التهاب الأذن الخارجية أو التهاب الأذن الوسطى من أكثر أنواع الأمراض شيوعاً، منها ما يمر سريعاً ومنها ما يحتاج تدخل طبي، لذلك سنوضح لك عزيزي القارئ ما هو التهاب الاذن وأعراضه وكيفية علاجه، فتابعونا.
ويشمل التهاب الأذن التهاب أقسام متعددة منها (التجاويف، أو الغشاء، أو قناة الأذن الخارجية، أو الأذن الوسطى) وعادةً ما يكون الالتهاب مؤلم ومتكرر تحديداً لدى الأطفال الصغار وخاصةً الأذن الوسطى.
أنواع التهابات الأذن
التهابات الأذن شائعة جدًا، خاصةً عند الأطفال. لست بحاجة إلى رؤية طبيب عام لعلاج التهاب الأذن، حيث إنهم يتحسنون غالبًا في غضون 3 أيام.
دائماً نميز بين نوعين من التهابات الأذن:
- التهاب الأذن الخارجية.
- التهاب الأذن الوسطى.
يتمثل التهاب الاذن الخارجية في التهاب الصمغ السمعي الخارجي وطبقة الجلد التي تغلفه، ويمكن أن يسمى أيضاً بأذن السباح لأن السباحين هم الأكثر عرضة لهذا النوع من الالتهابات، ولكن يمكن لأي إنسان آخر أن يصاب به مثل الأطفال، و ليس من الضروري أن يتواجد الطفل في حمام السباحة ليصاب بالتهاب الأذن إذ أنها حالات شائعة جداً، فالإحصاءات الأخيرة تبين أن ٦١٪ من الأطفال المصابين بنزلات البرد يصابون بالتهاب في الأذن.
ما هي أسباب التهاب الاذن المختلفة؟
تلتهب الأذن نتيجة وجود مياه أو ترسبات في قناتها مما يعد مصدر للبكتيريا وما يؤدي إلى الآلام والورم و الحكة في الأذن الخارجية، و تتم عادةً معالجة هذا النوع من الالتهابات بقطرات أذن مناسبة و بالمحافظة على جفاف الأذن.
تعتبر نزلات البرد من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى التهاب الأذن لذلك تعتبر الوقاية منها (المحافظة على النظافة وغسل اليدين مراراً و تكراراً) خطوة أساسية لتجنب التهابات الأذن، بالإضافة إلى تلقيح (تطعيم) الأطفال وعدم تعريضهم لدخان السجائر وإرضاعهم لفترة لا تقل عن الـ 6 أشهر، و كذلك يمكن للحساسية أن تساهم بالإصابة بالتهابات الأذن، ولذلك تساهم السيطرة عليها بتخفيف خطر الإصابة بالالتهاب.
عوامل عامة تسبب التهاب الأذن:
- الأمراض الجلدية والإكزيما والصداف (الصدفية).
- القوباء.
- التهاب الجلد العصبي.
- ضعف المناعة.
- دخول الماء للأذن خاصةً عند السباحة.
- استخدام أجسام صلبة في تنظيف الأذن.
- الإنتان أو تسمم الدم.
أعراض التهاب الاذن
عادةً ما تبدأ أعراض التهاب الأذن بسرعة وتشمل:
- ألم داخل الأذن.
- درجة حرارة عالية من 38 أو أعلى.
- الشعور بالغثيان.
- نقص الطاقة.
- صعوبة في السمع.
- تفريغ سوائل من الأذن.
- الشعور بالضغط أو الامتلاء داخل الأذن.
- حكة وتهيج في وحول الأذن.
- جلد متقشر داخل وحول الأذن.
الأطفال الصغار والرضع المصابون بعدوى الأذن قد تلاحظ عليهم:
- فرك أو سحب أذنهم.
- عدم التفاعل مع بعض الأصوات.
- الطفل يكون سريع الانفعال أو لا يهدأ.
- عدم رغبتهم في تناول الطعام.
- يفقدون توازنهم بشكل مكرر.
