فعل تحسسي تجاه الأدوية أو التخدير.
- الإصابة بندبة وصعوبة في الولادات في المستقبل.
- تضرر الجنين أثناء الخروج.
- وفاة الأم.
ولكن لحسن الحظ من النادر حدوث أو الإصابة بمضاعفات خطيرة من الولادات القيصرية في البلدان المتقدمة، حيث تعد وفيات الأمهات أثناء الولادة نادر جدًا، ولكن تزداد احتمالية وفاة النساء اللاتي خضعن لعملية قيصرية مقارنة بالنساء اللاتي أنجبن عن طريق المهبل، وهذا مرتبط أكثر بمضاعفات الحمل التي تجعل الولادة القيصرية ضرورية.
كيفية التحضير للعملية القيصرية
عند تحديد العملية القيصرية سيقوم طبيب النساء بتحويلك إلى طبيب التخدير لإجراء الفحوصات اللازمة واستبعاد أي مضاعفات قد تحدث جرّاء التخدير.
ومن الفحوصات الهامة التي يجب إجراؤها قبل العملية القيصرية هو تحليل الدم لمعرفة فصيلة الدم ونسبة الهيموجلوبين، وهي مؤشرات هامة للتعامل مع أي حالة نزيف قد تحدث أثناء الولادة وتحتاج إلى نقل دم.
وحتى لو كنتِ تخططين لولادة طبيعية يجب مناقشة الطبيب حول العملية القيصرية قبل موعد ولادتك، فقد تضطرين إلى اللجوء إلى عملية قيصرية في اللحظات الأخيرة. وبعد العملية القيصرية سوف تحتاجين وقتاً للتعافي والراحة التامة من أجل استعادة صحتك كاملة ورعاية طفلك بشكل سليم.
خطوات الاستعداد للعملية القيصرية
من الضروري أن تعرفي ما يجب عليك عمله استعدادا للعملية وما تتوقعينه أثناء وبعد العملية:
ما قبل العملية القيصرية
- يجب الاستحمام بالماء وصابون مضاد للبكتيريا الليلة التي قبل العملية وصباح يوم العملية، ويجب أيضاً الحرص على عدم حلق شعر العانة خلال الأربع وعشرين ساعة السابقين للعملية، حتى لا تتزايد احتمالية العدوى، وإذا كان في حاجة إلى الإزالة اتركي ذلك للفريق الطبي.
- في المستشفى سيتم تنظيف سطح البطن وتركيب قسطرة بولية وخط وريدي لإعطاء الأدوية والمحاليل وأخذ العينات.
- التخدير معظم الولادات القيصرية يتم إجراؤه عن طريق تخدير نصفي، ولكن في بعض الحالات قد تحتاجين إلى تخدير كلي اعتماداً على حالتك الصحية.
أثناء العملية القيصرية
- سيقوم الطبيب بعمل فتح جراحي في سطح البطن وآخر في الرحم لاستخراج الطفل.
- الجرح على سطح البطن في الغالب ما يكون أفقياً، ولكن في بعض الأحيان قد يكون رأسياً كما ذكرنا سابقًا.
- يقوم الطبيب بعمل فتحات في طبقات البطن المختلفة، حتى يصل إلى الرحم فيقوم بعمل فتحة مناسبة لإخراج الجنين.
- يتم تنظيف فم الجنين وأنفه عن طريق شفاط الأنف والفم ثم قطع الحبل السري، وبعد إخراج المشيمة يتم غلق الرحم وطبقات البطن مرة أُخرى.
بعد العملية القيصرية
بعد إجراء العملية القيصرية قد تحتاجين إلى المكوث في المستشفى عدة أيام لتلقّي العلاج المناسب لتخفيف الألم. وبعد أن يتلاشى تأثير التخدير في جسمك يجب تناول كمية كبيرة من السوائل والتحرك على الأقدام، وذلك لتفادي الإمساك أو الجلطات الوريدية في الساق.
والفريق الطبي سوف يتابع حالة الجرح لاستبعاد أعراض العدوى وأيضاً متابعة حالة القسطرة البولية لمعرفة الوقت اللازم لإزالتها. ويمكنك البدء في الرضاعة الطبيعية في أقرب وقت ممكن وتستطيعين الحصول على نصائح الرضاعة الطبيعية من الممرضة أو من أخصائية الرضاعة الطبيعية. ويجب الاهتمام بحصول الطفل المولود على التطعيمات اللازمة له بعد الولادة.
الفرق بين ابرة الظهر والتخدير النصفي في القيصرية
إبرة الظهر تستخدم لتخدير الشق السفلي من الجسم، لتخفيف الألم أثناء عملية الولادة الطبيعية أو لمنع الشعور بألم أثناء ذلك، ويدوم تأثيره من 20 إلى 25 دقيقة، بينما التخدير النصفي يكون عن طريق تخدير الأعصاب وذلك بإدخال المخدر مباشرة بإبرة بين الفقرتين القطنيتين الرابعة والخامسة حتى يصل إلى الحبل الشوكي، ويكون أكثر فعالية من إبرة الظهر، حيث يحدث تأثيره وفعاليته خلال 5 دقائق.
العودة إلى المنزل بعد العملية القيصرية
بعد إجراء عملية العملية القيصرية فإن الشعور بالألم وعدم الراحة هو أمر متوقع، وإليكِ عدّة نصائح لتعزيز التئام الجرح وتخفيف الأعراض:
- احصلي على الراحة اللازمة واجعلي كل الأشياء التي تحتاجينها أنتِ وطفلك على مقربة منك، وأيضاً تجنّبي حمل أي شيء وزنه أثقل من الطفل أو الجلوس في وضع القرفصاء.
- احصلي على المسكنات اللازمة للألم والتي لا تؤثر أيضاً على سير عملية الرضاعة الطبيعية، وسيقوم طبيبك بتوجيهك لتلك الأدوية.
- تجنبي الجماع بعد القيصرية خلال الستة أسابيع الأولى بعد العملية لتفادي خطر العدوى.
- قومي بعمل فحص مستمر للجرح وأسرعي باستشارة الطبيب إذا وجدتِ أي علامات خطورة، كالألم غير المحتمل أو التورُّم والاحمرار أو خروج سوائل من مكان الجرح.
- يمكنك مناقشة طبيبك في الحصول على وسيلة مناسبة لمنع الحمل القادم.
مدة شفاء العملية القيصرية
تشير العديد من الأدلة إلى أن الشفاء التام من الولادة القيصرية يستغرق من 4 إلى 6 أسابيع، ولكن مع ذلك يختلف كل شخص عن الآخر، حيث أشارت الكثير من الأبحاث إلى أن وقت التعافي قد يستغرق وقت أطول في بعض الأحيان، حيث أن 60 في المائة من النساء يعانين من بعض الألم في الشق بعد 24 أسبوعًا من الولادة.