البيدوفيليا Pedophilia

انتشرت في الآونة الأخيرة في مجتمعاتنا جرائم أثارت في نفوسنا اشمئزازًا وحسرة على ما وصل إليه هؤلاء، ألا وهي جرائم التحرش والاعتداء على الأطفال. وعلى الرغم من بشاعة هذا التصرف، وكونها موضوعًا شائكًا لا يفضل الجميع التحدث عنها، إلا أن البيدوفيليا تم تصنيفها كمرض نفسي، وفي هذا المقال سنتناول بعض التفاصيل عن التحرش الجنسي بالأطفال التعريف الأسباب الوقاية والعلاج.

ADVERTISEMENT

ما هي البيدوفيليا Pedophilia؟

البيدوفيليا، أو مرض حب الأطفال، أو شذوذ الأطفال، أو التحرش الجنسي بالأطفال، كلها مسميات لحالة يميل فيها هذا الشخص إلى الأطفال من دون سن الـ 13، سواء بالرغبة، أو بالقيام بتصرفات جنسية وعدائية تجاههم، وقد يميل بعض المتحرشين إلى البالغين أيضًا.

وبالنسبة للمجتمعات الطبية، فقد اعتبرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي The American Psychiatric Association هذا التصرف اضطرابًا عقليًا في دليلها التشخيصي والإحصائي الذي يتم تحديثه باستمرار منذ العديد من السنوات.

ADVERTISEMENT

وتشير المصادر إلى أنه رغم اعتقاد الكثير من الأطباء النفسيين المعالجين أن مشاعر هذا المريض وميوله غير متحكم فيها، إلّا أن العلاجات ربما تساعد على التحكم في تلك المشاعر، والسيطرة عليها، وعدم القيام بهذه التصرفات الشنيعة.

ما هي أسباب البيدوفيليا؟

على الرغم من عدم وجود مبررات لهذا الفعل، وعدم وجود أسباب للتحرش الجنسي بالأطفال يقبلها المنطق، إلا أن المجتمعات العلمية، وبعض الأبحاث ربطت بين الرغبة، والميول للشخص الذي يعاني من هذا السلوك، وبين العوامل البيئية، والعوامل البيولوجية العصبية، ويُعتقد بأن هذه العوامل هي:

ADVERTISEMENT
  • وجود اختلال داخل العائلة أو الأسرة.
  • غياب الدعم الاجتماعي في مرحلة الطفولة.
  • اضطرابات النمو.
  • عوامل بيولوجية-عصبية.
  • عوامل بيلوجية.

وفيما يلي قائمة بما توصل إليه الباحثون من تحقيقات عن العوامل البيلوجية، والعصبية التي يُعتقد بأنها قد تكون سببًا لهذه الميول:

  • وفقًا للأبحاث، هناك اعتقاد يشير إلى أن تطور المخ مبكرًا يلعب دورًا في تطور هذه الشهوة.
  • لوحظ وجود شذوذ في الفص الصدغي، والقشرة الأمامية للأشخاص المتحرشين بالأطفال؛ وهذه المناطق من الدماغ مرتبطة بالتنظيم السلوكي، والتحكم في الانفعالات، ووظائف أخرى.
  • وجود تقلص في المادة الرمادية في المخ.
  • أشارت دراسة إلى وجود علاقة بين معدل الذكاء، وهذه الحالة، إذ تجد بعض متحرشي الأطفال أقل في مستويات الذكاء من الأشخاص العاديين.
  • وجود تغيرات جينية مرتبطة بالهرمونات مثل الأندروجين، والاستروجين، والبرولاكتين، والأوكسيتوسين، والسيريتونين قد تكون من العوامل المؤثرة على هذه التصرفات العدوانية.

