في الوقت الذي يعتقد فيه البعض أن شرب الحليب قليل الدسم مفيد للصحة، كشفت دراسة جديدة عن أن تلك العادة قد تكون مرتبطة إلى حد ما بخطر الإصابة بـ مرض باركنسون – الشلل الرعاش .
في هذه الدراسة قام الباحثون بتحليل بيانات حوالي 130،000 رجل وامرأة مع تتبع عاداتهم الغذائية كل أربع سنوات مع تتبع أيضا حالة الأشخاص الذي تم تشخيصهم بإصابتهم بـ مرض باركنسون ، ومع استطلاع النتائج بعد مرور 25 عاما، أظهرت النتائج إصابة أكثر من 1000 شخص بمرض باركنسون (وهو مرض عصبي يؤثر على الحركة).
كما أظهرت النتائج أن أولئك الذين قاموا باستهلاك على الأقل 3 حصص من الحليب قليل الدسم كان لديهم نسبة خطورة الإصابة بالمرض تقدر بـ 34% في مقابل أولئك الذي كانوا يتناولون حصة واحدة باليوم.
لكن جدير بالذكر أن أحد الباحثين بالدراسة وهي كاثرين هيوز الباحثة بهارفرد صرحت قائلة ” من المهم أن نلاحظ أن معدل الإصابة بـ مرض باركنسون مازال منخفضا حتى بين الأشخاص في الدراسة الذين استهلكوا نسب عالية من الحليب قليل الدسم”.
حيث أنه من ما يقرب 5830 شخص من الذين كانوا يتناولون 3 حصص من اللبن قليل الدسم يوميا 1% فقط أي 60 شخصا أصيبوا بمرض باركنسون خلال الربع قرن من المتابعة، في مقابل حوالي 7000 من الذين تناولوا حصة في اليوم أو أقل فقط أصيب 0.6 % أي 483 بالمرض.
كما أن النتائج لم تتثبت أن اللبن خالي أو قليل الدسم يسبب الإصابة بالمرض، فقد يكون خطر الإصابة ناتج عن عامل ثالث مرتبط بالاستهلاك للحليب خالي الدسم و الإصابة بالمرض.
وفقا لكاثرين قد يكون ذلك راجع إلى أن البروتين في اللبن يقلل من اليورات في الدم، حيث وجد العلماء أن المستويات العالية من اليورات قد تكون إلى حد ما مرتبطة بخطر الإصابة بمرض باركنسون، كما أضافت أن الملوثات في منتجات الألبان كالمبيدات قد يكون لها علاقة بذلك.
أيضا لم يستطع الباحثون أن يحددوا بشكل مؤكد لماذا لم يجدوا صلة بين المرض ومنتجات الألبان كاملة الدسم، لكنهم قالوا أن التأثيرات المضادة للدهون المشبعة في الألبان عالية الدسم يمكن أن تساعد في تعزيز نسبة اليورات الوقائي.
في النهاية صرح جيمس بيك الباحث بمؤسسة باركنسون أنه بالرغم من أن تلك الدراسة تعتبر إضافة إلى نتائج أبحاث سابقة إلا أنه لا يجب أن يقوم الناس بتغيير وجباتهم الغذائية بشكل كبير، خاصة أن النتائج أظهرت زيادة متواضعة في خطر الإصابة بالمرض كما يعتبر المرض نادرا نسبيا بالنسبة لعامة السكان.