علامات تمدد الجلد أو الاسترتش ماركس من أشهر المشاكل التي تعاني منها النساء بشكل خاص، ويتعرض لها الرجال أيضاً، حيث تؤثر هذه المشكلة على شكل الجلد والجسم وقد يواجه البعض صعوبة في تقبل شكلهم أو التعامل معها، وتوجد تفسيرات علمية لظهور هذه المشكلة، ومن خلال المقال التالي سوف نشرح بالتفصيل أسباب حدوث علامات تمدد الجلد وأنواعها المختلفة وأين تظهر وكيف يمكن التخلص منها ومعلومات أخرى عديدة، لذا ننصحكم بمتابعة التالي.
ما هي علامات تمدد الجلد؟
علامات تمدد الجلد (بالإنجليزية Stretch marks) هي خطوط طويلة وضيقة تظهر على الجلد، تبدأ في الظهور عندما يحدث تمدد أو تقلص مفاجيء وسريع للجلد، ويمكن أن يحدث لأي شخص ولكنه أكثر شيوعاً في النساء.
وتحدث علامات التمدد عندما لا يستطيع الجلد استعادة الشكل الطبيعي بعد مرور فترة من النمو الحاد، الذي يحدث نتيجة عدة عوامل مثل الحمل أو تغيرات الوزن أو الوصول لمرحلة البلوغ.
وظهور علامات تمدد الجلد يعتمد على عدة عوامل ومتغيرات أبرزها لون البشرة الطبيعي، وصحة الجلد ومرونته ومنطقة الجسم المصابة. عادة قد تظهر تلك العلامات بلون زهري أو بنفسجي أو أحمر أو مائل للزرقة أو بألوان داكنة مثل البني والأسود، ويختلف اللون من حالة لأخرى وفقاً للون الجلد للشخص.
وعند لمس علامات التمدد بالإصبع قد يشعر الشخص بما يُشبه النتوء البسيط في الجلد، وأحياناً يمكن أن تكون هذه العلامات مثيرة للحكة أو متورمة. وعلى الرغم من هذا لا تُمثل علامات التمدد خطر كبير على الصحة، مقارنة بأنواع الندبات الأخرى، فأحياناً قد تكون هذه العلامات دائمة، ولكن في أحيان أخرى قد تتغير وتختفي بمرور الوقت.
وعلى الرغم من عدم حدوث أي ألم في العديد من الحالات التي تعاني من هذه العلامات، إلا أن تأثيره النفسي قد يكون كبير لدى البعض، حيث قد يواجه الشخص صعوبة في تقبل شكلها ويشعر بالقلق من شكل جسمه أمام الآخرين، وقد يؤثر هذا على أفكار وسلوكيات الشخص، وأحياناً قد يُصاب الشخص بالاكتئاب والتوتر.
أماكن ظهور علامات التمدد
قد تظهر علامات تمدد الجسم في أي مكان تقريباً، ولكنها تظهر بشكل أكثر شيوعاً في الأماكن التالية:
- على المعدة.
- على الثديين.
- على الجزء الأعلى من الذراع.
- على الفخذين.
- على الأرداف (المؤخرة).
- على الخصر.
- على أسفل الظهر.
أسباب علامات تمدد الجلد
يتكون الجلد من 3 طبقات رئيسية، وتتكون علامات التمدد في الطبقة الوسطى (الأدمة) عندما يحدث تمدد كبير للنسيج الضام (أكبر من مرونته الطبيعية) الذي يحدث نتيجة تمدد أو تقلص سريع للجلد.
في الوضع الطبيعي وبنمو الجسم تقوم الألياف الضامة لطبقة الأدمة بالتمدد بصورة بطيئة لاستيعاب النمو البطيء الذي يحدث للجلد والجسم بمرور الوقت، ولكن عند حدوث نمو سريع يتسبب هذا في حدوث تمدد مفاجيء يؤدي لحدوث تمزق في هذه الطبقة، مما يسمح بظهور الطبقات العميقة من الجلد وعلامات التمدد.
وتتضمن أبرز أسباب حدوث تمدد أو انكماش الجلد بصورة مفاجئة ما يلي:
- الحمل: ما بين 50% و90% من الحوامل يتعرضن لعلامات التمدد خلال وبعد الحمل.
- البلوغ: النمو السريع لدى صغار السن الذي يظهر عند وصولهم لمرحلة البلوغ يمكن أن يؤدي لحدوث تغيرات في الجسم منها ظهور علامات تمدد الجلد.
- الزيادة السريعة في الوزن: اكتساب مقدار كبيرة من الوزن خلال وقت قصير يمكن أن يؤدي لظهور تلك العلامات في أجزاء مختلفة من الجسم.
- حالات طبية معينة: الإصابة بعض الحالات الصحية يمكن أن يتسبب في ظهور تلك العلامات مثل متلازمة مارفان ومتلازمة كوشينغ.
- استخدام الستيرويدات القشرية: الاستخدام الطويل لهذه الفئة الدوائية يمكن أن يقلل من مستويات الكولاجين في الجلد، الذي يقوم بدعم وتقوية الجلد، مما قد يترتب عليه ظهور تلك العلامات.
