تقع الزائدة الدودية في الجزء السفلي الأيمن من منطقة البطن، حيث التقاء الأمعاء الدقيقة بالأمعاء الغليظة، وهي عضو صغير يشبه الإصبع غير معلوم الوظيفة، ولكن ما يجب علمه هو أنه عند الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية Appendicitis، يجب الحصول على العلاج الفوري، إذ يعد الالتهاب الحاد حالة طارئة، وفيما يلي سنوضح سنتعرف على هذه الحالة بالتفصيل بما فيها الأسباب، وكيفية التأكد من التهاب الزائدة الدودية، وطرق العلاج.
ما هو التهاب الزائدة الدودية؟
يعد التهاب الزائدة الدودية من الحالات الشائعة التي تتطلب علاجًا فوريًا بمجرد الإصابة بها، نوضح لك أنواعها كما يلي:
التهاب الزائدة الدودية الحاد
ينجم التهاب الزائدة الدودية عن الإصابة بالعدوى أو حدوث التهابات في هذا العضو، وينتج عن ذلك آلام حادة، وقد تتمزق الزائدة الدودية في غضون 48 إلى 36 ساعة تقريبًا مسببة آلامًا شديدة مفاجئة، وانتشار البكتيريا في منطقة البطن ينتج عنها مضاعفات خطيرة، ولذلك يعد التهاب الزائدة حالة طارئة تستوجب العلاج الفوري، ويشدد الأطباء على أهمية الحصول على الاستشارة الطبية فور ظهور الأعراض.
وقد تحدث هذه الحالة في أي عمر سواء عند الأطفال أو كبار السن، ولكنها أكثر شيوعًا في الأعمار بين 10 سنوات و 30 سنة، ويوضح أحد المصادر أنها أكثر شيوعًا عند الذكور.
التهاب الزائدة الدودية البسيط (المزمن)
يعتبر التهاب الزائدة الدودية المزمن نادرًا، إذ أن نسبته من بين التهابات الزائدة عمومًا 1.5% فقط وفقًا للمصادر، وهو عبارة عن امتداد الالتهاب لمدد طويلة، أي أنه يستمر لمدة أكثر من أسبوع، وهو صعب التشخيص نظرًا لعدم وضوح الأعراض، وتوضح المصادر أن الانسداد أو الالتهابات هي الأسباب الأكثر شيوعًا، وتؤكد على أهمية الحصول على التشخيص الصحيح نظرًا لأنه قد يكون مهددًا للحياة في بعض الأحيان.
وتوضح المصادر أنه قد لا يتم تشخيص التهاب الزائدة المزمن عند بعض الحالات حتى يصبح التهابًا حادًا وشديدًا الذي تظهر أعراضه فجأة بعد مرور 24 إلى 48 ساعة.
أسباب التهاب الزائدة الدودية
من غير المعروف أسباب التهاب الزائدة الدودية في كثير من الحالات، ولكن توضح المصادر وجود بعض الأسباب المحتملة للإصابة به، وتتمثل فيما يلي:
- تراكم البراز المتصلب الذي يسبب الانسداد.
- تورم الغدد الليمفاوية.
- تضخم الأنسجة في جدار الزائدة الدودية ناجم عن العدوى في القناة الهضمية مثل عدوى الديدان.
- داء الأمعاء الالتهابي.
- الأورام.
- إصابة في منطقة البطن.
ورغم أن هذه الحالة قد تصيب أي شخص، توجد بعض عوامل الخطر المحتملة مثل العمر، والتاريخ المرضي العائلي، والجنس إذ تُصيب الذكور بصورة أكبر من الإناث.
مضاعفات التهاب الزائدة الدودية
إن المضاعفات الأكثر خطورة لهذه الحالة هو تمزق الزائدة الدودية، والذي ينجم عنه تسرب البراز والبكتيريا في تجويف البطن مسببة العدوى خطيرة مهددة للحياة بما فيها:
- التهاب الغشاء البريتوني peritonitis.
- تسمم الدم sepsis.
- الخراج abscess.
الاستعداد لموعد الطبيب
يجب زيارة الطبيب فورًا عند ظهور اعراض التهاب الزائدة الدودية مثل الألم الشديد في البطن، وخصوصًا مع السعال أو العطس أو الحركة، والحمى، وفقدان الشهية، ويجب منح الطبيب ما يلي:
- وصف دقيق للأعراض التي تعاني منها.
- التاريخ المرضي والتاريخ العائلي من المرض.
- كل الأدوية التي تتناولها.
