الأطفال الذين تعرضوا لـ الاعتداء الجنسي يعانون من الآثار السلبية لـ البلوغ المبكر ، حيث أثبتت الدراسات الحديثة أنهم بالفعل يسبقون زملائهم الذين لم يتعرضوا للاعتداء الجنسي في البلوغ ، و أن هؤلاء الأطفال هم الأكثر عرضة للشعور بالمشاعر السلبية كقلة الثقة في النفس و الاكتئاب .
إن النمو البدني السابق لأوانه ، تم ربطه بأمراض كسرطان الثدي و كسرطان المبيض ، و هذا بسبب ازدياد هرمون الإستروجين على مدى فترة طويلة من الزمن ، بالإضافة إلى أن البلوغ المبكر يعد مساهم كبير في زيادة معدلات الاكتئاب ، و تعاطي المخدرات ، و المخاطرة في العلاقات الجنسية التي قد تؤدي إلى الحمل في سن المراهقة .
أقيمت الدراسة التي أجريت في جامعة ولاية بنسلفانيا ، على 84 فتاة لديها تاريخ من الاعتداءات الجنسية و 89 من البنات اللاتي لم يتعرضن لأي اعتداءات ، حيث تمت متابعة المشاركين من قبل سن البلوغ حتى مرحلة النضج الكامل من خلال نظام يعرف باسم Tanner staging.
وتأكد الباحثون من أن الفتيات اللاتي سبق تعرضهن للاعتداء الجنسي ، كن أكثر عرضة للبلوغ المبكر من الفتيات اللاتي لم يتعرضن لاعتداءات ، فقد نمت أثداء الفتيات اللاتي قد تعرضن للاعتداءات مبكرا عن الفتيات اللاتي لم يتعرضن للاعتداءات بـ 8 شهور ، و كذلك شعر العانة قد نمى مبكرا بـ 12 شهرا .
صرحت الدكتورة جيني نول Jennie Noll ، مديرة جمعية حلول سوء معاملة الطفل ، و أستاذة التنمية البشرية و دراسات الأسرة ، قائلة : ” على الرغم من أن فرق البلوغ المبكر بسنة قد يبدو شيء لا يدعو للاهتمام ، لكن تم ربط هذا النضج المتسارع بمشاكل الصحة السلوكية و العقلية و السرطانات التناسلية ” .
و أضافت الدكتورة جيني نول قائلة : ” كما يتغير الطفل جسديا ، يكون لديه / لديها النمو النفسي الملائم للتعامل مع هذا النضج ، لكن حالات التوتر الشديد بسبب الاعتداء الجنسي على الأطفال ، من الممكن أن تؤدي إلى زيادة هرمونات التوتر مما يسبب البلوغ المبكر ، ويتجاوز النضج الجسدي النمو النفسي و الاجتماعي .
هذه ليست هي الدراسة الأولى التي تدرس آثار الاعتداء الجنسي على سن البلوغ عند الفتيات الصغيرات ، حيث كشفت دراسة أجرتها جامعة كورنيل عام 2013 ، أن الفتيات اللاتي تعرضن للاعتداءات الجنسية منذ الصغر يصلن سن البلوغ أسرع ، و كانوا أيضا أكثر عرضة للمشاكل العاطفية ، حيث وجد الباحثون أن الفتيات اللاتي وصلن سن البلوغ قبل زميلاتهم ، من المرجح أنه تم استهدافهم من أجل التحرش الجنسي من قبل زملائهم ، وسماعهن كم كبير من التعليقات غير المرغوب فيها على تغيرات أجسادهن .
و أخيرا صرح القائمين على تلك الدراسة قائلين : ” إن واحدة من كل خمس فتيات في الولايات المتحدة لديها تاريخ من الاعتداء الجنسي ، وقد تتسبب هذه التحديات و الضغوطات في المعاناه من الاضطرابات العاطفية مثل الاكتئاب و القلق ، و نأمل أن تؤدي نتائج تلك الدراسات إلى زيادة الرعاية الوقائية و المساعدة النفسية و الاجتماعية للمرأة الشابة التي تواجه آثار النضج المبكر ” .