قالت دراسة تحليلية حديثة أن الزواج يساعد على تجاوز خطر الإصابة بـ الخرف بنسبة الثلث تقريبًا مقارنة مع من يعيشون في وحدة بسبب عدم الزواج أو فقدان شريك الحياة.
وأوضح باحثون بريطانيون أن الذين تجمعهم علاقة زواج هم أكثر عرضة لتناول الطعام الصحي، وأخذ الدواء، والذهاب إلى الطبيب إذا كانوا مرضى، وجميعها عوامل تقلل من خطر الإصابة بـ الخرف.
وجمعت الدراسة بيانات لأكثر من 800 ألف شخص في جميع أنحاء العالم.
وأوضح الباحثون أن التفاعل في الحياة بين الزوجين يبقي الدماغ نشطًا، ويمنع تطور المرض، وقالوا أن المتزوجين أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 30٪.
واكتشف الفريق البحثي من كلية لندن الجامعية أن الأرامل يزيد لديهم خطر الإصابة بالخرف بنسبة 20 في المائة، حيث أن الإجهاد الناجم عن الفاجعة يسبب التدهور المعرفي.
وقد عرف الأطباء منذ فترة طويلة أن الزواج يساعد الناس على البقاء بصحة جيدة، ولكن هذه الدراسة تقدم دليل أقوى على أن الزواج له تأثير كبير على الدماغ.
وجمع الباحثون نتائج 15 دراسة أجريت في أوروبا وآسيا والأمريكتين.
وقال الباحثون في مجلة طب وجراحة المخ والأعصاب والطب النفسي: “إن النتائج التي توصلنا إليها هي أقوى دليل على أن الأشخاص المتزوجين أقل احتمالاً لتطور مخاطر الخرف”.
وأضاف الباحثون “يجب أن يركز الأشخاص غير المتزوجين على الوقاية من الخرف، وينبغي دراسة التأثير المحتمل للمشاركة الاجتماعية كعامل خطر قابل للتعديل” فيما نصحوا الأشخاص غير المتزوجين بالحفاظ على نمط حياة صحي.
ويرى العلماء أن الزواج شكل “أساسي” من الدعم الاجتماعي، ووجدت البحوث أنه يوفر أيضا فرصة للبقاء على قيد الحياة، عند الإصابة بأزمة قلبية، ويقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والنوع الثاني من مرض السكري.
وقالت الدكتورة لورا فيبس، من مؤسسة الزهايمر للبحوث في المملكة المتحدة: “الناس الذين يتزوجون غالبا يتمتعون بصحة أفضل”.
وأضافت “يشجع الزوجان بعضهما على العادات الصحية، ويهتم كل طرف بصحة شريكه وتوفير الدعم الاجتماعي المهم. وتشير الأبحاث إلى أن التفاعل الاجتماعي يمكن أن يساعد على بناء احتياطي معرفي، ويطيل من أمد تطور أعراض الإصابة بمرض الزهايمر، وملاحظة ظهوره قبل تطور الأعراض”.
وعلق الدكتور جيمس بيكيت، رئيس الأبحاث في جمعية الزهايمر على الدراسة قائلا: “هذه الدراسة لا يمكن أن تخبرنا بشكل دقيق ماذا تقدم الحياة الزوجية لصحة الدماغ. ولكن التحليلات تشير إلى أن الصحة البدنية تتراجع لدى أولئك الذين يعيشون في وحدة. ويمكن أن نقول أن الوحدة مسؤولة ولو جزئيا عن ذلك”.
وأضاف “الاتصال الاجتماعي اليومي الذي يوفره الزواج قد يلعب دورا، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتأكيد أن هذا هو الحل”.
طالع أيضا: الفرق بين الخـرف والزهايمر .. أسبابهما والعلاقة بينهما