اكتئاب ما بعد الولادة هو أكثر المشاكل شيوعاً بعد الولادة، ويحدث عادة خلال أربع أسابيع منها، ويُصيب حوالي 13 % من النساء، وهو ليس قاصراً على الأمهات فقط فقد يُصيب الآباء أيضاً الذين يجدون صعوبة في التعامل مع أطفالهم بنسبة 10 %.
ويمكن أن يحدث لأي امرأة بعد الولادة، إلا أن نسبة حدوثه تزداد في النساء ما بين 25 و 45 سنة.
أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
- شعور بحزن عميق، وفراغ، وبرود عاطفي والبكاء باستمرار.
- شعور بالتخبط والغضب.
- الميل إلى الانطوائية، والبعد عن العائلة والأصدقاء والتخلي عن الأنشطة التي كانت تشغل حيز من الاهتمامات.
- شعور دائم بالتعب، اضطرابات بالنوم، تناول الأكل بصورة كبيرة، أو فقدان الشهية.
- شعور قوي بالفشل.
- اهتمام زائد بالطفل، أو الإهمال الكلي له.
- التفكير بالانتحار، أو التخلص من الطفل.
- التفكير الدائم بمعتقدات خاطئة ليس لها أساس من الصحة.
- الهلوسة ورؤية أشياء، أو سماع أصوات خيالية.
أسباب اكتئاب ما بعد الولادة
- احتمالية وراثية لحدوث الاكتئاب.
- التغيرات السريعة للهرمونات التي تحدث بعد الولادة.
- تغير في عدد من الهرمونات عند الرجال في تلك المرحلة.
- الضغط النفسي الناتج عن صعوبة رعاية حديثي الولادة عند بعض الآباء.
- فقدان الدعم النفسي من الأهل و الأقارب قبل وبعد الولادة.
- المشاكل الزوجية.
مضاعفات اكتئاب ما بعد الولادة
إذا تركت الحالة بدون علاج، فقد يؤثر ذلك على الحياة الأسرية. ويميل أطفال هؤلاء المرضى الذين لم يتم علاجهم عادة إلى الإصابة ببعض المشاكل السلوكية مثل صعوبة النوم، والأكل، وزيادة في النشاط.
وتأخر الأطفال في الكلام من أكثر مضاعفات هذا المرض شيوعاً. وإذا لم يتم علاج المرض، فقد يستمر ذلك إلى بعض الشهور وينتهي، أو تتحول الحالة إلي اكتئاب مزمن. ويزيد اكتئـاب ما بعد الولادة من احتمالية حدوث فترات من الاكتئاب عند المريض في المستقبل.
تشخيص اكتئـاب ما بعد الولادة
يتضمن التشخيص تجميع نظرة شاملة عن المريض عن طريق تاريخه العائلي، والعقلي والطبي. والقيام أيضاً بفحص طبي متضمناً اختبارات معملية لتقييم الحالة الصحية العامة للمريض، و لاستبعاد وجود مرض عقلي.
علاج اكتئاب ما بعد الولادة
العلاج النفسي
يتضمن العلاج النفسي التحدث مع طبيب متخصص لمعرفة المشكلة والبحث عن حلول، مما ينتج عنه حدوث تغيرات كيميائية ايجابية بالمخ، ويستمر هذا العلاج بصفة عامة من أسابيع إلى شهور، حتى يكتمل بصورة جيدة، ويثمر نتائجة المرجوة.
العلاج الشخصي
يساعد في التخلص من أعراض الاكتئاب، كما ينمي عند الشخص مهارات التواصل في علاقاته الاجتماعية، والشخصية. ويعتمد هذا العلاج على التالي:
- تعريف المريض على طبيعة الاكتئاب بأنه مرض شائع يُصيب العديد من الأشخاص، ويتم الشفاء منه كأي مرض آخر عند متابعة العلاج.
- التعرف على بعض المشاكل كالضغوطات النفسية عند العناية بالطفل، ووضع الأهداف الواقعية لحلها، والوصول إلى أحسن الطرق لتحقيقها.
العلاج السلوكي المعرفي
يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على مساعدة المريض في تغيير الطريقة التي يفكر بها. وفي حالة اكتئاب ما بعد الولادة يستخدم المعالج ثلاثة طرق للوصول الى تلك الأهداف:
- الجزء التوجيهي، وتساعد هذه المرحلة المريض على بناء معتقدات إيجابية للعلاج و تحفيز التعاون.
- الجزء المعرفي، ويشتمل هذا الجزء على التعرف على المعتقدات، والاقتراضات التي تؤثر على السلوكيات، خاصة تلك التي تدفع المريض الى الاكتئاب.
- الجزء السلوكي، ويهدف الى التحوير السلوكي لتعليم الفرد استراتيجيات أكثر تأثيراً في التعامل مع المشاكل.
العلاج الدوائي
يتلخص هذا الجزء من العلاج في الأدوية المضادة للاكتئاب، وتتضمن أمثلة الأدوية ما يلي:
- فلوكسيتين.
- سيرترالين.
- باروكزيتين.
- فلوفوكسامين.
- سيتالوبرام.
- اسيتالوبرام.
ومن أهم ما يجب مراعاته عند تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، هي أن المريض يشعر بمجرد تناول الجرعات الأولى من الدواء بتحسن، و سريعاً ما يتخلي عن العلاج، مما يؤدي إلي عودة الحالة بصورة أقوى.
الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة
يمكن أن تساعد الزيارة الدائمة للأم حديثة الولادة لفريق رعاية الأمومة، في منع حدوث الاكتئاب.