الانصباب الجنبي أو الارتشاح البلوري هو عبارة عن مجموعة من السوائل في الحيز ما بين اثنين من بطانة الجنبة (الغشاء البلوري) في الرئة. وعند التنفس، يتم استنشاق الهواء إلى داخل الرئتين، وتتحرك الضلوع للخارج والحجاب الحاجز يتحرك إلى أسفل.
ولكي تتسع الرئة، يجب على بطانتها أن تنزلق جنباً إلى جنب مع حركة جدار الصدر، ولكي يحدث ذلك، يُغطي كلا الرئتين والضلوع ببطانة زلقة تسمى غشاء الجنب (الغشاء البلوري). وهناك كمية صغيرة من السائل بمثابة مواد التشحيم لهذه السطوح لتنزلق بسهولة.
وتراكم الكثير من السوائل يضعف من قدرة الرئة على التوسع والتحرك. ويمكن أن يحدث هذا المرض لجميع الأعمار ولكن تزداد نسبة الإصابة بتقدم السن.
أعراض الانصباب الجنبي
- ضيق في التنفس.
- ألم في الصدر.
وتوجد أعراض أخرى مرتبطة بالأمراض الكامنة بالجسم.
قصور القلب الاحتقاني
قد يشكو المريض من تورم القدمين وضيق في التنفس عند النوم على الظهر، (ضيق النفس الاضطجاعي)، أو الإستيقاظ في منتصف الليل.
السل
قد يكون هناك تعرق ليلي، سعال المصحوب الدم (نفث الدم)، وفقدان الوزن. ونفث الدم قد يرتبط بالعدوى أو سرطان الرئة.
الالتهاب الرئوي
قد يشتكي المريض من حمى، قشعريرة وسعال مصحوب ببلغم ملون وألم بلوري.
أسباب الانصباب الجنبي
يمكن أن يحدث الانصبـاب الجنبي كإحدى المضاعفات لأمراض كامنة. وينقسم الانصبـاب الجنبي وفقاً لتكوين كيمياء السوائل، وما يُسبب الانصباب، إلى تصنيفين هما:
- الانصبـاب الجنبي الراشح.
- الانصباب الجنبي المفرز.
وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون للانصباب الجنبي خصائص كلاً من الرشح والإفراز.
الانصباب الجنبي الراشح
يتكون هذا النوع من الانصباب عندما تتسرب السوائل من الأوعية الدموية في الحيز البلوري. وكيميائياً، يحتوي الانصباب الجنبي الراشح على قليل من البروتين وLDH، مقارنة بالانصباب الجنبي المفرز.
وإذا كانت نسبة السائل في الحيز البلوري إلى نسبة البروتين الكلي في مصل الدم، أقل من أو يساوي 0.50، ونسبة LDH السائل إلى مصل الدم هي أقل من أو يساوي 0.67، فيعتبر السائل عادة راشح، بينما نسب الإفراز هي فوق 0.50 وما فوق 0.67.
وتتضمن أمثلة الانصباب الجنبي الراشح ما يلي:
- قصور القلب الاحتقاني.
- فشل الكبد أو تليف الكبد.
- الفشل الكلوي أو المتلازمة الكلوية.
- غسيل الكلى البريتوني.
الانصباب الجنبي المفرز
تكون الإفرازات بواسطة التهاب في غشاء البلوري نفسه، وغالباً ما تكون نتيجة لمرض في الرئة. وتتضمن أمثلة الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى هذه الإفرازات ما يلي:
- سرطان الرئة أو سرطان الثدي.
- سرطان الغدد الليمفاوية.
- الالتهاب الرئوي.
- السل.
- متلازمة ما بعد بضع التأمور.
- الذئبة الحمامية.
- الفشل الكلوي.
- متلازمة ميغز.
- الاستسقاء.
- الخراج داخل البطن.
ومعظم حالات الانصباب الجنبي تحدث بسبب قصور القلب الاحتقاني، والالتهاب الرئوي والانسداد الرئوي والأورام الخبيثة.
