عرضت نتائج دراسة أقيمت لتحديد تأثير قلة استهلاك الملح على خفض ضغط الدم المرتفع في اجتماع البيولوجيا التجريبية في شيكاغو 2017، حيث توضح هذه الدراسة أن خفض استهلاك الملح في الطعام لا يرتبط بـ خفض ضغط الدم المرتفع، وترجح إعادة النظر في كميات الملح الموصى بها في الإرشادات الغذائية لمرضى ارتفاع ضغط الدم، حيث أن منظمة الصحة الوطنية في بريطانيا كانت تنصح باستهلاك 6 جرام فقط من الملح يوميا أي ما يعادل 2.4 جرام من الصوديوم.
ولقد قام الباحثون القائمون على تلك الدراسة بفحص 2632 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 30 و 64 سنة ممن لا يعانون من ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، وعلى مر 16 عام وجدوا أن الذين استهلاكوا الصوديوم بنسبة أقل من 2.5 جرام يوميا كانوا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، بينما الذين كانوا يتجاوزون 2.5 جرام لم يعانوا من ارتفاع ضغط الدم.
حيث اعتبر الباحثون أن الإرشادات الغذائية الخاصة بتقليل استهلاك الملح تتجاهل حقيقة أن الملح يرفع مستوى الهرمونات في الجسم التي تساعد على تنظيم ضغط الدم وخفضه، كما أن الخبراء قد صرحوا سابقا أن البوتاسيوم في الموز والبطاطس يساعد على حفظ التوازن في ضغط الدم بالإضافة إلى الماغنسيوم والكالسيوم، وتأثير مستويات تلك المعادن في الجسم يوضح سبب انخفاض ضغط الدم لمن يتناولون أكثر من 6 جرام من الملح يوميا.
كما صرحت الدكتورة لين مور Lynn Moore الأستاذة المساعدة في كلية الطب في جامعة بوسطن قائلة : ” إن بعض الأشخاض الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم تكون لديهم حساسية من الملح، لذلك يجب عليهم خفض استهلاك الملح، لكن ليس معنى ذلك أنه يجب على الجميع خفض استهلاك الصوديوم لخفض ضغط الدم، فإن تركيزنا على الصوديوم بكثرة جعلنا نتجاهل أهمية المعادن الأخرى المؤثرة في ضغط الدم، وهذا لا يعني أن نفرط في استهلاك الملح أيضا فوفقاً للدراسات السابقة فإن كثرة استهلاك الصوديوم أو قلة استهلاكه يعرضان لخطر الإصابة بأمراض القلب، فإن الاعتدال في الاستهلاك هو الحل الأمثل للحفاظ على الصحة “.