هل سمعت من قبل عن داء الفيل؟ وما سبب تسميته بهذا الاسم؟ إليكم معلومات طبية هامة عن هذا المرض تتضمن أعراضه وأسباب حدوثه وكيفية انتقاله وأيضاً طريقة تشخيصه واحتمال علاجه والوقاية منه ومعلومات أخرى مثيرة للاهتمام، فاحرصوا على المتابعة.
ما هو داء الفيل؟
داء الفيل Elephantiasis (اسمه علمياً داء الفيلاريات اللمفاوي Lymphatic Filariasis) هو مرض استوائي يتسبب في جعل الجلد سميك وصلب، ويحدث نتيجة ديدان طفيلية تنتقل من خلال لدغات البعوض. وهذا المرض أكثر شيوعاً في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في العالم بما في ذلك أفريقيا وجنوب شرق آسيا، وتقدر منظمة الصحة العالمية وجود 120 مليون حالة حول العالم مصابة بداء الفيل.
أعراض داء الفيل
على الرغم من أن هذا المرض يُعرف علمياً باسم داء الفيلاريات اللمفاوي، إلا أن مصطلح داء الفيل أكثر شيوعاً بسبب الأعراض التي تنتج عن هذا المرض والتي تتضمن تورم وتضخم الذراعين والساقين.
وأغلب الأشخاص المصابين بداء الفيل لن يظهر عليهم أي أعراض، على الرغم من الضرر الذي يحدث للجهاز الليمفاوي والكليتين، والذين يتعرضون لأعراض يمكن أن يعانون من تورم في المناطق التالية:
- الساقين.
- الذراعين.
- الثديين.
- الأعضاء التناسلية.
والأشخاص الذين يعانون من هذا المرض لديهم خلل أو ضرر في الوظائف المناعية نتيجة الضرر الذي يحدث للجهاز الليمفاوي، ويميل هؤلاء الأشخاص إلى الإصابة بالمزيد من الالتهابات البكتيرية في الجلد مما يجعله أكثر جفافاً وسماكة ومليء بالقرح مع تكرار الالتهابات والعدوى. وقد تتضمن الأعراض الأخرى مع تكرار الالتهابات الحمى والرعشة.
مرض الفيل بالصور
شكل توضيحي لأعراض داء الفيل في الساق والديدان المسببة لحدوثه:
سبب مرض الفيل وطريقة انتقال المرض
سبب مرض الفيل هي ديدان طفيلية تتمثل في 3 أنواع وهي:
- دودة الفلاريا (فخرية بنكروفتية) Wuchereria bancrofti.
- البروجية الملاوية Brugia malayi.
- البروجية التيمورية Brugia timori.
وتُعتبر ديدان الفلاريا هي أكثر الأنواع المسببة لهذا المرض، بنسبة 90%، ويأتي بعدها دودة البروجية الملاوية. ويمكن أن يحدث هذا المرض لأي شخص يتعرض للطفيليات المسببة للمرض، ويزداد خطر الإصابة للأشخاص التاليين:
- الذين يعيشون لفترات طويلة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
- الذين يتعرضون باستمرار لعضات البعوض أو الناموس.
- الذي يعيشون في ظروف غير صحية وغير نظيفة.
طريقة انتقال داء الفيل:
يُعتبر البعوض هو المسئول عن انتقال الطفيليات التي تُسبب مرض الفيل، حيث يُصبح البعوض مصاب بيرقات الديدان المسببة للمرض عندما يتغذى على دم الشخص المصاب، ثم يقوم البعوض أو الناموس بلدغ شخص آخر مما يتسبب في انتقال اليرقات إلى دم هذا الشخص. وبعد هذا تقوم اليرقات بالانتقال إلى الجهاز الليمفاوي من خلال مجرى الدم وتكبر داخله وتضر بأجهزة الجسم.
مخاطر مرض داء الفيل
في حالة عدم علاج هذا المرض يمكن للطفيليات المجهرية أن تعيش لسنوات في الجهاز الليمفاوي مسببة ضرر كبير لأعضاء الجسم، حيث يُعتبر الجهاز الليمفاوي مسئول عن نقل السوائل الزائدة والبروتينات ومحاربة الالتهابات، وعند حدوث خلل بهذا الجهاز يحدث تراكم للسوائل وهذا التراكم يتسبب في حدوث تورم للأنسجة ويقلل من الوظائف المناعية.
