قدمت دراسة حديثة في اجتماع جمعيات طب الأطفال في سان فرانسيسكو 2017، حيث أقيمت تلك الدراسة لتعيين تأثير الأدوية التي يصفها الأطباء للأطفال الرضع الذين يعانون من ارتجاع المرئ أي ارتجاع الحليب الذي يرضعونه، فقد أوضحت الدراسة أن الأطفال الرضع الذين يبلغ عمرهم أقل من سنة ويتناولون تلك الأدوية يعانون من كسور العظام المتكررة، ويرجحون أن هذا بسبب أن تلك الأدوية تقلل من حموضة المعدة التي تلزم عملية امتصاص الكالسيوم لبناء العظام.
وحوالي ثلثي الأطفال الرضع يعانون من ارتجاع المرئ ، وهذا يختلف كثيرا عن التقيؤ الذي يحدث بسبب طرد العضلات بقوة لمحتويات المعدة، بينما يحدث هذا مع الرضع لأن المريء لا يزال في مرحلة النمو، والذي يكتمل نموه عند عمر سنة واحدة مما يمنع من ارتجاع محتويات المعدة.
وقد صرحت الدكتور لورا مالدوتشي Laura Maldochi قائلة : ” إن تلك الأدوية قد تكون آمنة على البالغين ولكنها لا تبدو كذلك على الأطفال الرضع، فعادة ما يصف الأطباء الأدوية التي توقف إنتاج حمض المعدة مثل مثبطات مضخة البروتون proton pump inhibitors PPIs ومضادات الهستامين مستقبلات H2 أو حاصرات H2، ولا ينبغي وصفها إلا لعلاج الحالات الخطيرة لارتجاع المريء الحادة.
وقد شملت الدراسة الأمريكية على 87 ألف طفلا قد ولدوا في الفترة من عام 2001 إلى عام 2013 ممن تناولوا تلك الأدوية في السنة الأولى من عمرهم، ووجد الباحثون أن الأطفال الذين قد تناولوا مثبطات مضخة البروتون كانوا معرضين للإصابة بكسور العظام بنسبة 22% ، والأطفال الذين قد تناولوا أدوية حاصرات H2 زادت أيضاً لديهم نسبة الخطر بنسبة 31%.
كما وجد الباحثون أيضاً أن عدد كسور العظام للأطفال يزداد كلما زاد عدد الأيام التي تناولوا فيها تلك الأدوية، بالإضافة إلى أن الأطفال الذين تناولوا تلك الادوية قبل الشهر السادس كانوا أكثر عرضة للإصابة بكسور العظام، وأوضح العلماء أن عمر سنتين هو العمر الآمن للأطفال لتناول تلك الأدوية.