قالت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قدر كافي من النوم هم أكثر عرضة لتطور خطر الإصابة بمرض الزهايمر لأن البروتينات السامة في الدماغ تزيد بدون نوم.
وربطت العديد من الدراسات بين عدم كفاية النوم وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر فضلا عن 10 أمراض مزمنة على الأقل، بينما الدراسة الجديدة تكشف ما الذي يسببه الأرق تحديدًا في الدماغ ويرتبط بخطر الإصابة بالزهايمر.
وتقول الدراسة الجديدة لباحثين من جامعة واشنطن، أن النوم بمثابة نوع من نظام الصرف الصحي للدماغ، وبدون ذلك، تحصل انسدادات في العقل بسبب البروتينات السامة، بما في ذلك بروتين بيتّا أميلويد Beta-amyloid.
والناس المهيأة وراثيا للإصابة بمرض الزهايمر وهو مرض تنكس عصبي لديهم مستويات عالية بشكل غير طبيعي من هذه البروتينات، والحرمان ليلة واحدة من النوم، يزيد من إفراز بيتا أميلويد في الدماغ.
ويعتقد العلماء أن أسباب مرض الزهايمر متعددة الأوجه، فالوراثة والبيئة وعوامل نمط الحياة من المرجح أن تتحد جميعا لرفع احتمالات الإصابة بمرض الزهايمر.
ويبدأ المرض، بالنسيان ومن ثم فقدان الذاكرة ولكن يمكن أن يؤدي إلى ضعف االإدراك، والموت.
ويوضح العلماء أن البروتينات السامة عندما لا يتم تصريفها خلال النوم تصبح “لزجة كيميائيا” وتحيط بالأغشية التي تضم الخلايا العصبية، وقد تتداخل مع الإشارات التي يتم إرسالها عبر نقاط الاشتباك العصبي أو تعرقلها، مما يؤدي إلى تفكك الذاكرة والقدرات المعرفية لدى المصابين بمرض الزهايمر.
وأولئك الذين لديهم استعداد وراثي لمرض الزهايمر لديهم مستويات أعلى من هذه البروتينات من الآخرين، حتى قبل أن تطور الأعراض المعرفية.
الدراسة الجديدة الصغيرة، التي نشرت في أنالس أوف نيورولوغي، أجرت تجربة علي ثماني أشخاص، وأخذ الباحثون عينات من السائل النخاعي المحيط بالدماغ قبل النوم وكل ساعتين في اليوم التالي، من أجل قياس تراكم البروتينات في دماغ كل شخص.
وبعد ليلة واحدة فقط، كان المشاركون المكلفين بالبقاء مستيقظين لديهم زيادة كبيرة في بروتينات بيتا أميلويد في السائل النخاعي.
وكانت الزيادة بنسبة 25 إلى 30 في المئة في مستويات البروتين لديهم على الرغم من أن المشاركين كان لديهم في السابق مستويات طبيعية.
وهذا لا يعني أن هؤلاء المشاركين هم الآن في خطر مرتفع للإصابة بفقدان الذاكرة وهذا أمر مستبعد للغاية، وفقا لنتائج الدراسة.
وتقول الدراسة أن النوم العادي يساعد علي تصريف البروتينات السامة التي يؤدي تراكمها مع مرور الوقت لسد الخلايا العصبية.
وإذا كانت ليلة واحدة بلا نوم يمكن أن تؤدي إلى هذا القدر من الزيادات، فالراحة الكافية على مدار العمر مطلوبة للتغلب علي تراكم بروتينات بيتا أميلويد، التي تمنع التواصل بين أجزاء الدماغ.