الإصابة بالقولون العصبي من أصعب الأمور التي قد يضطر البالغون لمواجهتها بسبب حدة الأعراض، لكن ماذا عن الأطفال؟ هل تختلف أعراض القولون العصبي عن الاطفال ؟ تعرفوا معنا من خلال السطور القادمة على الأعراض التي يجب الانتباه لها جيداً في طفلك وأسباب تعرضه لهذه المشكلة الصحية وكيف يمكنك علاجه وحمايته منها:
أعراض القولون العصبي عند الاطفال
تبدأ أعراض القولون العصبي عند الاطفال بالظهور بعد تناول الطعام، ويجب أن تحدث الأعراض على الأقل مرة أسبوعياً لمدة شهرين تقريباً، لكي يتم إجراء التشخيص، وتتضمن الأعراض التي قد يتعرض لها الطفل ما يلي:
- ألم بالبطن أو شعور بعدم الارتياح
- تغير في معدلات الإخراج (دخول المرحاض).
- الإسهال، وهو الشعور برغبة قوية للتبرز، مع إخراج فضلات لينة القوام.
- الإمساك.
- الشعور بعدم إفراغ الأمعاء بشكل كامل.
- وجود طبقة مخاطية تغطي البراز.
- انتفاخ في البطن.
ويتم التشخيص بالإصابة إذا ما كانت أعراض القولون العصبي عند الاطفال التي يعاني منها الطفل تتميز بصفتين مجتمعتين من الصفات التالية:
- أن تبدأ الأعراض بالظهور مع تغير معدلات الإخراج بزيادتها أو نقصانها عن المعتاد (إسهال أو إمساك).
- أن تبدأ الأعراض بالظهور مع تغير قوام البراز (يصبح أكثر صلابة أو أكثر ليونة).
- أن تتحسن الأعراض بإخراج الفضلات.
أسباب القولون العصبي عند الاطفال
السبب القاطع لحدوث القولون العصبي عند الاطفال غير معروف، ويعتقد الباحثون أن الأسباب تشمل عوامل نفسية وذهنية. وتشمل النظريات المقترحة لتفسير حدوث الأعراض عند الأطفال ما يلي:
- وجود خلل في الإشارات العصبية الواصلة بين الأمعاء الغليظة والدماغ، والتي تتحكم في حركة إخراج الفضلات.
- بطء حركة الأمعاء مما يؤدي إلى الإمساك، أو ازدياد سرعتها مما يؤدي إلى حدوث الإسهال.
- ازدياد معدلات الإستجابة للألم، حيث يشعر المصابون بألم البطن بمعدل أكثر من المعتاد.
- مشكلات نفسية وصحية كالقلق والاكتئاب.
- فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الغليظة.
مضاعفات القولون العصبي عند الاطفال
قد تؤدي الآلام الناتجة عن هذه الحالة إلى حدوث التالي:
- تغيب الطفل عن المدرسة وتأخر تحصيله الدراسي.
- الإسهال الحاد، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالجفاف.
- العزلة والاكتئاب بسبب الضغط الناتجة عن الإصابة.
تشخيص القولون العصبي عند الاطفال
يتم إجراء الفحص الإكلينيكي وأخذ تاريخ صحي مفصل لصحة الطفل. ويتم أيضاً إجراء التشخيص بعد استبعاد جميع الأسباب المرضية الأخرى المسببة للأعراض، وبعد التأكد من ظهور الخصائص التالية على المريض:
- أن يتعرض الطفل للأعراض مرة أسبوعياً خلال مدة شهرين على الأقل.
- أن يكون معدل نمو الطفل طبيعياً.
- ألا يظهر الطفل أية أعراض أخرى تستدعي الشك في إصابته بأية أمراض أخرى.
وتتضمن الفحوصات المعملية المستخدمة للتشخيص ما يلي:
- تحليل البراز لاستبعاد وجود الطفيليات أو الديدان.
- تصوير الجهاز الهضمي بالأشعة التلفزيونية.
- منظار الجهاز الهضمي.
متى يُصبح طفلك عرضة للإصابة بالقولون العصبي؟
تتضمن عوامل الخطر التي يمكن أن تُزيد من خطر الإصابة بالقولون العصبي عند الاطفال ما يلي:
- عوامل وراثية (إصابة أحد أفراد العائلة بالمرض).
- أن يكون الطفل ذكراً، فالذكور عرضة للإصابة أكثر من الإناث.
طرق علاج القولون العصبي عند الاطفال
يقوم علاج القولون العصبي عند الاطفال على عدة محاور رئيسية أبرزها ما يلي:
تغيير عادات الطفل الغذائية
- الإكثار من تناول الألياف التي تساعد على التخلص من الإمساك (يفضل الابتعاد عنها فى حالات الإسهال)
- الابتعاد عن الأطعمة المسببة للانتفاخ كالفول والكرنب
- الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على بدائل السكر (مشروبات الريجيم قليلة السعرات)
- الابتعاد عن الكافيين والمشروبات المحتوية عليه
- الابتعاد عن منتجات الألبان
- تناول الوجبات قليلة الدهون عالية الكربوهيدرات، كالأرز والمعكرونة والقمح الكامل وحبوب الإفطار
- تتسبب الوجبات كبيرة الحجم في حدوث التقلصات والإسهال، لذلك ينبغي مراعاة تقليل حجم الوجبة الواحدة، وتقسيم حصة الطفل من الطعام على عدة وجبات.
الأدوية المستخدمة
- المكملات الغذائية المحتوية على الألياف
- الملينات
- مضادات الإسهال
- مضادات التقلصات، للتخلص من آلام البطن
- مضادات الاكتئاب
العلاج بالبروبايوتيك
البروبايوتيك هي بكتيريا نافعة توجد عادة في الجهاز الهضمي، كما توجد في بعض الأغذية كالزبادي، وثبت أن إعطاءها لمريض القولون على هيئة أقراص يُحسن من حالته الصحية ويؤدي إلى التخلص من الأعراض. ويمكن أيضاً استخدام العلاج السلوكي والنفسي لتحسين الحالة النفسية للطفل.
كيف تحمي طفلك من الإصابة بالقولون العصبي؟
تظهر أعراض القولون العصبي نتيجة التعرض للتوتر أو تناول أدوية معينة أو بسبب بعض الأطعمة، ويمكنك حماية طفلك من التعرض لأعراض القولون العصبي عن طريق تجربة التالي:
- شجعي طفلك للتحكم في التوتر عن طريق أداء بعض التمارين والتأكد من وجود نشاط جسدي كافي.
- يمكنك تعليمه تمارين التنفس التي سوف تساعده على الاسترخاء.
- احتفظي بمذكرات لتسجيل الأعراض، لمعرفة مهيجات الأعراض ونمط الأعراض وموعد حدوثها.
- قومي بتسجيل الأطعمة والأدوية التي يتناولها الطفل، للتمكن من معرفة أثرها على صحته.
- احرصي على حصول الطفل على قدر كاف من النوم.
- التأكد من حصول الطفل على وجباته في الوقت المحدد.
وفي النهاية تذكروا أعزائنا أن الطفل وحده لن يستطيع التعامل مع مشكلة صحية مثل القولون العصبي بمفرده، ومن أهم الخطوات لنجاح العلاج هو تخفيف التوتر والضغط على الطفل، لذا تأكدوا دائماً من إخباره بأن الأمور سوف تكون بخير ونتمنى لكم ولأطفالكم دوام الصحة والعافية.