التهاب الغدد العرقية أو التهاب الغدد العرقية القيحي هو حالة نادرة تحدث للجلد على المدى الطويل، عندما تظهر نتوءات صغيرة مؤلمة تحت الجلد. ويظهر عادة في أماكن احتكاك الجلد ببعضه، مثل الإبطين، والفخذ، وبين الأرداف، وتحت الثديين. وقد تنشق النتوءات، وتصبح لها رائحة، أو ينتج عنها ما يُشبه القنوات تحت الجلد.
ويميل التهاب الغدد العرقية للظهور بعد سن البلوغ، وقد يستمر لسنوات عديدة، ويزداد سوءاً بمرور الوقت مع حدوث آثار خطيرة على الحياة اليومية، والعاطفية. وقد يساعد التشخيص المبكر والعلاج، على السيطرة على الأعراض، ومنع النتوءات الجديدة من التكون، ومنع المضاعفات، مثل التندب أو الاكتئاب.
أعراض التهاب الغدد العرقية
يحدث التهاب الغدد العرقية عادة حول بصيلات الشعر مع العديد من الغدد العرقية، والدهنية، كما هو الحال بالنسبة للإبطين، والفخذ، ومنطقة الشرج. وقد يحدث أيضاً في مكان احتكاك الجلد ببعضه، مثل الأفخاذ الداخلية، وأسفل الثديين، وبين الأرداف. ومن الممكن أن يصيب التهاب الغدد العرقية بقعة واحدة، أو مناطق متعددة من الجسم. وتتضمن علامات، وأعراض التهاب الغدد العرقية ما يلي:
الرؤوس السوداء
السمة الشائعة هي ظهور مناطق صغيرة ذو ثقوب في الجلد تحتوي على رؤوس سوداء، وغالباً تظهر في صورة مزدوجة.
نتوءات لينة حمراء
قد يزداد حجم هذه النتوءات غالباً، وتنشق، ويخرج منها صديد يكون له رائحة، كما يمكن أن يصاحب ظهور النتوءات حكة، وحرقة، وتظهر عادة في المناطق التي يحتك فيها الجلد ببعضه.
نتوءات مؤلمة في حجم البازلاء
قد تستمر هذه النتوءات الصلبة التي تظهر تحت الجلد لمدة سنوات، ويزداد حجمها أكثر، وتصبح ملتهبة.
القنوات
بمرور الوقت قد تتشكل مناطق (قنوات) تربط النتوءات ببعضها تحت الجلد. وتشفى هذه الجروح في كل الأحوال ببطء شديد، ويمكن أن يحدث تسرب للصديد.
ويبدأ التهاب الغدد العرقية عادة في الفترة بين سن البلوغ، وسن الأربعين، بظهور نتوء واحد مؤلم يستمر لعدة أسابيع، أو شهور. وقد يتفاقم المرض بالنسبة لبعض الأشخاص، ويصيب عدة مناطق من الجسم، بينما قد يعاني أشخاص آخرين من أعراض بسيطة. ومن الممكن أن تسوء الأعراض بسبب زيادة الوزن، الإجهاد، التغيرات الهرمونية، الحرارة، أو الرطوبة. وقد تقل شدة المرض بالنسبة للنساء بعد سن اليأس.
ضرورة استشارة الطبيب
يعتبر الكشف المبكر لالتهاب الغدد العرقية هو المفتاح للحصول على العلاج الفعال. ويجب عليك رؤية طبيبك إذا كانت حالتك:
- مؤلمة.
- لا تتحسن خلال بضعة أسابيع.
- تعود بعد أسابيع من العلاج.
- تظهر في مناطق عديدة.
- تتكرر في كثير من الأحيان.
وإذا تم تشخيص إصابتك بالفعل بالتهاب الغدد العرقية، يجب أن تضع في اعتبارك أن العلامات التحذيرية لتكرار المرض تكون غالباً مماثلة للأعراض التي ظهرت في الإصابة السابقة، وكذلك يجب الانتباه لأي علامات، أو أعراض جديدة، حيث أنها قد تشير إما إلى تكرار الحالة، أو تعقيد العلاج.
أسباب التهاب الغدد العرقية
يحدث التهاب الغدد العرقية عندما يحدث انسداد أو التهاب لبصيلات الشعر، ولا يمكن معرفة سبب هذا الانسداد. وتتضمن بعض العوامل التي تلعب دوراً في حدوث هذا الالتهاب، الهرمونات، ومتلازمة التمثيل الغذائي، وعلم الوراثة، وعدم انتظام استجابة الجهاز المناعي، والتدخين، وزيادة الوزن. ولا يحدث التهاب الغدد العرقية بسبب عدوى، ولا يمكن أن ينتقل جنسياً، وهو ليس معدياً، ولا يحدث بسبب سوء النظافة.