من الصعب اكتشاف التهاب الأذن لدى الأطفال الرضع بسب عدم قدرتهم على تحديد موقع الوجع لذلك من الضروري مراقبة تصرفاتهم كسحب أذنهم مثلاً واضطرابات النوم وفقدان الشهية وحتى يمكن للأطفال أن يرفضوا زجاجة الحليب بسبب الضغط في أذنهم الذي يجعل عملية البلع أمر صعب عليهم، ومعظم التهابات الأذن تشفى خلال 3 أيام، رغم أن الأعراض قد تستمر في بعض الأحيان لمدة أسبوع.
كيف يمكن علاج التهاب الاذن في المنزل؟
للمساعدة في تخفيف أي ألم وعدم الراحة من التهاب الأذن يمكنك محاولة الآتي:
ما ينصح بعمله
- استخدم مسكنات الألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين (يجب ألا يتناول الأطفال دون سن 16 الأسبرين).
- ضع قطعة من القماش دافئة أو باردة على الأذن.
- إزالة أي إفرازات عن طريق مسح الأذن بقطعة من القطن.
ما يجب تجنبه
- لا تضع أي شيء داخل أذنك لإزالة شمع الأذن، مثل أعواد القطن أو إصبعك.
- لا تدع الماء أو الشامبو يدخل أذنك.
- لا تستخدم أدوية مزيلة للاحتقان أو مضادات الهيستامين؛ لا يوجد دليل على أنها تساعد في التهابات الأذن.
لا تأخذ أي علاج خاص بالأذن بدون استشارة الطبيب، حيث يجب استشارة الطبيب، ليصف لك العلاج المناسب، وخصوصا إذا كان هناك الأعراض التالية لديك أو لطفلك:
- درجة حرارة عالية جداً أو تشعر بحرارة أو رعشة وارتجاف.
- وجع مستمر في الأذن لا يبدأ في التحسن بعد 3 أيام.
- تورم حول الأذن.
- خروج سوائل من الأذن.
- فقدان السمع أو تغيير في السمع.
- أعراض أخرى، مثل الإصابة بمرض آخر، التهاب حاد في الحلق أو دوخة.
- التهابات أو عدوى الأذن العادية.
- تعاني من حالة طبية طويلة الأجل، مثل مرض السكري أو أمراض القلب والرئة والكلى أو الأمراض العصبية.
- ضعف الجهاز المناعي بسبب العلاج الكيميائي، على سبيل المثال.
تشخيص وعلاج التهاب الاذن
تربط القناة السمعية بالأذن الوسطى بالحلق وهي مغطاة بالأغشية المخاطية تماماً مثل الأنف والحلق، مما يساعد على التخلص من السوائل من الأذن الوسطى والمحافظة على مستويات الضغط في الأذن.
يمكن لنزلات البرد والإنفلونزا والحساسية أن تؤذي هذه القناة مما يؤدي إلى تورمها، ولذلك انسداد هذه القناة يؤدي إلى ترسب البكتيريا و الفيروسات في الأذن الوسطى عبر تجمع السوائل بداخلها مما يؤدي إلى التهابها؛ يراقب الأطباء الأذن و طبلة الأذن من خلال استخدام الأوتوسكوب إذ أن الأذن الملتهبة تأخذ طابع أحمر ومنتفخ، وغالبًا ما سيستخدم طبيبك ضوءًا صغيرًا (منظار الأذن) للنظر في الأذن.
بعض أنواع منظار الأذن تهب نفخة صغيرة من الهواء في الأذن، وذلك للتحقق من وجود أي انسداد، والتي يمكن أن تكون علامة على وجود عدوى.
طبيبك العمومي قد يصف الدواء لعدوى أذنك، وهذا يتوقف على سبب الالتهاب أو العدوى.
التهابات الأذن الداخلية
لا يتم وصف المضادات الحيوية عادةً لأن التهابات الأذن الداخلية تشفى في الغالب من تلقاء نفسها، ولا تحدث المضادات الحيوية اختلافًا كبيرًا في الأعراض، بما في ذلك الألم.
يمكن وصف المضادات الحيوية في حال:
- وجود عدوى بالأذن لا تبدأ في التحسن بعد 3 أيام.
- لديك أنت أو طفلك أي سائل يخرج من الأذن.
- أنت أو طفلك مصاب بمرض قد يتسبب في تضاعف التهاب الأذن، مثل التليف الكيسي.