كما يمكن أن يزيد احتمال الإصابة بهذه العلامات في حالة وجود تاريخ عائلي من الإصابة بها أو في حالة وجود تاريخ بولادة أطفال كبار الحجم أو توائم.
علامات التمدد خلف الركبة
إلى جانب الأماكن السابق ذكرها، قد تظهر علامات التمدد أيضاً على الركبة، من الأمام أو من الخلف أو على الجانبين، وعادة ما تكون العلامات في هذه المنطقة زهرية أو حمراء اللون عند بدء ظهورها، كما يمكن أن تظهر بلون بنفسجي، وقد يتراوح عرضها ما بين 1 إلى 10 ملليمتر. وبمرور الوقت قد يبدأ لونها في التغير وتُصبح بيضاء أو زهرية بدرجة فاتحة للغاية.
ويرجع ظهور تلك العلامات في الركبة إلى عدة أسباب تتراوح ما بين أسباب طبيعية وأسباب طبية تستدعي الاستشارة الطبية، وتتضمن تلك الأسباب:
- وصول مرحلة البلوغ وما يُصاحبها من تغيرات في الجسم.
- زيادة مفاجئة في الوزن، خاصة في حالة تمركز الوزن على الساقين.
- استخدام بعض أنواع الأدوية مثل الستيرويدات القشرية الموضعية أو الفموية.
- الإصابة ببعض المشاكل الصحية مثل متلازمة كوشينغ والوذمة في الساق ومتلازمة مارفان واضطرابات الهرمونات.
تمدد الجلد بسبب السمنة
تُعتبر السمنة أو زيادة الوزن من أشهر أسباب ظهور علامات التمدد، وخاصة في حالة حدوث هذه الزيادة بشكل مفاجيء، حيث أن هذه الزيادة تتسبب في تمزق طبقة الجلد الوسطى مما يسمح بظهور الطبقات الأكثر عمقاً وظهور علامات تمدد مصاحبة لهذه التغيرات.
فعند تمدد الجسم بشكل سريع نتيجة اكتساب الوزن، لابد أن يحدث تمدد للجلد لحدوث موزانة مع تلك الزيادة السريعة في الجسم، وعند تمدد الجلد بشكل كبير تظهر العلامات التي تُعرف باسم الاسترتش ماركس. وكلما زاد حجم الجسم زادت نسبة الإصابة بهذه العلامات، كما أن لاعبي كمال الأجسام معرضون أيضاً للإصابة بهذه العلامات نتيجة زيادة كتلة العضلات وتغير حجم الجسم.
علامات التمدد للحامل
يكون الحمل مصحوبا بتغيرات عديدة تحدث لجسم المرأة ومع استمرار حركة الجنين ونموه يكبر حجم البطن، ولا يوجد وقت كافي يسمح للجلد بالتمدد بالشكل الطبيعي، ونتيجة لهذا يحدث تمزق للجلد وتتكون الخطوط والندبات التي تُعرف باسم علامات التمدد. كما أن بعض الخبراء يعتقدون أن من الأسباب الأخرى لظهور تلك العلامات عند المرأة الحامل هو التغيرات الهرمونية التي تحدث في فترة الحمل.
وعلى الرغم من أن هذه العلامات تكون ظاهرة جداً في المراحل الأخيرة من الحمل، إلا أن بعض النساء تبدأن في ملاحظتها مع بداية كبر حجم البطن. وفي حالة كانت بشرة الحامل فاتحة تميل هذه العلامات إلى أن تكون زهرية اللون، بينما تكون بارزة أكثر وبلون داكن عند السيدات أصحاب البشرة الداكنة.
ومع بداية ظهور تلك العلامات لدى الحامل تظهر كما ذكرنا بلون زهري وقد تكون مثيرة للحكة والمنطقة الجلدية المحيطة بتلك العلامات قد تبدو أقل سمكاً، وبمرور الوقت تزداد حجم علامات التمدد وعرضها وتظهر بلون مقارب للأحمر أو البنفسجي، وفي نهاية فترة الحمل تفقد العلامات لونها الأحمر أو الزهري، وبعد الولادة تبدأ تلك العلامات في الاختفاء وتُصبح بلون أبيض باهت أو فضي، وقد تكون غير منتظمة الشكل والطول.
كيف يمكن التخلص من علامات التمدد؟
توجد بعض العلاجات التي يمكن أن تساعد في تحسين شكل هذه العلامات، وأبرزها ما يلي:
- استخدام كريم الريتينويد أو حمض الهيالورونيك، حيث يمكن أن تساعد هذه الأنواع من الكريمات في تخفيف شكل علامات التمدد الجديدة، ولكن لا يجب استخدام هذه الكريمات في حالة الحمل.
- العلاج بالليزر أو الضوء.
- استخدام تقنية تقشير (كشط) الجلد.
هل تختفي علامات تمدد الجلد؟
في العديد من الحالات يمكن أن تختفي علامات التمدد أو تُصبح أقل بروزاً، وعادة قد تستغرق تلك العلامات ما بين 6 إلى 12 شهر قبل أن تبدأ في الاختفاء. وفي حالة تطبيق علاجات مخصصة لتلك العلامات، قد تختفي في وقت أقل وبصورة أسرع.