ما المقصود بخزل المعدة؟ وما العلامات التي تُشير لاحتمال الإصابة بهذه الحالة؟ وهل هي خطيرة أم يمكن علاجها؟ تعرفوا من السطور التالية على كل ما يجب معرفته عن هذه المشكلة الصحية الشائعة وأسباب حدوثها لبعض الأشخاص ومضاعفات عدم علاجها وطرق علاجها والتحكم بها ومعلومات أخرى كثيرة تم جمعها بعناية.
ما معنى خزل المعدة؟
خزل المعدة (بالإنجليزية Gastroparesis) (يُعرف أحياناً بتعفن المعدة أو عفونة المعدة ولكن هذا لا يُعتبر مصطلح طبي دقيق إنما مجرد اسم شائع) يُستخدم عند حدوث شلل مؤقت للمعدة، وعند حدوثه لا تستطيع المعدة تفريغ نفسها من الطعام بطريقة طبيعية أو بالطريقة المعتادة. وعند الإصابة بهذه الحالة يحدث ضرر للأعصاب والعضلات مما يؤثر على طريقة عملها وقوتها وتناسقها، مما يزيد من بطء حركة الأطعمة وأي مكونات أخرى خلال الجهاز الهضمي.
وأحياناً يتم الخلط بين هذه الحالة وبين قرح المعدة أو الحموضة أو ردات الفعل التحسسية نتيجة لتشابهم، كما تميل هذ الحالة لإصابة النساء بنسبة أكبر من الرجال، وتحدث بشكل كبير لدى المصابين بمرض السكري، ولكن يمكن أن تحدث في حالات أخرى أيضاً.
اعراض خزل المعدة
تشمل علامات وأعراض تعفن المعدة:
- القيء.
- الغثيان.
- شعور بالامتلاء بعد تناول بعض الوجبات.
- ارتجاع حمض المعدة.
- انتفاخ البطن.
- ألم في البطن.
- تغيرات في مستويات السكر في الدم.
- انخفاض الشهية.
- فقدان الوزن وسوء التغذية.
ويجب التنويه إلى أن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من خزل المعدة أو عفونة المعدة ليس لديهم أي علامات وأعراض ملحوظة.
أسباب خزل المعدة
يُعتبر مرض السكري من أبرز أسباب حدوث مشكلة تعفن المعدة، حيث يقوم بإحداث ضرر للأعصاب بما في ذلك الأعصاب التي تقوم بتنظيم الجهاز الهضمي وبعض الخلايا المعينة في المعدة. ويمكن أن تتضمن الأسباب المحتملة الأخرى ما يلي:
- الخضوع لعملية جراحية في المعدة (يحدث بعدها).
- الالتهابات أو العدوى البكتيرية.
- الالتهابات أو العدوى الفيروسية.
- المواد المخدرة.
- أدوية الاكتئاب أو مضادات الاكتئاب.
- الأدوية الأخرى التي تُسبب تأخر تفريغ أو إفراغ المعدة.
- خمول الغدة الدرقية.
- مرض باركنسون.
- مرض التصلب المتعدد.
- بعض الحالات الطبية النادرة مثل الداء النشواني وتصلب الجلد.
وجدير بالذكر أن بعض الحالات يمكن أن تُصاب بمرض خزل المعدة بدون وجود سبب واضح ولا يمكن تحديد عوامل حدوثه.
مضاعفات خزل المعدة
يمكن أن يسبب خزل المعدة عدة مضاعفات صحية مثل:
- الجفاف الشديد.
- سوء التغذية.
- تصلب الطعام وبقاؤه في المعدة، وبقاء الأطعمة غير المهضومة في المعدة قد يتسبب في حدوث الغثيان والقيء وقد يهددان الحياة إذا تسببا في منع مرور الطعام إلى الأمعاء الدقيقة.
- تغييرات في مستويات السكر في الدم لا يمكن التنبؤ بها، وهذه الاختلافات في نسبة السكر في الدم قد تجعل مرض السكري أكثر حدة.
- التداخل مع القدرة على ممارسة الأنشطة والعادات اليومية، مما قد يؤثر على مستوى الحياة بشكل عام.
كيف يتم تشخيص خزل المعدة؟
يستخدم الأطباء العديد من الاختبارات للمساعدة في تشخيص هذه الحالة، وقد تشمل الاختبارات ما يلي:
- التصوير الومضي Scintigraphy: يتضمن تناول وجبة خفيفة مثل البيض والخبز المحمص والتي تحتوي على كمية صغيرة من المواد المشعة، ويتم وضع الماسح الضوئي الذي يكتشف حركة المواد المشعة فوق البطن لمراقبة معدل ترك الطعام للأمعاء.
- الموجات فوق الصوتية Ultrasound: يستخدم هذا الاختبار موجات صوتية عالية التردد لإنتاج صور لما بداخل جسمك، حيث يمكن أن تساعد الموجات فوق الصوتية في تشخيص ما إذا كانت مشاكل المرارة أو كليتيك قد تسببت في حدوث الأعراض التي تعاني منها.
- تحاليل الدم Blood tests: تساعد هذه التحاليل في كشف الجفاف وسوء التغذية والعدوى ومشاكل مستويات سكر الدم.