عوامل خطر التهاب الغدد العرقية
تتضمن عوامل زيادة خطر الإصابة بهذا المرض ما يلي:
- السن، يحدث التهاب الغدد العرقية الأكثر شيوعاً للنساء اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 20 و 29 سنة. وقد يرتبط السن المبكر الذي بدأ فيه المرض مع تطور زيادة انتشار المرض.
- النوع، تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الغدد العرقية أكثر من الرجال.
- التاريخ العائلي، من الممكن أن تكون الإصابة بالتهاب الغدد العرقية وراثياً.
- وجود بعض الحالات الأخرى، فمن الممكن أن يرتبط هذا الالتهاب بحالات أخرى عديدة، بما في ذلك التهاب المفاصل، وحب الشباب الشديد، والسمنة، ومرض الأمعاء الالتهابي، ومرض كرون، ومتلازمة التمثيل الغذائي، ومرض السكري.
- التدخين، يرتبط تدخين التبغ بالتهاب الغدد العرقية.
مضاعفات التهاب الغدد العرقية
ينتج عن التهاب الغدد العرقية الشديد، والمستمر حدوث مضاعفات، وتتضمن هذه المضاعفات ما يلي:
- الالتهاب، حيث تكون المنطقة المصابة عرضة للإصابة بالالتهاب.
- تندبات، وتغيرات الجلد، فقد تشفى الجروح، ولكن تترك آثار تشبه التندبات، وثقوب في الجلد، أو بقع جلدية لونها داكن أكثر من المعتاد.
- حركة مقيدة، حيث ينتج عن الجروح، والتندبات حركة محدودة، ومؤلمة، خاصة عندما يصيب المرض الإبطين، والفخذين.
- صعوبة في التصريف الليمفاوي، حيث أن معظم المناطق الشائعة التي يحدث فيها التهاب الغدد العرقية تحتوي على عقد ليمفاوية، وقد يتداخل تندب الأنسجة مع نظام تصريف العقد الليمفاوية، مما يؤدي إلى ورم في الذراعين، الساقين، أو الأعضاء التناسلية.
- عزلة إجتماعية، فيمكن أن يُسبب موقع، وتسريب، ورائحة الجروح الإحراج، والتردد في الخروج في الأماكن العامة، مما يؤدي إلى الحزن، والاكتئاب.
- السرطان، نادراً ما يتعرض المرضى المصابين بالتهاب الغدد العرقية إلى تطور الإصابة بـ سرطان الخلايا الحرشفية في الجلد المصاب.
تشخيص التهاب الغدد العرقية
يقوم الطبيب بالسؤال عن العلامات، والأعراض، وفحص الجلد المصاب، ويأخذ التاريخ الطبي للمريض، وليس هناك حاجة للفحوصات المعملية لتشخيص التهاب الغدد العرقية، ولكن في حالة وجود صديد، وتسريب يقوم الطبيب بإرسال عينة من السائل للمعمل لفحصها لاستبعاد عدوى الدمل، أو اضطرابات الجلد الأخرى.
علاج التهاب الغدد العرقية
لا يوجد علاج لالتهاب الغدد العرقية، لكن من الممكن أن يساعد العلاج المبكر طويل المدى في السيطرة على الألم، وتعزيز التئام الجروح، ومنع تكون النتوءات الجديدة، ومنع المضاعفات. وتتوفر العديد من خيارات العلاج، لذا تحدث إلى طبيبك بشأن مخاطر، وفوائد كل خيار علاجي، والعناية الذاتية، والإجراءات الجراحية المناسبة لك.
علاج التهاب الغدد العرقية بالأدوية
قد يصف طبيبك واحد، أو أكثر من أنواع الأدوية التالية:
الأدوية الموضعية والأدوية عن طريق الفم
تتضمن المضادات الحيوية، والأدوية المستمدة من فيتامين A.
الأدوية الأخرى التي تخفف الالتهاب
قد يقل الالتهاب باستخدام أدوية الستيرويد التي يتم حقنها مباشرة في النتوءات، كما تساعد أيضاً أدوية الستيرويد عن طريق الفم مثل بريدنيزون، لكن من الممكن أن يؤدي استخدام البريدنيزون على المدى الطويل، إلى حدوث العديد من الآثار الجانبية، بما في ذلك هشاشة العظام.