وعلى الرغم من هذه الأبحاث، إلا أن هناك بعض التحديات ما زالت تمنع تعميم هذه النتائج مثل قلة عدد العينات، والاعتماد على التجارب السريرية، لذلك ما زالت هناك أبحاث أخرى قائمة تحاول دراسة البيدوفيليا بصورة مفصلة، وإلى الآن لا توجد إجابات شافية عن الأسباب التي تجعل هؤلاء المتحرشين للقيام بأفعالهم تلك.

أعراض البيدوفيليا

وفقًا للمصادر، أعراض البيدوفيليا المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضرابات العقلية هي:

ADVERTISEMENT
  • تخيلات، وميول، ودوافع موجودة أو متكررة عند المتحرش تجاه الأطفال دون سن البلوغ لمدة 6 أشهر على الأقل.
  • ازدياد الميول، والرغبة بصورة كبيرة.
  • ارتكاب جريمة تحرش بالفعل ضد طفل، أو عديد من الأطفال.

تشخيص البيدوفيليا

يجب أن يتم التشخيص من قبل طبيب متخصص، ويفضل أن يكون حاصلًا على شهادات احترافية متخصصة للتعامل مع هذا النوع من الاضطرابات العقلية. وأن يقوم الطبيب بالتقييم بعناية، كي يساعده في وضع الخطة العلاجية المناسبة، وفعالة في محاولة للسيطرة على هذه الأفكار المنحرفة.

كيفية علاج البيدوفيليا

توضح العديد من المصادر أنه لا يقتصر نوع واحد من العلاجات لجميع الأشخاص ذوي الميول الجنسية للأطفال، وهناك العديد من الأساليب العلاجية المختلفة، مثل العلاج بالأدوية، والعلاج النفسي، وقد يكون العلاج طويل الأمد، وفيما يلي بعض التفاصيل:

العلاج الدوائي

تهدف العلاجات الدوائية إلى تقليل الرغبة الجنسية، وخفض مستويات التستوستيرون، عن طريق منع الغدة النخامية من تحفيز الخصيتين لإنتاج هرمون الذكورة، كما يتم متابعة فحوصات الدم لمعرفة تأثير هذه الأدوية على وظائف الكبد، بالإضافة إلى الفحوصات الأخرى، ومع ذلك، تأثير هذه الأدوية على النساء اللاتي تعانين من هذه الحالة غير واضح بعد.

ADVERTISEMENT

ويمكن إعطاء الشخص مضادات الاكتئاب التي تسمى مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، حيث تقلل الدافع الجنسي.

العلاج السلوكي المعرفي

يركز العلاج السلوكي المعرفي على تغيير السلوكيات غير السوية عن طريق إعادة الهيكلة المعرفية، إذ يتم تعريف المتحرش بالتشوهات المعرفية المرتبطة بسلوكياته تجاه الأطفال، وتغيير معتقداته.

العلاج النفسي الديناميكي

قد يتم اللجوء لهذا النوع من العلاجات للأشخاص الذين يعتقد بأنهم تعرضوا لصدمات في طفولتهم أثرت على سلكوياتهم، وأدت لذلك الانحراف الجنسي.

ADVERTISEMENT

رغم أنه لا يوجد علاج نهائي لهذه الحالة، إلا أنه يتم وضع استراتيجيات واضحة لتقليل هذا الفعل الشنيع، ومعاونة هؤلاء على الحد من الرغبات الدوافع المنحرفة، والعمل في علاج الأمراض النفسية الأخرى المصاحبة، وكذلك العمل على تطوير الجوانب الإيجابية من حياتهم، والتوعية الدينية، والمجتمعية، والإنسانية عن طريق الترغيب، والترهيب.

هل كان هذا المحتوى مفيدا؟

جار التحميل...
كتب بواسطة د.كريم محمود - المراجعة والتدقيق: طاقم ديلي ميديكال انفو
تاريخ النشر: تاريخ التحديث:
قد يعجبك أيضا
هذا الموقع يستخدم الكوكيز لتقديم أفضل تجربة تصفح اعرف المزيد