ويترتب على داء الفيل حدوث عدة مضاعفات جسدية ونفسية مثل:
- الإعاقة: يُعتبر داء الفيل من أشهر أسباب حدوث الإعاقة الدائمة حول العالم، حيث من الصعب التحرك بسبب الضرر الحادث لأعضاء الجسم، مما يزيد من صعوبة ممارسة أي مهام معتادة سواء في العمل أو المنزل.
- الالتهابات الثانوية: تنتشر الالتهابات الفطرية والبكتيرية بين الأشخاص المصابين بهذا المرض نتيجة الضرر الذي يحدث للجهاز الليمفاوي.
- التوتر النفسي: الأعراض الناتجة عن هذا المرض يمكن أن تجعل المريض يشعر بالقلق حول مظهره، مما يمكن أن يؤدي لحدوث التوتر والاكتئاب.
تشخيص داء الفيل
لتشخيص هذا المرض يقوم الطبيب بالتالي:
- التدقيق في التاريخ الطبي.
- السؤال عن الأعراض.
- عمل فحص جسدي.
كما يتم عمل فحص للدم للبحث وتأكيد وجود عدوى طفيلية، وفي معظم البلدان تكون الديدان المسببة لهذا المرض نشطة أثناء الليل، لذا يجب جمع عينة الدم للفحص في هذا الوقت، وهذا وفقاً لبيانات الـ CDC (مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها).
كما يمكن فحص المريض بالأشعة السينية والموجات فوق الصوتية لاستبعاد أي حالات أخرى يمكن أن تكون مسببة للأعراض. وفي بعض الحالات يتم عمل فحوصات بديلة للكشف عن الطفيليات ولكن قد تكون النتائج سلبية، حيث أن الأعراض يمكن أن تظهر بعد سنوات من الإصابة الأولية.
علاج داء الفيل
في حالة الأشخاص المصابين بالتهاب نشط يتم وصف مجموعة من الأدوية للقضاء على الديدان في الدم، وهذه الأدوية تقوم بوقف انتشار المرض للآخرين ولكنها لا تقضي بشكل كلي على جميع الطفيليات. وتتضمن أمثلة مضادات الطفيليات التي يمكن أن يتم وصفها ما يلي:
- ثنائي إيثيل كاربامازين Diethylcarbamazine.
- ايفرمكتين Ivermectin.
- البيندازول Albendazole.
- دوكسيسيكلين Doxycycline.
ويمكن التحكم في الأعراض الأخرى باستخدام الأدوية التالية:
- مضادات الهيستامين.
- مسكنات الألم.
- المضادات الحيوية.
ولا يتم علاج جميع الأشخاص المصابين بداء الفيل بالأدوية، ويرجع هذا لأن هؤلاء الأشخاص لم يعودوا يحملون الديدان في جهازهم اللمفاوي على الرغم من وجود الأعراض، وفي هذه الحالات يمكن لهؤلاء الأشخاص التحكم في التورم والتهابات الجلد بالطرق التالية:
- غسل الأماكن الجلدية المتورمة والمتضررة بلطف كل يوم بالماء والصابون.
- ترطيب الجلد.
- رفع أطراف الجسم المتورمة لتحسين تدفق السوائل والسائل الليمفاوي.
- تطهير الجروح لمنع حدوث أي التهابات ثانوية.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لدعم الجهاز الليمفاوي، وفقاً لتعليمات الطبيب.
- لف الأطراف لمنع حدوث أي تورم زائد، وفقاً لتعليمات الطبيب.
ويمكن التوصية بالخيارات الجراحية في الحالات النادرة لإزالة الأنسجة الليمفاوية التالفة أو لتخفيف الضغط في بعض الأماكن مثل كيس الصفن. كما يمكن أن يرغب بعض المصابين بداء الفيل في البحث عن المساعدة النفسية وقد يتوفر هذا في صورة:
- الاستشارات النفسية الفردية.
- مجموعات المساندة.
- مصادر المعلومات عن طريق الإنترنت.
هل يمكن الوقاية من داء الفيل؟
أفضل طريق للوقاية من الإصابة بهذا المرض هو تجنب لدغات البعوض أو الناموس، والأشخاص الذين يزورون أو يعيشون في دول تزيد بها خطر الإصابة يمكن أن يقوموا بالتالي:
- النوم تحت غطاء واقي ومانع لدخول البعوض أو الناموس.
- تغطية الجلد بأكمام طويلة وارتداء سراويل طويلة.
- استخدام طارد الحشرات.