الهرمونات
قامت بعض الدراسات الصغيرة بإجراء مقارنة بين المضادات الحيوية عن طريق الفم، والعلاج الهرموني، وأظهرت أن العلاج الهرموني فعال بنفس النسبة مثل، المضادات الحيوية المستخدمة في علاج الجروح الناتجة عن التهاب الغدد العرقية، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة. والعلاج الهرموني غير مناسب للنساء الحوامل بسبب المخاطر الناتجة عن الآثار الجانبية.
أدوية الألم
قد يصف طبيبك نوع دواء أقوى إذا لم تساعد مسكنات الألم دون وصفة طبية، وتشمل أمثلة هذه الأدوية فينتانيل، ومورفين، وغابابنتين، وبريغابالين.
علاج التهاب الغدد العرقية بالعملية الجراحية والإجراءات الأخرى
من الممكن علاج التهاب الغدد العرقية بمختلف الطرق الجراحية، وتعتمد الطريقة المستخدمة على شدة، وموقع الجروح، ومن بين هذه العوامل ما يلي:
كشف أو إزالة القنوات
أصبح يُفضل استخدام هذا الإجراء بدلاً من احداث شقوق في الجلد أو تصفية الأماكن المصابة، حيث يقوم الطبيب بقطع الجلد، واللحم الذي يغطي أي قنوات مترابطة، ولا يجب تكرار هذا الحل عادة.
الإنضار
يُستخدم الإنضار، لإزالة النتوءات الفردية الملتهبة.
الشق والتسريب
قد يكون التسريب (التصفية) الجراحي هو الخيار عندما يؤثر المرض على منطقة صغيرة واحدة، ويساعد هذا العلاج عادة على التخلص من الألم لفترة قصيرة، ولكن تميل الجروح للتكرار مرة أخرى.
استئصال الأنسجة بالجراحة الكهربية
قد يكون هذا خياراً للأشخاص الذين يعانون من التهاب الغدد العرقية الحاد، حيث يجمع بين استئصال أنسجة الجلد مع التقشير الكهربائي، والهدف منه هو إزالة الأنسجة المريضة، والحفاظ على الأنسجة الصحية. ويتم هذا الإجراء باستخدام التخدير العام.
استئصال جراحي
ينطوي العلاج الجراحي للأعراض الشديدة، والمتكررة على إزالة كل الجلد المُصاب، وقد يكون ترقيع الجلد ضروري لغلق الجرح، وقد تحدث الجروح في مناطق أخرى حتى بعد إجراء الجراحة. وبالنسبة للرجال الذين تتضمن حالتهم إصابة المنطقة بين فتحة الشرج، وكيس الصفن، يكون من الضروري دائماً إجراء إزالة جراحية لكيس الصفن.
أسلوب الحياة وبعض العلاجات المنزلية
من الممكن علاج التهاب الغدد العرقية المعتدل عن طريق تدابير الرعاية الذاتية، ولكن قد تكون أيضاً تدابير الرعاية المنزلية خطوة تكميلية هامة لأي علاج طبي تحصل عليه، وقد تساعدك النصائح التالية في تخفيف عدم الراحة، وسرعة شفاء الجروح:
اتباع روتين العناية بالبشرة
يجب عليك غسل جسمك بلطف باستخدام غسول لا يحتوي على صابون، ويجب استخدام اليدين فقط، وعدم استخدام منشفة، لوفة، أو أشياء أخرى قد تُهيج الجلد. وإذا كانت الرائحة هي ما يزعجك، فعليك استخدام غسول جسم مضاد للجراثيم، ثم وضع كريم مضاد حيوي. وقد يساعدك أيضاً استخدام مسحوق امتصاصي إضافي، أو أكسيد الزنك. وكذلك استخدام مضادات التعرق يساعد على الحفاظ على الجسم جافاً، وتوقف عن استخدام أي منتجات تُسبب التهاب جلدك.
السيطرة على الألم
يمكنك استخدام منشفة مبللة دافئة، أو أي وسيلة ضغط لكي تساعد على تخفيف الورم، والتخلص من الألم. واستمر في الضغط على المنطقة المؤلمة لمدة 10 دقائق تقريباً. واسأل طبيبك لينصحك بأفضل مسكن للألم مناسب لك، وتحدث معه بشأن كيفية ارتداء الملابس المناسبة، والعناية بالجروح في المنزل.
تجنب الملابس الضيقة والمنتجات التي تسبب التهاب
يجب ارتداء ملابس فضفاضة، وخفيفة الوزن لتقليل الاحتكاك. وتجد بعض النساء أن استخدام السدادات القطنية (التامبون) أكثر من الفوط الصحية يؤدي إلى قلة احتكاك الجلد. ويجب استخدام المنظفات، وغيرها من المنتجات الخالية من العطور، والأصباغ، والإنزيمات.