- يمكن وصف المضادات الحيوية أيضًا إذا كان طفلك أقل من عامين وكان مصابًا بعدوى في كلتا الأذنين.
التهابات الأذن الخارجية
قد يصف طبيبك العمومي:
- قطرات الأذن التي تحتوي على المضادات الحيوية، لعلاج العدوى البكتيرية.
- قطرات الأذن الستيرويدية، لتخفيف التورم.
- قطرات الأذن المضادة للفطريات، لعلاج العدوى الفطرية.
- أقراص المضادات الحيوية، إذا كانت عدوى بكتيرية شديدة.
- إذا كانت لديك بقعة أو تقرح في أذنك، فقد يقوم طبيبك العمومي بتصريف القيح بإبرة.
تعرف على طرق علاج التهاب الأذن الوسطى من خلال الفيديو التالي:
كيف يحدث تمزق طبلة الأذن؟
عندما تصبح كمية السوائل المتراكمة داخل الأذن كبيرة يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على طبلة الأذن لحين تمزقها و هذا ما يؤدي إلى تدفق سائل أبيض ، أصفر أو بني اللون من الأذن و يمكن للألم أن يختفي بعد زوال ضغط السائل على طبلة الأذن .
بالرغم من أن كلمة “تمزق” طبقة الأذن تبدو مخيفة إلا أن الشفاء عادة ما يتم خلال بضعة أسابيع و ليس له تأثير على السمع إلا إذا تكرر الالتهاب.
كيف نخفف من حدة الألم؟
يمكن اتخاذ بعض الخطوات العملية كاستخدام قطرات الأذن المناسبة التي يصفها الطبيب و يمكن استخدام بعض الأدوية التي تصرف من دون وصفة طبية كمضادات الألم و الأدوية الخافضة للحرارة (ايبوبروفين، أسيتامينوفين) وهنا ننصح بعدم إعطاء الأسبرين للأطفال الصغار بسبب ترابطه مع متلازمة راي. يمكن للمضادات الحيوية أن تساعد على محاربة الالتهاب الناتج عن البكتيريا ولكن في معظم الأحوال تكون مناعة الطفل كافية دون أي مساعدة.
كيفية الوقاية من التهاب الاذن
لا يمكنك دائمًا منع التهابات الأذن، وخاصةً التهابات الأذن الداخلية الناتجة عن نزلات البرد والإنفلونزا، وللمساعدة في تجنب التهابات الأذن الداخلية:
- تأكد من أن طفلك على اطلاع دائم بالتطعيمات.
- احفظ طفلك بعيدًا عن التدخين السلبي.
- حاول ألا تعطي طفلك دمية بعد عمر 6 أشهر.
للمساعدة في تجنب التهابات الأذن الخارجية:
- لا تستخدم أعواد القطن أو أصابعك لتنظيف أذنيك.
- استخدام سدادات الأذن أو قبعة السباحة على أذنيك عند السباحة.
- حاول تجنب دخول الماء أو الشامبو إلى أذنيك عند الاستحمام.
- قم بعلاج الحالات التي تؤثر على أذنيك، مثل الأكزيما أو الحساسية.
ماذا يحدث عند إهمال التهاب الأذن؟
إذا تكرر التهاب الأذن أو أصبح مزمن يمكن أن يؤدي ذلك إلى تأثر طبلة الأذن ما ينتج عنه فقدان السمع، أو مشاكل في النطق، أو مشاكل في النمو أو حتى التهاب السحايا.
في هذه الحالة يتجه الطبيب إلى تخليص الأذن من المياه المحبوسة بداخلها لخفض الضغط والألم واستعادة السمع. من ناحية أخرى، يمكن لالتهاب الغدد الموجودة في الجزء الخلفي من الحلق أن يؤثر على القنوات السمعية وعلى الأذن الوسطى والجزء الخلفي من الحلق وفي حال تكرر هذا الالتهاب يمكن أن نلجأ للطبيب لإزالة الغدد. ننصحكم أعزاءنا القراء بالانتباه على صحة أطفالكم و خاصةً الرضع منهم واستشارة الطبيب المختص دائماً. كما يمكنكم استشارة أحد أطبائنا من هنا.