- التصوير بصبغة الباريوم Barium X-ray: يتم شرب سائل يحتوي على الباريوم يقوم بتغطية المعدة والمرئ والأمعاء الدقيقة، وتظهر هذه الصبغة على الأشعة لمعرفة المشكلة الموجودة بالجهاز الهضمي.
- قياس ضغط المعدة Gastric manometry: يقوم الطبيب بتمرير أنبوب رفيع من خلال الفم ووصولاً للمعدة للتحقق من النشاط العضلي والكهربائي ومعرفة مدى سرعة عملية الهضم.
- التنظير العلوي للجهاز الهضمي Upper endoscopy: يقوم الطبيب بتمرير أنبوب رفيع (منظار) لأسفل المرئ للنظر ولفحص بطانة المعدة.
علاج خزل المعدة
تتضمن أبرز طرق علاج خزل المعدة أو طرق علاج تعفن المعدة ما يلي:
1- تغيير النظام الغذائي
تغيير النظام الغذائي وعادات الأكل من أفضل الطرق التي تساعد في التحكم في أعراض هذه المشكلة، ويمكن أن تتضمن التغيرات التي يمكن تجربتها ما يلي:
- تناول 6 وجبات صغيرة كل يوم، بدلاً من تناول 3 وجبات كبيرة، حيث يمكن أن يساعد هذا في تقليل كمية الطعام في المعدة وعدم الشعور بالانتفاخ أو الامتلاء.
- شرب سوائل أكثر، فبدلاً من تناول التفاح يمكن تناول عصير التفاح، وأيضاً شرب الكثير من المياه والسوائل قليلة الدسم والعصائر.
- تجنب الأطعمة مرتفعة الدهون والمرتفعة في نسبة الألياف.
- لا يجب الاستلقاء لمدة ساعتين على الأقل بعد تناول الطعام، فعدم الاستلقاء قد يساعد في تسريع عملية الهضم ومنع تحرك الأطعمة والأحماض من الوصول للحلق.
- يمكن ممارسة بعض التمارين الخفيفة مثل المشي لتحسين الهضم والشعور بتحسن.
وتتضمن الأطعمة التي يجب تجنبها عند الإصابة بعفونة المعدة ما يلي:
- الفاكهة غير الناضجة.
- الخضروات غير الناضجة.
- المكسرات.
- الحبوب.
- الأطعمة التي تحتوي على الحبوب الكاملة.
- الأطعمة المقلية.
- اللحوم مرتفعة الدهون.
- منتجات الألبان.
- الكحوليات.
- المشروبات الغازية.
2- أدوية علاج عفونة المعدة
يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية لعلاج هذه المشكلة وتتضمن:
- أدوية لتحفيز عضلات المعدة وتحريك الطعام مثل ميتوكلوبراميد Metoclopramide.
- بعض المضادات الحيوية مثل إريثروميسين Erythromycin للمساعدة أيضاً في تحريك الطعام.
- أدوية للسيطرة على الغثيان والقيء (مضادات القيء) مثل بروكلوربيرازين Prochlorperazine وديفينهيدرامين Diphenhydramine.
3- علاجات أخرى
قد لا يتمكن بعض الأشخاص المصابين بهذه المشكلة من تحمل أي طعام أو سوائل، وفي هذه الحالات قد يوصي الأطباء بوضع أنبوب تغذية في الأمعاء الدقيقة، أو قد يوصي الأطباء بأنبوب للمساعدة في تخفيف الضغط من محتويات المعدة.
ويمكن تمرير أنابيب التغذية عن طريق الأنف أو الفم أو مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة من خلال الجلد، وعادة ما يكون الأنبوب مؤقتًا ويستخدم فقط عندما تكون المشكلة حادة أو عندما لا يمكن التحكم في مستويات السكر في الدم بأي طريقة أخرى. قد يحتاج بعض الأشخاص إلى أنبوب تغذية وريدي الذي يدخل مباشرة في الوريد في الصدر.
هل يمكن علاج خزل المعدة بالاعشاب والطب البديل؟
تتضمن أبرز الأعشاب الشائع استخدامها للتعامل مع أعراض هذه المشكلة هو الزنجبيل، ولكن لا توجد أدلة كثير تُبت فاعليته، كما أن هناك بعض الأدلة على أن بعض العلاجات البديلة الاخرى يمكن أن تكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من خزل المعدة، ولكن ما زال الأمر أيضاً بحاجة لمزيد من الدراسات، وننضح باستشارة الطبيب أولاً قبل تجربة أيٍِ منها. وتتضمن الخيارات المتاحة:
- الوخز بالإبر Acupuncture.
- الضغط الإبري Acupressure.
- الإرتجاع البيولوجي Biofeedback.
- العلاج بالتويم المغناطيسي Hypnotherapy.
هل يمكن علاج خزل المعدة نهائياً؟
تُعتبر هذه المشكلة مشكلة مزمنة، ولا يوجد علاج نهائي لها في الوقت الحالي، ولكن كما ذكرنا سابقاً يمكن التحكم في الأعراض المصاحبة لها بشكل كبيرة عند عمل تغيرات في النظام الغذائي واتباع تعليمات وإرشادات الطبيب.