تشخيص التهاب الزائدة
يبدأ التشخيص بإبلاغ الطبيب بكل الأعراض التي يعاني المريض منها، وفي حين شك الطبيب بأنها أعراض الزائدة الدودية، يناقش الطبيب الأعراض التي يعاني منها، ويأخذ تاريخه المرضي، ثم يبدأ الفحص البدني للبطن للتحقق من وجود ألم أو تورم أو صلابة في الجانب السفلي الأيمن من البطن، حيث يضغط الطبيب برفع على البطن، ومع زيادة قوة الضغطة، قد يتفاقم الألم مما قد يوحي بالتهاب الغشاء البريتوني المجاور، ويُحتمل إجراء فحص المستقيم الرقمي أيضًا .
وبناء على ما سبق، سيطلب الطبيب بعض الفحوصات الأخرى لتأكيد إصابة المريض بالزائدة الدودية واستبعاد الاحتمالات والأمراض الأخرى، إذ لا يوجد اختبار محدد لتشخيص التهاب الزائدة، ومن هذه الفحوصات:
اختبار الدم
يطلب الطبيب إجراء تحليل التهاب الزائدة الدودية مثل تحليل صورة الدم الكاملة CBC للتحقق من وجود العدوى، إذ ترتفع مستويات كرات الدم البيضاء عن الطبيعي في حال الإصابة بالعدوى، والتي تصاحب التهاب الزائدة عادة.
تحليل البول
يُجرى تحليل البول لاستبعاد حصوات الكلى أو عدوى مجرى البول، إذ يعد الألم من الأعراض المصاحبة لهذه الحالات.
اختبار الحمل للنساء
يوضح أحد المصادر احتمالية إجراء اختبار الحمل للنساء نظرًا لاحتمالية الخلط بين التهاب الزائدة، والحمل خارج الرحم -وهو عبارة عن انغراس البويضة المخصبة في جدار قناة فالوب بدلًا من الرحم، وتزداد احتمالية كونه حالة طارئة مع مرور الوقت، ويجب المتابعة مع الطبيب لتحديد العلاج المناسب.
تشخيص الزائدة الدودية بالسونار
يعد تشخيص الزائدة الدودية بالسونار أول فحص تصويري يطلبه الأطباء للتحقق من الالتهاب عند الأطفال، والشباب، والنساء الحوامل، ويُستخدم لتصوير الأعضاء الداخلية، وتدفق الدم في الأوعية الدموية عن طريق الموجات الصوتية.
فحوصات تصويرية أخرى
قد يطلب الطبيب الخضوع لفحوصات تصويرية أخرى مثل:
- أشعة السينية.
- الآشعة المقطعية.
- تصوير البطن بالرنين المغناطيسي.
علاج التهاب الزائدة
يتم علاج التهاب الزائدة الدودية عن طريق الجراحة لمعظم الحالات، ولكن قد يصف الطبيب جرعات من المضادات الحيوية قبلها لعلاج العدوى، وتنقسم الجراحة إلى نوعين:
- الجراحة المفتوحة: وهي صنع شق كبير يتراوح طوله ما بين 5 إلى 10 سنتيمتر، واستئصال الزائدة بالأدوات الجراحية.
- استئصال الزائدة بالمنظار: يصنع الطبيب شقوق صغيرة، ثم يُدخل المنظار والأدوات الجراحية عبرها لاستئصال الزائدة.
تتميز جراحة المنظار بقصر فترة النقاهة، وسرعة شفاء الجروح، والحد من الآلام والندوب، وربما تعد الخيار الأفضل لمرضى السمنة، وكبار السن، ولكنها ليست مناسبة في حال تمزق الزائدة الدودية، وانتشار العدوى والخراج في تجويف البطن، إذ يصنع الطبيب شقًا كبيرًا لتنظيف البطن من الداخل.
وفي بعض الأحيان، يمكن تصريف الخراج قبل الجراحة، إذ يستخدم الطبيب إبرة أو أنبوب خاص لتصريفه، ثم تُجرى العملية بعد عدة أيام أو أسابيع بعد السيطرة على العدوى.
الوقاية من التهاب الزائدة الدودية
لا يوجد ما يمنع الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية، ولكن تنصح بعض المصادر بتناول الأطعمة الغنية بالألياف لتقليل خطر الإصابة، ومن هذه الأطعمة: الفواكه، والخضروات، والبقوليات، والشوفان، الحبات الكاملة، والأرز البني، وتوضح أنه ما زالت هناك الحاجة للمزيد من الأبحاث بشأن معرفة دور النظام الغذائي للوقاية، ولكن تعد الزائدة الدودية أقل شيوعًا في البلاد التي تتناول أطعمة غنية بالألياف في وجباتها.