مضاعفات الانصباب الجنبي
يمكن أن ينتج عن الارتشاح البلوري بعض المضاعفات من ضمنها:
- تندب الرئة.
- انخفاض دائم في وظائف الرئة.
- وجود سائل يبقى لفترة طويلة من الزمن، يساعد على تشكيل الخراج ويُسمى بالذبال الصديدي.
والإجراءات التشخيصية والعلاجية، بما في ذلك بزل الصدر، تنطوي على وضع الإبر من خلال جدار الصدر في الحيز البلوري، مما يؤدي إلى حدوث الاسترواح الصدري.
تشخيص الانصباب الجنبي
الفحص البدني
يتركز الفحص البدني على الصدر، ويمكن أن يشمل الاستماع إلى القلب والرئتين، وفحص الصدر. ووجود الانصباب الجنبي قد يقلل دخول الهواء، ويُسبب ضعف الاستماع إلى جانب واحد من الصدر بالمقارنة مع الجانب الآخر. وفي حالة وجود التهاب غشاء الجنب، فقد يتم الاستماع إلى صوت احتكاك أو صرير.
الأشعة السينية على الصدر
قد تساعد وتؤكد وجود السائل. وعلى الرغم من الأشعة الروتينية على الصدر، إذا وجد السائل البلوري، فيمكن الحصول على صورة اشعة إضافية، عندما يكون المريض مستلقياً على جهة الارتشاح.
الموجات فوق الصوتية على الصدر
يمكن استخدامها كطريقة سريعة للتأكد من وجود السائل وموقعه. ويمكن أن تساعد وتقرر ما إذا كان السائل يتدفق بحرية داخل الحيز البلوري، أو ما إذا كان موجودا في منطقة معينة.
الأشعة المقطعية على الصدر
لا يكشف هذا النوع من الأشعة فقط على الرئة، ولكن يتحقق من الأسباب المحتملة الأخرى للارتشاح.
بزل الصدر
هو إجراء يُستخدم لأخذ عينات من السائل من الانصباب الجنبي. وباستخدام إبرة طويلة رقيقة، يمكن إزالة السوائل، وتُرسل للتحليل لتأكيد التشخيص.
وفي كثير من الأحيان، يتم تصوير الصدر بالأشعة السينية قبل بزل الصدر، للتأكد من وجود الارتشاح، وبعد ذلك للتأكد من أن هذا الإجراء لم يتسبب في حدوث الاسترواح الصدري (الرئة المنهارة).
تحليل السائل البلوري
التحليل الكيميائي قد يُفرق ما بين الرشح والافرازات، عن طريق قياس نسبة تركيز البروتين في الانصباب الجنبي، ومقارنتها إلى تركيز البروتين في مجرى الدم.
وLDH هو آخر المواد الكيميائية التي يمكن أن تساعد في جعل التمييز بين هذين النوعين من الارتشاح. ويمكن أنيضاص تحليل عدد الخلايا للبحث عن عدوى، تحليل الخلية للبحث عن الخلايا السرطانية، ومزارع البكتيريا للبحث عن عدوى.
علاج الانصباب الجنبي
يتضمن علاج هذه العلاج ما يلي:
- علاج الأمراض الكامنة والسيطرة عليها، لمنع تراكم السائل البلوري.
- بزل الصدر، على الرغم من أنه يُستخدم كإجراء للتشخيص، إلا إنه يمكن أيضاً أن يكون وسيلة علاجية في إزالة السوائل والسماح للرئة للتوسع وأداء الوظيفة.ويمكن وضعأنبوب الصدر لاستنزاف وعلاج الذبال (مجموعات الصديد).
الوقاية من الانصباب الجنبي
يمكن الوقاية من هذه الحالة عن طريق منع السبب الكامن وراء حدوث الانصباب الجنبي، والسيطرة عليه، حتى لا يؤدي إلى تطور الحالة.