يمر الجنين في رحم الأم بالعديد من التغيرات والتطورات أثناء فترة الحمل، قد تشعر الأم ببعض المشاعر التي لا توصف عند تحرك طفلها بداخلها، أو سماعها نبضات قلبه عند الطبيب، وأحياناً تمر ببعض المشاعر المزعجة أيضاً عندما يقوم هذا الصغير المشاكس بالركل في بطنها وحرمانها من النوم، وتعتبر وضعية الجنين مع اقتراب موعد الولادة من أهم النقاط التي تعطي مؤشراً عن مدى صحة الولادة، فما هي وضعيات الجنين المختلفة؟ وما دلالة كل منها؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال، فتابعي معنا عزيزتي القارئة.
وضعية الجنين الأمامية
في هذا الوضع يكون رأس الطفل متجهاً لأسفل، ووجهه في مواجهة ظهركِ، يدس الطفل ذقنه في صدره، ويكون رأسه على استعداد لدخول منطقة الحوض استعداداً للولادة، ويستطيع الجنين أن يثني رأسه وعنقه ويُلصق ذقنه بصدره.
يكون بإمكان الجزء المسطح من الرأس الضغط على عنق الرحم ومساعدته عند الولادة، يستقر معظم الأجنة عموماً في وضع الرأس لأسفل حول الفترة ما بين 33 إلى 36 أسبوعاً، وهو الوضع المثالي والأكثر أماناً للولادة.
وضعية الجنين الخلفية
يكون رأس الطفل أيضاً لأسفل، ولكن وجهه في مواجهة المعدة بدلاً من ظهر الأم، وهذا ما يُسمى عادة الموقف القائم الخلفي، في المرحلة الأولى من المخاض، هناك نسبة حوالي عُشر إلى ثُلث الأطفال يكونوا في هذا الوضع، يقوم معظمهم بتدوير أنفسهم تلقائياً في الاتجاه الصحيح قبل الولادة، ولكن نسبة 10-28% من هذه الحالات لا تدور للاتجاه الصحيح، يزيد وجود الجنين على هذا الوضع من فرص الولادة الطويلة مع آلام الولادة الحادة في الظهر.
وضعية المجيء المقعدي
يقوم الجنين بالجلوس باستخدام المؤخرة والأرداف ووضعهما أولاً من ناحية الحوض الخاص بالأم، وهناك ثلاثة أنواع من هذه الوضعية:
المجئ المقعدي الكامل Complete breech
حيث تكون المؤخرة والأرداف إلى أسفل نحو قناة الولادة، ويقوم الطفل بـ طي الساقين والركبتين على بطنه، وتكون قدميه بالقرب من الأرداف.
المجئ المقعدي الصريح Frank breech
تكون الأرداف بالقرب من قناة الولادة مثل الوضعية السابقة، لكن ساقي الطفل لا تكونا مطويتين، بل مستقيمتين إلى أعلى أمام جسمه، وتكون الأرجل بالقرب من وجهه.
المجئ المقعدي القدمي Footling breech
مثل الوضعيات السابقة، ولكن في هذه الوضعية تكون إحدى قدمي الجنين أو كليهما متجهة إلى أسفل نحو قناة الولادة.
إن وضعيات الجنين المقعدية عموماً ليست مثالية للولادة، وتحدث في حوالي 1 من كل 25 حالة ولادة مكتملة الأجل، وعلى الرغم من أن أغلبهم يولد بصحة جيدة، إلا أنهم يكونون أكثر عُرضة للصدمة أو العيوب الخلقية عند الولادة، حيث يكون رأس الطفل هو الجزء الأخير الذي يخرج من المهبل، مما يزيد من صعوبة مروره من قناة الولادة، يمكن أن يكون الموقف أيضاً صعباً لأنه يزيد من خطر تكوين حلقة في الحبل السري قد تصيب الجنين بالضرر إذا تمت ولادته طبيعياً.
ما حل وضعية المجئ المقعدي للجنين؟
يمكن أن يناقش الطبيب بعض الخيارات لتحويل وضعية الطفل قبل الولادة لتكون رأسه لأسفل، هناك تقنية تُسمى النسخة الرأسية الخارجية، هذا الإجراء ينطوي على الضغط على بطن الأم، قد يكون الأمر غير مريحاً لها لكنه لا يكون خطيراً، يتم مراقبة نبضات قلب الجنين وإيقاف الإجراء على الفور في حالة تطور المشكلة، هذه التقنية تنجح في حوالي 5% من الحالات.
إذا لم تعمل التقنية السابقة في تحويل وضعية الجنين إلى الأسفل، قد تكون هناك حاجة لإجراء عملية ولادة قيصرية بدلاً من الطبيعية، يكون هذا جيداً بشكل خاص في حالة وضعية المجئ المقعدي القدمي، ولكن يجب الحرص لأنه يمكن تحريك الحبل السري إذا تحرك الطفل نحو قناة الولادة، مما قد يؤدي لقطع إمداده بالأكسجين والدم.
وضعية الرقود المستعرض
حيث يرقد الطفل بشكل أفقي في الرحم، وهو أمر نادر جداً عند الولادة، نظراً لأن معظم الأطفال يتحولون لأسفل قبل موعد ولادتهم، ولكن إن لم يكن الأمر كذلك، سيتطلب إجراء ولادة قيصرية، لأن هناك خطراً لخروج الحبل السري من الرحم قبل الطفل، وهو ما يُسمى تسليم الحبل السري أولاً.
هل يمكن تغيير وضعية الجنين؟
في بعض الأحيان، قد لا ينتهي الجنين بالوضع السليم للولادة، من المهم معرفة ما إذا كان الطفل ليس في الوضعية الأمامية الصحيحة قبل الولادة، لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات أثناء الولادة، وعلى أي حال، فإن هناك بعض الطرق لمحاولة إقناع البطل الصغير المشاغب بتغيير وضعه للوضع الصحيح، وهذا كما يلي:
- عند الجلوس، أميلي منطقة الحوض لديكِ للأمام بدلاً من الخلف.
- قومي بقضاء بعض الوقت جالسة على كرة تمارين الولادة.
- تأكدي من أن الفخذين دائماً أعلى من الركبتين عند الجلوس.
- إذا كان وظيفتكِ تتطلب الكثير من الجلوس، فخذي بعض الوقت للراحة والتنقل بانتظام.
- اجلسي على وسادة في السيارة، من أجل رفعكِ وإمالتكِ قليلاً للأمام.
- قومي بعمل وضعية مسح الأرض لبضع دقائق عدة مرات يومياً، بمعنى أن تجلسي على يديكِ وركبتيكِ على الأرض كما لو أنكِ تنظفينها، يساعد ذلك في تحريك طفلكِ نحو الوضعية الأمامية.
تذكري عزيزتي أنه لا تعمل هذه النصائح في جميع الحالات، لذلك إذا كان طفلكِ يظل في وضعية الجنين الخلفية عند موعد الولادة، قد يكون ذلك بسبب شكل الحوض لديكِ وليس بسببه، ويمكن أن يستلزم الأمر عملية قيصرية.