خلال الفترة الماضية كانت هناك دراسة قائمة لبحث العلاقة بين عدد ساعات النوم و ارتفاع معدل الإصابة بفيروس كورونا .. فهل هناك علاقة فعلاً؟!
أظهرت الدراسة أنه بالفعل هناك علاقة قوية .. حيث بدأوا الأمر على مقدمي الرعاية الصحية والعاملين في المجال الطبي فوجدوا أن الأشخاص الذين كانوا يحصلون على النوم الجيد وعدد ساعات كافية من الراحة بالفعل كانوا أقل عرضة للإصابة بعدوى فيروس كورونا على الرغم أنهم يتعرضون للمرضى بشكل مستمر!
وخلال الدراسة وجدوا أن معدل خطر الإصابة بفيروس كورونا قد انخفض بنسبة تصل لـ 12% للأشخاص الذين ينامون جيداً. وعلى النقيض وجدوا أن الأشخاص الذين كانوا يتعرضون للإرهاق الدائم وقلة النوم كان معدل خطر الإصابة بالكوفيد لديهم مرتفع، بنسبة تصل لـ 2.6% كما وجدوا أن فترة إصابتهم نفسها بالعدوى كانت أطول مع تعرضهم لأعراض فيروس كورونا الشديدة.
وجاءت هذه الدراسة لتوضح وتركز على عوامل الخطورة التي تزيد من فرص الإصابة بفيروس كورونا بعيداً عن قلة النظافة وعدم اتباع الإجراءات الوقائية .. حيث أوضحوا أن النظافة والإجراءات الإحترازية ليست كافية وحدها فلابد أن يحصل الشخص بجانب ذلك على النوم الكافي والتخلص من الضغوط اليومية والإرهاق. لأن مشاكل واضطرابات النوم والإرهاق المستمر قد تكون وراء تعدد فرص الإصابة بالأمراض الفيروسية بشكل عام.
وتعتبر هذه الدراسة حجر الأساس والدراسة الأولى التي تربط العلاقة بين خطر الإصابة بالكوفيد وبين عدد ساعات النوم خاصة على مقدمي الرعاية الصحية حيث كانت الدراسة معتمدة عليهم ليصلوا لنتائج فعالة.
وعلى الرغم من أن مخاطر الإصابة بالكوفيد قد تنخفض بنسبة تصل لـ 12 % مع كل ساعة نوم إضافية خلال الليل، فقد لاحظ القائمون على الدراسة أن كل ساعة تضيفها لفترة القيلولة خلال فترة النهار قد تزيد من معدل خطر الإصابة بنسبة تصل لـ 6% ! أي العكس خاصة في بعض الدول دون غيرها. ولهذا فإن النوم خلال الليل وفوائده لا تعوض.
ولا يزال للآن الأسباب التي تربط العلاقة بين قلة ساعات النوم والتعرض للضغوط والإرهاق وبين ارتفاع معدل الإصابة بفيروس كورونا غير معروفة .. لكن يتوقع القائمون على الدراسة أن هذا يضعف المناعة ويحدث خلل في وظائف الجهاز المناعي ولهذا تزيد نسبة التعرض للالتهابات .. مع حدوث تغير في بعض هرمونات الجسم مثل هرمون الميلاتونين والكورتيزول، ما يزيد من فرص التعرض للأمراض الفيروسية.