تمكن بعض الباحثون من التوصل إلى العمليات العصبية التي تمكننا من الاحتفاظ بالذكريات القديمة، بينما تتلاشى ذكريات أخرى جديدة بمنتهى السهولة.
ويبدو أن في ذلك على سؤال يطرحه الكثير منا لماذا يمكننا أن تتذكر اسم أفضل صديق في طفولتنا لم نره منذ سنوات، ولكن من السهل أن تنسى اسم الشخص الذي التقيت به قبل قليل؟ بعبارة أخرى، لماذا تستقر بعض الذكريات على مدى عقود، بينما تتلاشى أخرى في غضون دقائق؟
لذلك قام العلماء بإجراء الدراسة على الفئران، ليقرروا أنه يتم ترميز ذكريات قوية ومستقرة من قبل فرق من الخلايا العصبية تطلق جميعها في تزامن، مع توفير التكرار الذي يسمح لهذه الذكريات تقوم بالاستمرار بمرور الزمن.
ويأتي هذا البحث في محاولة لفهم كيف يمكن أن يحدث تأثير سلبي بعد حدوث تلف في الدماغ، وذلك نتيجة لبعض الحالات المرضية مثل السكتات الدماغية أو مرض الزهايمر.
طور الفريق اختبارًا لفحص النشاط العصبي للفئران أثناء التعرف على مكان جديد وتذكره، كما قاموا في الاختبار، تم وضع الفئران في حاوية مستقيمة، بطول حوالي 5 أقدام مع جدران بيضاء، كما تم وضع ماء السكر (علاج للفئران) في نهاية المسار.
أثناء استكشاف الفئران قام الباحثون بقياس نشاط الخلايا العصبية المحددة في الحصين في الفئران (وهي منطقة في دماغ حيث تتشكل ذكريات جديدة) تلك الخلايا مسؤولة عن عملية ترميز الأماكن.
عندما تم وضع الفأر في البداية في المسار، لم تكن متأكدا مما يجب فعله وتجوّل إلى اليسار واليمين حتى صادف ماء السكر.
في هذه الحالات، تم تنشيط الخلايا العصبية المفردة عندما لاحظت الفئران وجود رمز على الحائط، ولكن خلال تجارب متعددة مع المسار، أصبحت الفئران على دراية بها وتذكرت مواقع السكر.
عندما أصبحت الفئران أكثر دراية، تم تنشيط المزيد والمزيد من الخلايا العصبية في تزامن من خلال رؤية كل رمز على الحائط، في الأساس كان الفأر يدرك مكانه فيما يتعلق بكل رمز فريد.
الدراسة حددت كيف تتلاشى الذكريات مع مرور الوقت، حجب الباحثون الفئران عن المسار لمدة تصل إلى 20 يومًا، فعند العودة إلى المسار بعد هذا الاستراحة، تذكرت الفئران التي شكلت ذكريات قوية مشفرة بأعداد أكبر من الخلايا العصبية المهمة بسرعة.
على الرغم من أن بعض الخلايا العصبية أظهرت نشاطًا مختلفًا ، إلا أنه كان يمكن تحديد ذاكرة الفئران للمسار بوضوح عند تحليل نشاط مجموعات كبيرة من الخلايا العصبية، وبعبارة أخرى فإن استخدام مجموعات من الخلايا العصبية يمكّن الدماغ من التكرار ولا يزال يتذكر الذكريات، حتى لو كانت بعض الخلايا العصبية الأصلية صامتة أو تالفة.
جدير بالذكر أن الدراسة تقترح أنه في يوم من الأيام، يمكن تصميم علاجات تعزز توظيف عدد أكبر من الخلايا العصبية لترميز الذاكرة يمكن أن يساعد في منع فقدان الذاكرة و الاحتفاظ بالذكريات