تجنب إصابة الجلد
على سبيل المثال، لا تضغط على البثور، والجروح، وكذلك تجنب حلاقة الجلد المُصاب.
الحفاظ على وزن صحي والبقاء نشيطاً
من الممكن أن يؤدي عدم الحفاظ على الوزن الصحي إلى زيادة الأعراض سوءاً. وحاول إيجاد الأنشطة التي لا تؤدي إلى التهاب جلدك.
تغيير النظام الغذائي
أثبتت دراسة غير رسمية، أن 47 شخصاً مصابين بالتهاب الغدد العرقية تخلوا عن منتجات الألبان، والسكر المعالج، والدقيق، وأدى ذلك إلى أن 83 % من هؤلاء الأشخاص قلت أعراضهم، كما أثبتت دراسة أخرى تم تسجيلها أن 12 شخصاً يعانون من التهاب الغدد العرقية قاموا بتجنب شراب الشعير، والأطعمة الأخرى التي تحتوي على خميرة البيرة، أو القمح، اختفت جميع أعراضهم خلال سنة.
تجنب جميع منتجات التبغ
إذا كنت تُدخن، يجب عليك الإقلاع عن التدخين، لأن التدخين، واستخدام منتجات التبغ الأخرى قد يلعب دوراً في زيادة سوء التهاب الغدد العرقية.
العلاج البديل
من الممكن أن يساعد تناول مكملات الزنك يومياً على تخفيف الالتهاب، ومنع حالات تكرار جديدة.
التكيف مع المرض والمساندة
قد يكون التعامل مع الألم، والإحراج هو واحد من أكبر التحديات للعيش مع الإصابة بالتهاب الغدد العرقية، حيث أن الجروح المؤلمة قد تؤثر على نومك، حركتك، أو قدرتك الجنسية. وإذا كانت الجروح تفرز الصديد الذي له رائحة بالرغم من العناية الذاتية، سوف يُسبب لك ذلك القلق، وتصبح انطوائياً، خجولاً، أو مكتئباً.
حاول أن تجد الدعم بين أفراد عائلتك، أو أصدقائك، حيث قد تشعر بالراحة عندما تشعر بقلق، وفهم الأشخاص الآخرين لحالتك. واطلب من طبيبك أن يُحيلك إلى أخصائي الصحة العقلية، أو اسأله عن معلومات اتصال خاصة بأي مجموعات للدعم.
الاستعداد لموعد الطبيب
قد تبدأ برؤية الطبيب العام، وقد ينصحك طبيبك برؤية أخصائي في علاج أمراض الجلد، واعتماداً على شدة حالتك قد تشمل رعايتك على المتخصصين في جراحة القولون والمستقيم، الجراحة التجميلية، أو أمراض الجهاز الهضمي. وهذه بعض المعلومات التي تساعدك على الاستعداد لموعدك.
ماذا يجب أن تفعل؟
اكتب قائمة بما يلي قبل موعدك:
- الأعراض التي عانيت منها، بما في ذلك التي تبدو ليس لها علاقة بالسبب الذي حددت الموعد لأجله.
- جميع الأدوية، والفيتامينات، والمكملات الغذائية التي تتناولها.
- الأسئلة التي تريد سؤال طبيبك عنها.
تتضمن الأسئلة التي قد تريد سؤال طبيبك عنها فيما يخص التهاب الغدد العرقية ما يلي:
- ما هو السبب الأكثر احتمالاً لأعراضي؟ وهل توجد أسباب أخرى محتملة؟
- هل أحتاج إلى إجراء أي فحوصات؟
- إلى متى سوف تستمر حالتي؟
- ما هي العلاجات المتاحة، وما الذي تنصحني به؟
- ما هي الآثار الجانبية التي أتوقعها من العلاج؟
- هل ترتبط هذه الحالة باضطراب طبي آخر؟
- هل توجد كتيبات، أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني أخذها معي؟ ما هي المواقع الإلكترونية التي تنصحني بزيارتها؟
ماذا تتوقع من طبيبك؟
من المرجح أن يسألك طبيبك عدداً من الأسئلة التالية:
- متى بدأت أعراضك؟
- ماذا كان شكل النتوءات عندما بدأت في الظهور؟
- هل عادت النتوءات مرة أخرى في نفس البقعة؟
- هل أعراضك مؤلمة؟
- هل عانى أحد والديك، أو أشقائك من هذه المشكلة؟
- هل هناك شئ، إن وُجد، يمكنه أن يُحسن أعراضك، أو يزيدها سوءاً؟
- هل تدخن، أو تستخدم أي منتجات تبغ؟